بسم الله الرحمن الرحيم
( فَانتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ )
صدق الله العلي العظيم
تمر علينا هذه الايام، الذكرى السنوية السادسة للانتصار التاريخي، لشعبنا ومقاومتنا الاسلامية، على جيش الاحتلال الامريكي، الذي اضطر صاغرا وتحت تأثير ضربات مجاهدينا، الى سحب قواته من العراق نهاية عام 2011 ، بعد احتلال دام ما يقارب التسع سنين، اثبت فيها المقاوم العراقي الاصيل، ان ارادته اقوى من كل قوى الطغيان والعدوان، وأذاق فيها الاحتلال، هزيمة استراتيجية مدوية، لاقوى جيش في العالم ، كما كانوا يصفون انفسهم ، ولقد كان للمقاومة الاسلامية كتائب حزب الله، دور حاسم في هزيمة امريكا، واجبارها على سحب قواتها، حتى قبل الموعد المقرر، في الاتفاقية المبرمة مع الحكومة العراقية، بعد محاولات للالتفاف عليها، لابقاء اعداد كبيرة من جنوده بحجج مختلفة، ولكنها فاجأت الجميع، بالفرار تاركة معسكراتها في ليلة ظلماء .
ان تزامن ذكرى هذا الانتصار، مع الانجاز التاريخي الكبير، الذي حققه الشعب العراقي، في القضاء على عصابات داعش الاجرامية، له دلالات واضحة، وارتباط وثيق ، فتحرير العراق من الاحتلال الامريكي، اجهض مخططا شيطانيا، للهيمنة المباشرة على مقدراتنا وسيادتنا وثرواتنا، وتقسيم بلدنا وتجزئته، وان تطهير العراق من رجس عصابات داعش، المدعومة من امريكا وبعض القوى الاقليمية والمحلية، اجهض الصفحة الثانية، من هذا المخطط التآمري الخبيث، الذي استهدف شعبنا وارضنا ومقدساتنا ووجودنا، وقد سطر ابناء العراق، من فصائل المقاومة الاسلامية، والحشد الشعبي، وقواتنا الامنية، ملحمة بطولية توجت بنصر تاريخي، حفظ وحدتنا وسيادتنا وكرامتنا، والفضل فيها لدماء الشهداء والجرحى، وتضحيات المجاهدين الابطال.
وبعد ان اجتاز شعبنا الصابر، هذه المرحلة العصيبة، واصبح العراق حرا عزيزا مقتدرا، تحاول امريكا اليوم، ان تعود مرة اخرى بقواتها، لتدنس ارضنا وسيادتنا بحجج وذرائع واهية، متوهمة انها قادرة، على تمرير اغراضها الدنيئة، في الوقت الذي كشفت جميع اوراقها في المنطقة، وبانت الاعيبها الشيطانية.
ونحن اذ نحذر اعداء الانسانية الامريكان ، من ان تسول لهم اوهامهم، انهم قادرون على تدنيس ارض العراق ثانية، نجدد دعوتنا للحكومة والبرلمان، ان يتخذا موقفا حازما من تواجد هذه القوات، ومطالبتها بمغادرة العراق طوعا، قبل ان نجبرها على الهروب كرها، فنحن ابناء كتائب حزب الله، لن نسمح ان يدنس الاعداء الآثمون ارضنا الطاهرة، التي رويت كل بقعة منها بدماء الشهداء.
( وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا )