بسم الرحمن الرحيم
"إِنَّهُمْ لَن يُغْنُوا عَنكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ"
صدق الله العلي العظيم
يتعرض الشعب الإيراني المسلم الشقيق، إلى حملة ظالمة جديدة، تشنها الإدارة الأمريكية ومن يدور في فلكها، من أجل تشديد الحصار والعقوبات عليه، لإذلاله وحرمانه من حقه في التعامل الاقتصادي مع شعوب العالم.
وتاتي هذه العقوبات بعد أن نقضت أمريكا تعهداتها القانونية، والتزاماتها الدولية بالاتفاق النووي الموقع بين الجمهورية الإسلامية ومجموعة دول 5+1، والذي أبرم برعاية وتصديق الأمم المتحدة.
ولم يعد خافيا على الشرفاء في العالم، أن الجمهورية الإسلامية تدفع ثمن مواقفها المبدئية والأخلاقية، ودعمها لشعوب المنطقة في وجه المخططات والسياسات العدوانية الأمريكية والصهيونية.
فقد وقفت إلى جانب الشعب العراقي في محنته العصيبة عندما احتلت عصابات داعش أجزاء واسعة من أرضه، وقدمت المال والسلاح والرجال كي لا يقع العراق فريسة براثن هذه العصابات الإجرامية المدعومة من أميركا وحلفائها، وشاركت في إفشال هذا المخطط الخبيث، حتى امتزج دم الشهداء من كبار القادة الإيرانيين بتراب أرض العراق، في موقف مشرف لا يمكن أن ينساه أو يتنكر له شعبنا الوفي.
إن العقوبات الجائرة و غير القانونية التي اتخذتها الإدارة الأمريكية ضد الشعب الإيراني الشقيق تدل على مدى سيطرة اللوبي الصهيوني والمال السعودي على الأحمق ترامب المهووس بالعداء للجمهورية الإسلامية ومحور المقاومة.
لقد عانى شعبنا العراقي قبل عقدين من الزمن تجربة حصار مريرة وقاسية، فرضتها أمريكا وأعوانها، ومازلنا نتذكر فصولها الأليمة، ولذلك نرفض أن يكون العراق جزءاً من مشاريع محاصرة الشعوب وتجويعها وخصوصا شعوبنا المسلمة، سواءً في إيران أو اليمن أو فلسطين، كما نرفض تحويل العراق إلى بيدق بيد الاستكبار العالمي تحركه كما تشاء.
إن الموقف الذي أعلنه العبادي تجاه العقوبات الظالمة المفروضة على الجمهورية الاسلامية لا يمت لموقف الشعب العراقي بصلة، فشعبنا المعروف بالشهامة والعزة والإباء لا يمكن أن يتنكر لمواقف أشقائه أو يجحد فضلهم وتضحياتهم، أو يصطف إلى جانب أعدائهم، أما من يضع نفسه أداة ذليلة خانعة مستسلمة للإرادة الأمريكية فإنما يمثل نفسه، وأهواءه، وطموحاته، لإرضاء من يتوهم أنهم سيكافؤونه على موقفه، وكان ينبغي عليه أن يتحلى بالشجاعة والشهامة، فيرفض الإملاءات الأمريكية كما رفضتها كثير من الدول.
إن جماهير شعبنا العراقي الوفي تقف اليوم صفا واحدا إلى جانب أشقائهم في إيران الإسلام، وتشد على عضدهم، وتؤكد رفضها لأي إجراء من شأنه أن يضعفهم ويزيد من معاناتهم، ونحن على يقين أن الجمهورية الإسلامية ستواجه هذه التحديات بوحدة شعبها، ووعيه، وصبره، والتفافه حول قيادته، وستفوت الفرصة على من يراهن على تنازله عن كرامته مقابل رغيف الخبز.
ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين.