بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيمِ
"وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ"
صدقَ اللهُ العليُّ العظيمُ
هذا يومٌ تاريخيٌّ مشرقٌ... يومٌ آخرُ من أيّام اللهِ... يومٌ قالَ فيه شعبُ العراقِ كلمتَه بصوتٍ مدوٍّ سمعَه العالمُ بأسره، وهو أن لا مكانَ للمحتلّين الغزاةِ على أرضِ الرافدين، وأنّ شعبَ العزّةِ والإباءِ لن يهدأَ له بالٌ، وسيواصلُ ثورةَ العشرينِ الثانيةِ الظافرةِ بعزيمةٍ وإصرارٍ حتّى إخراجِ القوّاتِ الأمريكيّةِ ليسَ منَ العراقِ فحسب؛ بل من منطقةِ غربِ آسيا برمّتِها.
لقد أثبتَت ملحمةُ الشرفِ الجماهيريّةِ المليونيّةِ التي طرّزت شوارعَ بغدادَ الحبيبةِ براياتِ الوطنِ الخفّاقةِ أنّ هذا الشعبَ بتلاحُمِه ووحدةِ أبنائِه بجميعِ أطيافهم قادرٌ على مواجهةِ الصَّلَفِ الأمريكيّ، وقادرٌ على قطعِ دابِرِ شَرّهِ من العراقِ، وأن كلمةَ الشعبِ بعدَ كلمةِ اللهِ هي العُليَا، وعلى مَن أصابَه الصَّمَمُ والعَمَى أن يسمَعَ ويَرَى، وأن لا يذهبَ بعيداً في غَيِّهِ وتَحَدّيهِ لإرادتِنا وكرامتِنا، فشعبُ العراقِ على أتمِّ الاستعدادِ والحماسِ إذا ما أصرّ المحتلّونَ الغزاةُ على العناد، لإخراجِهِم بالطريقةِ التي لا يفهمونَ سِواها على مَرّ التاريخِ.
إنّ هذه الثورةَ الجماهيريّةَ المليونيّةَ، رسالةٌ واضحةٌ وجليةٌ ينبغي أن يفهمها العقلاءُ؛ ولاسيّما في الولايات المتحدة الأمريكية، من أجل الضغطِ على إدارتهم الحمقاء بضرورةِ سحبِ قوّاتها العسكريّة، لحفظِ ما تبقّى من ماءِ وجهها، وأن تحترمَ إرادةَ الشعب العراقيّ التي مثّلتها هذه الجموعُ، وأن تعيَ أنها مهما تسلّحت وتحصّنت فلن تصمدَ أمام غضبة الله والمؤمنين.
الشكرُ كلُّ الشكرِ لِمَن صنعَ هذه الملحمةِ العظيمةِ وشاركَ فيها، من أبناء شعبنا الغالي بعشائرِهِ الأبيّة المقدامة، وفصائل المقاومة الإسلامية المُضحيّة، وجميع شرائح المجتمع الوطنيّة الواعية، وكلّنا أملٌ في أنّ هذه الثورة الخالدة ستستمر وتتواصل فعّاليّاتُها في جميع المجالات السياسيّة والإعلاميّة والاجتماعيّة والجماهيريّة، وستشكّلُ دافعاً لتعزيزِ قوّتنا ومقاومتنا في ساحاتِ الشرفِ والمواجهةِ حتّى يتمَّ تطهيرُ أرضنا المقدّسة من رجسِ الغُزاة والمحتلّين، وعلى الله فليتوكل المؤمنون.