في الذكرى السنوية السابعة لإستشهاد الشيخ النمر.. كتائب حزب الله: كان يدافع عن السنيّ المضطهد والشيعيّ المظلوم من أبناء الجزيرة

بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيم
الحمدُ للهِ رَبِّ العالمينَ 
والصلاةُ والسلامُ على أشرفِ الخلقِ محمدٍ وعلى آلهِ الطيبينَ الطاهرينَ 
الحضورُ الكرامُ مع حفظِ الألقابِ والمَقاماتِ 
السلامُ عليكُم ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ 
قالَ اللهُ تَعالى في مُحكمِ كتابِهِ العزيز 

بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرحيم
( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّىٰ نَعْلَمَ ٱلْمُجَٰهِدِينَ مِنكُمْ وَٱلصَّٰبِرِينَ وَنَبْلُوَاْ أَخْبَارَكُمْ ) 
صدقَ اللهُ العليُ العظيم 

أيها الحضورُ الأعزاء

شاءَ اللهُ سبحانَهُ وتعالى أنْ يَجمعَ في هذهِ الأيامِ المَعدوداتِ مِنْ أواخرِ العامِ وعندَ أعتابِ العامِ الجديدِ أحداثاً ومُناسباتٍ كبيرةً مَرتْ على أمتنا الإسلاميةِ شَكلَّتْ مُنعطفاتٍ تاريخيةً لا يُمكنُ أَنْ تُمحى مِنْ الذاكرةِ ، ألقتْ علينا استحقاقاتُها وتَبعاتُها مَسؤولياتٍ مُضاعفةً بحجمِ ما قُدِّم فيها مِنْ تضحياتٍ ،وكانتْ ذروةُ هذهِ المُناسباتِ ذكرى استشهادِ قادةِ النصرِ والمُقاومةِ الشهيدِ القائد قاسم سليماني والشهيدِ القائد أبو مهدي المهندس رضوانُ اللهِ تعالى عليهِما.

ومِنْ الأحداثِ الجِسامِ التي تَزامنتْ واجتمعتْ في هذهِ الأيامِ، بشكلٍ يدعو إلى التأملِ والاعتبارِ.. ذكرى أليمةٌ أُخرى فقدْنَا فيها رجلاً مَبدئياً مُقاوماً شجاعاً عَرَجتْ روحُهُ إلى السماءِ، تَحْمِلُ معَها مظلوميَّةً  تشكو إلى بارئِها جَورَ طواغيتِ الأرضِ وفراعنتِها , مُتشحطةً بدمائِها الزَّكيةِ الطَّاهرةِ راجيةً أنْ تُكتبَ في سجلِ الشهداءِ مع إمامِ الشهداءِ أبي عبدِ اللهِ الحسينِ عليهِ السلام , إنَّهُ الشهيدُ المجاهدُ الشيخ نمر باقر النمر قُدِّسَ سرُهُ الشريف.

لقد كانتْ مَسيرةُ الشيخِ النمر الجهاديةُ حَافلةً في مُواجهةِ النظامِ الطاغوتي الذي يَحتلُ أرضَ الجزيرةِ العربيةِ ومُقدَّساتِها ولم تَثنهِ أجهزةُ القمعِ والإرهابِ للكيانِ السعودي مِنْ رفعِ صوتِهِ عالياً مُطالباً بحقوقِ المُستضعفينَ والمُضطهدينَ وخصوصاً أبناءَ المناطقِ الشرقيةِ الذينَ يُعانونَ مِنْ سياساتِ التمييزِ والتضييقِ على الحرياتِ والمنعِ مِنْ ممارسةِ الشعائرِ والمُلاحقاتِ وتكميمِ الأفواهِ والحُرمانِ مِنْ الوظائفِ وفرصِ العملِ أسوةً بأقرانِهِم معَ أَنَّ الثروةَ النفطيةَ التي يَنعمُ بها النظامُ تُستخرجُ مِنْ أراضيهم.

ولم يَنطلقْ الشيخُ الشهيدُ في مَطالبِهِ هذهِ مِنْ نظرةٍ طائفيةٍ ضيِّقةٍ إنَّما كانَ يُدافعُ عَنْ السنيِّ المُضطهدِ أيضاً، كما يُدافعُ عَنْ الشيعيِّ المظلومِ معَ أنَّ النظامَ كانَ يَعملُ على دقِ أسفينِ التفرقةِ الطائفيةِ بينَ أبناءِ الجزيرةِ العربيةِ لِيُسَّهِلَ عليهِ مُواجهتَهُم وَلْيَقطعَ الطريقَ على أيِّ نشاطٍ مُشتركٍ قد يُؤدي إلى تقويضِ حُكمِهِ , فكانَ يُكفِّرُ الشيعةَ ويُؤلِّبُ السنةَ عليهِم، ويَزرعُ بذورَ التكفيرِ والإقصاءِ والتخوينِ بينَ أبناءِ شعبِ الجزيرةِ، كما كانَ يَفعلُ عندما زرعَ بذورَ التَفْرقةِ الطائفيةِ والكراهيةِ والقتلِ والإرهابِ بينَ المُسلمينَ في العراقِ وسوريا ولبنانَ واليمنَ وغيرِها مِنْ البلدانِ الإسلاميةِ خدمةً للمُخططاتِ الصهيوأميركيةِ المعاديةِ للإسلامِ والمُسلمينَ .

إِنَّ هذهِ الجريمةَ التي افتتحَ بها الطاغيةُ سلمان سنوات حُكمِهِ المَشؤومِ، والتي كانتْ تَهدفُ إلى كَسرِ إرادةِ أبناءِ الجزيرةِ العربيةِ وإرهابِهِم وثنيهِم عَنْ مُواصلةِ طريقِ المُقاومةِ والمُطالبةِ بحقوقِهِم المَسلوبةِ، إنَّما أوقعتْهُ في شرِ أعمالِهِ، مُتوهماً إنَّ أميركا وقواعدَها وأساطيلَها يُمكنُ أَنْ تُوفرَ لَهُ الحماية مِنْ يومِ الانتقامِ الذي باتَ يُطوِّقُ رقبتَهُ ويَقتربُ مِنْ عرشِهِ الرملي الزائل.

الأخوة الأفاضل في هذا الجمع المبارك

مِنْ المُؤكدِ أنَّ دماءَ هؤلاءِ القادةِ العظامِ عزيزةٌ علينا وليسَ مِنْ السهلِ تعويضُها ولكنَّ عزاءَنا إنَّها تَعيشُ في وجدانِنِا وتَشتعلُ جذوتُها في قلوبِنا، وأَنَّ مَسيرتَهُم الجهاديةَ التي خُتِمتْ بالشهادةِ قد أينعتْ و فتحتْ أبوابَ الأملِ لأمتِنا الإسلاميةِ التي باتتْ تُعوِّلُ على أبناءِ مِحورِ المُقاومةِ كرصيدٍ يَحفظُ وجودَها ومُقدَّساتِها وقيمَها وثوابتَها الأخلاقيةِ أمامَ الهجمةِ الشرسةِ التي يَشنُها محورُ الشرِ الصهيوأميركي في جميعِ المَجالاتِ السياسيةِ والأمنيةِ والثقافيةِ والإعلاميةِ , ولاشكَ أَنَّ وفاءَنا لدماءِ القادةِ الشهداءِ إنَّما يكونُ في الثباتِ على نهجِ المُقاومةِ الإسلاميةِ ووفاؤنا لدمائِهِم إنَّما يكونُ بالاقتصاصِ مِنْ المُجرمينَ وإرغامِهِم على دفعِ ثمنِ ما اقترفتْهُ أياديهُم القذرةُ بحقِهِم وبحقِ شعوبِنا، وتوسيعِ دائرةِ مِحورِ المُقاومةِ ليضمَ جميعَ الشعوبِ المكتويةِ بنارِ المُؤامراتِ الصهيو أميركيةِ, وتضييقِ الخناقِ عليهِم حتى يُطردوا مِنْ مِنطقتِنا مُرغمينَ صاغرينَ مَهزومينَ.

طوبى لشهدائِنا القادةِ وطوبى لأُمةٍ أنجبتْهُم وعهداً مِنَّا إنَّنا لَنْ نتخلى عَنْ نهجِهِم مَهما كانتْ التحدياتُ ولَنْ نتقاعسَ عَنْ طلبِ ثأرِهِم مهما طالَ الزمنُ ومَهما كانتْ التضحياتُ.

وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون 
والحمد لله رب العالمين

والسلام عليكم ورحمة الله وبركات

..............

كلمة المقاومة الإسلامية، كتائب حزب الله ألقاها متحدثها الرسمي الأستاذ

 محمد محي  في مهرجان الذكرى السابعة لشهادة الشيخ النمر  ببغداد

                            2023-01-10

اترك تعلیق

آخر الاخبار