في ذكرى استشهاد الرسول الأكرم.. كتائب حزب الله : مسؤولية مقاومة المشاريع الاستكبارية تقع اليوم على عاتق أتباعه المخلصين

بسم الله الرحمن الرحيم
   ونحن نتجرع ألم المصيبة باستشهاد خاتم الأنبياء والمرسلين، حبيب رب العالمين، المصطفى محمد (صلى الله عليه وآله) نتقدم إلى ولده الإمام المهدي (عج)، ومراجعنا العظام، والأمة الإسلامية بأخلص آيات العزاء.
  إن فقد النبي الأكرم لهو أكبر مأساة مرت على الأمة الإسلامية، حيث انقطع بموته مالم ينقطع بموت غيره، من النبوة وأخبار السماء، والأمان من العذاب.
  لقد كان (صلوات الله عليه) نورا يشع بالهدى، وطُهرا به يقتدى، ورحمة الله التي أرسلها للعالمين، والمثل الأعلى، والقدوة الحُسنى، والأسوة الحسنة، بشريف أخلاقه، وكريم طباعه، وطيب صفاته، ومن أصدق من الله إذ قال: (وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ).  
  إن تلك الملكات الأخلاقية، والكمالات النفسانية، هي التي أخرجت مجتمع البادية من الظلمات إلى النور، فقد اندك (عليه وآله أفضل صلوات المصلين) في الشريعة حتى صار المصداق الأكبر والأتم لها، وأكثر من ذلك؛ حتى عاتبه ربه تعالى في مرحلة التطبيق (طه، مَآ أَنَزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى)، و(فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَراتٍ). 
  إن هذه الصور القرآنية التي تُصدِّر لنا القائد الإلهي العظيم الذي يعيش من أجل الأمة، ويضحي بكل شيء في سبيل هدايتها، وبث قيم الخير والفضيلة بين أفرادها، هي المفتاح لفهم آلية صنع مجتمع تسوده العزة والكرامة. 
   إن الأمة الإسلامية اليوم مطالبة بالعودة إلى المنهج الأخلاقي والعقائدي لرسول الله، والذي حصره بالثقلين، كتاب الله، وعترته أهل بيته، لتسير في طريق الهدى. 
  إننا نستلهم من ذكراه العطرة حرصه العالي على الإسلام، إذ كان يقف في الصف الأول لقتال الأعداء، فلم يكن أحد من المسلمين أقرب إلى جيش العدو منه، فإذا حمي الوطيس كان هو الملاذ، وقد تحمل التعذيب، والتجويع، والتهجير، وفقد الأحبة، صابرا على الأذى، مبلغا لرسالة ربه، بالمؤمنين رؤوف رحيم. 
   فعلى عواتق أتباعه المخلصين تقع مسؤولية حمل الأمانة، وحفظ الرسالة، ومقاومة المشاريع الاستكبارية التي تحاول النيل من الإسلام، وإذلال المسلمين، وتغيير قيم الحق والخير بأخرى شيطانية خبيثة.

وعلى رسول الله السلام آناء الليل، وأطراف النهار.

كتائب حزب الله 
مجلس التعبئة الثقافية
28 صفر ١٤٤٥ هـ 
14 ايلول 2023 مـ

اترك تعلیق

آخر الاخبار