بسم الله الرحمن الرحيم
في ذكرى شهادة الإمام العاشر من أئمة الهدى (عليهم السلام)، الإمام علي بن محمد الهادي النقي، نقدم التعازي الخالصة إلى إمامنا المهدي من آل محمد وعموم المؤمنين.
في هذه المناسبة المؤلمة لقلوبنا، نستذكر التضحيات التي قدمها هذا الإمام الهمام في سبيل المحافظة على الاسلام حيا متحركا في الأمة، على الرغم من تعرضه للتهجير القسري، والإقامة الجبرية، والعزلة، والملاحقة الأمنية، من قبل حكام الجور والظلم الذين عاصرهم.
تركزت ملامح الحركة الدينية والفكرية للإمام الهادي (عليه السلام) على حفظ القرآن الكريم من التشويه والتحريف الذي كان يواجهه، وتثبيت أركان الإمامة الإلهية، والتعريف بمهامها، وصلاحياتها، ولقد جاءت هذه المضامين في الزيارة الجامعة الكبيرة، لتكون منهجا علميا لمعرفة مكانة الأئمة، ومقاماتهم، ووظائفهم التشريعية والتكوينية.
إن من أعظم المهام التي مارسها الإمام الهادي (عليه السلام)، بالرغم من التحديات التي واجهها، هي بناء الجماعة الصالحة، وتنظيمها وتدريبها على التعاطي مع فكرة غيبة الإمام، التي مارسها بنفسه، وتقديم البدائل من خلال ربط هذه الجماعة بالوكلاء، والفقهاء، لتستمر المسيرة في مختلف الظروف.
إن أهم درس تتعلمه الأمة من إمامها الهادي، هو عدم ترك مقاومة الظالمين مهما كانت أساليب المواجهة، والقمع، والقتل، لأن المسؤولية الشرعية في الحفاظ على القيم الدينية أهم من الأرواح.
الأمة اليوم في صراعها مع المستكبرين بأمس الحاجة لاستحضار روح مقاومة الإمام الهادي، وصموده، وصبره في مواجهة الظالمين.
كتائب حزب الله
مجلس التعبئة الثقافية
٣ رجب ١٤٤٥ هـ
15 كانون الثاني 2024 مـ