بسم الله الرحمن الرحيم
نعزي مولانا صاحب العصر والزمان (عليه السلام)، والسيد القائد علي الخامنئي، ومراجعنا العظام، وجميع المجاهدين والمؤمنين، باستشهاد مولاتنا الصديقة الزهراء (عليها أفضل صلوات المصلين).
لقد كان لسيدتنا الزهراء من المقامات المعنوية، والمنازل الغيبية، ما يعجز عن سطرها الكتّاب، ويحار فيها أولو الألباب، فهي مع أنها أم أئمة الهدى، وحليلة صاحب اللواء، والكريمة عند الملأ الأعلى، كانت المختارة المصطفاة المفضلة على نساء العالمين، المطهرة من العيوب والزلات، النقية عن المعضلات، أم أبيها، وموضع سره وأنسه، وبقية العزاء لأمير المؤمنين، التي لم يكن لها كفؤا إلا هو، (صلوات الله عليهم أجمعين).
تأتينا ذكراها اليوم في ظرف تحتاج المرأة المسلمة فيه أن تجعل الزهراء قدوة وأسوة في جهادها، وصبرها، وتحملها لقيم الدين، والتزامها بالمبادئ، وحسن تبعلها، ورعايتها لزوجها وبنيها، ومطالبتها بحقها، ودفاعها عن الإمامة، وخط وصاية الأنبياء، والإسلام الأصيل الهادف لبناء الإنسان على رواسي هدي القرآن.
هذا ونحن نعيش دوام العدوان على غزة، بل وتوسعه ليشمل لبنان، حيث تستمر قوافل الشهداء، وارتكاب المجازر بحق الأطفال والأبرياء، يرى العالم صمود النساء الفاطميات الثابتات على خط الزهراء ونهجها، نهج الكرامة والمقاومة والعزة على الرغم من التوحش الصهيوني المدعوم أمريكيا وغربيا.
ستبقى هذه الحوراء الأنسية أنموذجا فريدا بين عالم النساء المقاومات، فقد عاشت صابرة محتسبة على نزول البلاء، ناهلة من قيم السماء، ومضت مظلومة شهيدة محتجة على أهل الأرض.
فسلام عليها يوم أزهرت بها الدنيا، ويوم أستبشرت بها الآخرة، ويوم تبعث فتلتقط شيعتها.
كتائب حزب الله
مجلس التعبئة الثقافية
12 جمادى الأولى 1446 هجرية
الموافق 14 تشرين الثاني 2024 ميلادية