خلصت رسالة ماجستير في جامعة الشرق الاوسط للدراسات العليا بعمان ان الاعلام الاميركي استخدم مفردات وكلمات ومصطلحات معينة في صياغة النصوص الخبرية ، مما اثر على موضوعيتها اثناء تناولها لمجريات الاحداث قبل احتلال العراق العام 2003.
وكشفت الرسالة التي اعدها رئيس قسم التدريب في وكالة الانباء الارنية احمد زيدان بعنوان"اتجاهات التغطية الإخبارية لصحيفة نيويورك تايمز قبل الحرب الأمريكية على العراق عام 2003"(دراسة تحليلية) ، جوانب من تطبيقات استخدام المفردات والكلمات والمصطلحات، ودورها في تأطير المعنى، وصياغة النصوص الخبرية، وتوجيه المضامين الاخبارية، واستخدامها كسلاح اعلامي اقناعي دعائي.
وأوضحت نتائج الرسالة ان الحرب التي تكللت باحتلال العراق، لم تكن حربا عسكرية استخدمت مختلف صنوف الاسلحة والعتاد فقط، بل سبقت العمليات العسكرية حرب اعلامية كبيرة من حيث الحجم والتحريض والتضليل والدعاية التي استخدمت فيها بعيدا عن الموضوعية.
واظهرت نتائج الرسالة، كيف تم التلاعب بالاطر الخبرية للاخبار المتعلقة بالعراق، عندما عمد المحررون والمراسلون الى اتباع اسلوب محدد في بناء الموضوع الاخباري ورسم معالمه بالاعتماد على الانتقائية، فركزوا على مصطلحات وافكار واهملوا اخرى في سياق الرسائل الاتصالية ، حيث جاءت فكرة إخفاء العراق لأسلحة الدمار الشامل هي الفكرة التحريضية المباشرة الأكثر تكراراً في الحرب على العراق، وحصلت على أعلى تكرار في كل من الشهور الثلاثة الأولى تشرين الأول ـ أكتوبر 2002 ، تشرين الثاني ـ نوفمبر 2002 ، كانون الأول ـ ديسمبر 2002.
واكدت الرسالة ان اختيار مفردات ومصطلحات معينة في الخبر مع التركيز على الدراما، والتشويق والصراع ، خاصة في أخبار السياسة الدولية التي يتم فيها إبراز ما تكسبه الشخصيات السياسية، وما تخسره يمكن اعتباره عملية تلاعب في مضمون الخبر، ليس هذا فحسب، بل يتعداه الى استخدام مصطلحات اخرى كالإرهابيين او المتمردين بدل المقاومين، وأعمال العنف بدلا من هجمات المقاومة، وقوات حفظ الأمن أو قوات التحالف بدلا من قوات الاحتلال ، والجماعات الاصولية والمتطرفة بدلا من العناصر الإسلام.
أما فيما يتعلق بالمصطلحات التي تعبر عن تحريض غير مباشر للحرب ضد العراق، فقد برزت فكرة حقوق الإنسان في العراق كأكثر فكرة تحريضية غير مباشرة خلال فترة الدراسة.
المصدر :الدستور