جنود الأحتلال الامريكي ما بين عمليات المقاومة الاسلامية والبكتيريا القاتلة

لازال سوء الطالع يصاحب الاحتلال الامريكي في العراق وافغانستان في حله وترحاله عقاباً لما جنته اياديهم من اثام الغزو وجرائمه, فلابد للجريمة من عقاب سواء كان من الارض ام من السماء, ولربما كان من الاثنين معاً, لهول المجازر التي ارتكبت والفضائع التي لحقت بالمدنيين الابرياء العزل.
فقد ينجو جنود الاحتلال من العبوات الناسفة للمقاومة الاسلامية اوالقنابل المزروعة على جوانب الطرقات في العراق ، او حتى الصوايخ المتساقطة على قواعدهم العسكرية ليواجهوا احتمالات تلف النسيج الدماغي (وقد بينت تقارير ان 140 ألف جندي أميركي يعانون من تلف النسيج الدماغي نتيجة التعرض لموجات صدمة اهتزازية فوق الصوتية بعد تفجير العبوات الناسفة البدائية) ليس هذا فحسب بل ان الاضطرابات والمشاكل النفسية والأسرية التي تواجههم قد تؤدي بالكثير منهم الى الانتحار, وقد اعلن البنتاغون قبل ايام عن فشله في منع جنوده من الانتحار, بعد جهد جهيد بذلته وزارة الدفاع في سبيل الحد من ظاهرة الانتحار التي تعصف بالجيش الامريكي, هذا فضلاً عن حالات القتل الخطأ والعمد التي يتعرض لها الجنود على ايد رفاقهم في الجيش.
واليوم بدأت تفتك بجنود الاحتلال نوع من البكتيريا القاتلة المقاومة للمضادات الحيوية.
ويظل مكمن هذه الجراثيم القاتلة، أو كيفية انتقالها أو القضاء عليها لغزاً بالنسبة للجيش الأمريكي والمستشفيات في الولايات المتحدة، وهذا ما جاء في جلسة استماع عقدها الكونغرس، أمس الأربعاء.
وقال النائب فيك سنايدر، وهو طبيب وعضو ديمقراطي عن أركنساس بمجلس النواب، ترأس جلسة الأربعاء، إنه رغم نجاح الجيش في خفض عدد الإصابات بشكل ملحوظ خلال السنوات القليلة الماضية، إلا أن المشكلة تظل قائمة.
ووفقا لوزارة الدفاع، البنتاغون، أصيب أكثر من 3300 جندي بعدوى بكتيريا أسينيتوباكتر Acinetobacter، وهي مجموعة من البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية، وتحديدا خلال الفترة من عام 2004 وحتى 2009، وفقاً لسنايدر.
ومن جانبه، قال الدكتور جاك سميث، القائم بأعمال نائب وزير الدفاع، إن البنتاغون قلق بشأن العدوى البكتيريا المقاومة للعقاقير، مضيفاً: "نعمل على تطوير المعايير المتبعة والعلاج والأبحاث للتصدي لهذا التفشي."
وقال العقيد دوان هوسبينثال، استشاري الأمراض المعدية، وكبير الجراحين بالجيش الأمريكي، إن تلك العدوى زادت تعقيد الرعاية الصحية المقدمة للجنود المصابين الذين تم إجلاؤهم من العراق وأفغانستان.
وشرح قائلاً: ""إن مصدر هذه البكتيريا بين العناصر القتالية المصابة لم يتضح تماماً."
وتابع: "يبدو على الأرجح أن هذه البكتيريا تنتشر في ساحة القتال، وتصاحب الجنود في رحلة العودة، وإلى داخل المراكز الطبية العسكرية في الولايات المتحدة الأمريكية."
ورغم تدريب الطواقم الطبية وحملات التوعية الشرسة، إلا أن الاستخدام غير الضروري للمضادات الحيوية، يزيد من مقاومة تلك البكتيريا، ما يزيد الوضع صعوبة عند انتشارها مستقبلاً.
وتلعب المضادات الحيوية دورا مهما في علاج العديد من الأمراض، وهي سلاح ذو حدين، فإن استخدمت وفق الإرشادات الطبية كان لها أثر إيجابي وفعال، وإن استخدمت بطريقة عشوائية وأسيء استعمالها فإنها تؤدي إلى أضرار بالغة قد تودي بحياة المريض.
وكانت دراسة علمية أجريت العام الماضي أظهرت أن البنسلين، المضاد الحيوي الأشهر، قد يفقد قريباً فعاليته في مقاومة البكتيريا، متوقعة أن تؤدي مقاومة المضاد إلى كوارث صحية، ما لم تعمل الحكومات على زيادة البحوث الرامية لتطوير هذه العقاقير.
وتزايدت مخاوف العلماء من أن كفة المعركة المحتدمة بين الإنسان والميكروب باتت تميل أكثر لمصلحة البكتيريا المقاومة لأكثر من نوع من المضادات الحيوية. ووصل الأمر ببعض العلماء، أن أطلقوا صيحة فزع مفادها أنه "في حال لم يتم اتخاذ إجراءات فعالة، فإننا على وشك العودة إلى زمن ما قبل المضادات."

 

المصدر : سي ان ان

اترك تعلیق

آخر الاخبار