الصدمات النفسية الحالة المرضية الأكثر انتشارا بين الجنود الامريكيين بسبب عبوات المقاومة

لفتت أحدث الدراسات إلى أن الجنود الأمريكيين الذين عانوا من "اضطرابات ما بعد الصدمة"، أثناء القتال في العراق، أكثر عرضة للمعاناة من مشاكل صحية على المدى الطويل، مقارنة برفاقهم الجنود من عانوا منصدمة دون أن يتخلف عنها اضطرابات، وتعرف بـconcussion.
وتقول الدراسة التي خلصت بالتشديد على ضرورة فحص الجنود لمعاينة احتمالات إصابتهم باضطرابات ما بعد الصدمة post-traumatic stress disorder PTSD، إن المشاكل الصحية المزمنة الناجمة عنها تشمل الاكتئاب والصداع والهيجان ومشاكل بالذاكرة.
يشار الى ان الملايين من الجنود الأمريكيين نشروا في العراق وأفغانستان والملايين من دولارات الولايات المتحدة، حيث تعرض العمليات القتالية الجنود لخطر الإصابة بالصدمات النفسية والإصابات الجسدية الناجمة عن انفجارات العبوات الناسفة، وفق ما تقول الخلفية المرافقة للدراسة التي نشرت في "أرشيف الطب النفسي العام."
وتعرف إصابات المخ الناجمة عن الصدمة traumatic brain injury، ويرمز إليها بـTBI بـ"توقيع الإصابة" لتلك الهجمات المسلحة.
وذكر  الباحثون في جامعة "مينسوتا" و"نظام الرعاية الصحية لشؤون قدامى المحاربين" في مينابوليس" أن الدراسات السابقة بينت وجود رابط بين "اضطرابات ما بعد الصدمة" والإصابة بالإعاقة ومشاكل صحية على المدى الطويل، دون التطرق لأبعاد تأثير الصدمة concussion دون سواها على الصحة على المنظور البعيد.
وقام فريق البحث بمعاينة 2677 جندي من "الحرس القومي لكتيبة الفريق القتالي" التي شاركت في المهام القتالية في العراق، وأكمل المشاركون أول استبيان عام 2007، قبيل شهر واحد من انتهاء فترة نشرهم في العراق لمدة 16 شهراً. وقرر 1935 من الجنود المشاركة في مسح آخر بعد عام من البحث الأول.
وأظهر الاستبيان الأول أن 9.2 في المائة من الجنود يعانون من أعراض الصدمات وأن 30.2 في المائة  لاحتمال الإصابة بـ"اضطرابات ما بعد الصدمة"، وفي المسح الثاني ، ارتفعت نسبة الفئة الأولى إلى 22 في المائة، وجرى تشخيص 30.4 في المائة منهم باحتمال الإصابة بـ"اضطرابات ما بعد الصدمة."
ووجدت الدراسة أن الجنود المصابين بالصدمة، وليس الاضطرابات التي تعقبها، لم يعانوا من مشاكل صحية على المدى الطويل، وعلى نقيض المصابين "باضطرابات ما بعد الصدمة" من اشتكوا من أزمات صحية تفاوتت بين مشاكل بالذاكر والاكتئاب والصداع والهيجان.
ويذكر أن  دراسة طبية سابقة وجدت بأن ربع عدد الجنود الأمريكيين العائدين من العراق وأفغانستان يعانون من حالات نفسية مرضية بعد كشف طبي.
وشملت الدراسة التي نشرت في مجلة أركايفز أوف أنترنل ميديسين الأمريكية 103,788 جندي شاركوا في الحربين في العراق وأفغانستان بين 2001 و2005.
ويعتبر التوتر الناجم عن الصدمات النفسية الحالة المرضية الأكثر انتشارا بين الجنود، إلا أن الدراسة وجدت مشاكل طبية أخرى يعاني منها الجنود، مثل الاضطراب النفسي، والاكتئاب والإفراط في تناول المهدئات, وقد أجريت الدراسة بينما كان الجنود يعالجون في مراكز خاصة بالمشاركين في الحروب.

 

المصدر:وكالات

اترك تعلیق

آخر الاخبار