تخلى جيش الاحتلال في العراق بداية أكتوبر 2010 عن أسطول طائرات التجسس في أفغانستان والعراق وسلمه الى المخابرات المركزية الأمريكية، وترك لها العمليات العسكرية ضد عدد من الاهداف التي تعتبرها الولايات معادية لها. الأمر الذي اعتبرته الصحف الأمريكية تحولا خطيرا وعجزاً من الجيش في تنفيذ دوره القتالي لجهاز الـ CIA ليتحول الاخير من ما يسمى "مكافحة الإرهاب" إلى مكافحة "المتمردين" بالاشارة الى رجال المقاومة ضد قوات الاحتلال.
وقال مدير وكالة الإستخبارات المركزية ليون بانيتا في كلمة له في مؤسسة أبحاث في لوس أنجليس أن برنامج الطائرات بدون طيار الأسلوب الوحيد المتاح أمامنا للقضاء على العمليات المسلحة!.على حد زعمه.
فيما قال بيتر سينغر مدير دراسات الدفاع في معهد بروكينغز ومؤلف كتاب Wired for War :" لم يكن هناك سوى حفنة من الطائرات بدون طيار عندما احتلت امريكا العراق في 2003 ، واليوم هناك أكثر من 7000 طائرة من هذا النوع وفي القريب سيقومون بانتاج عشرات الآلاف منها".
، وهي قادرة على التقاط الصور لمختلف المخابئ بدقة ووضوح بالغين بحيث ان مسؤولي المخابرات الاميركية حيث تحلق .
وفي مختبر سري في منطقة إل سيغوندو، يعمل مهندسو شركة رايثيون حاليا ، الذين طوروا كاميرات ومتحسسات طائرة التجسس هذه، على صنع أجهزة أكثر قوة من شأنها إحداث ثورة في طريقة جمع المعلومات الاستخبارية.
يذكر ان طائرة "غلوبال هوك" الروبوتية تستطيع التحليق عشرات الساعات في الجو تستطيع اثناء تحليقها من رؤية سيارة ما مع تحديد المدة التي بقيت خلالها في اي مكان من الشرق الاوسط والعالم المتحسسات وتتنصت على المحادثات الهاتفية وتحديد موقع المنادي على الارض بدقة بالغة. وبعضها قادر حتى على "تشمم" الهواء واكتشاف سحب المواد الكيميائية المتسربة مما يمكن أن يكون مختبراً نووياً تحت الارض".
ويقول ديفيد روكويل، وهو محلل الكترونيات يعمل في مؤسسة ابحاث الطيران تيل غروب، ان الاستطلاع حاليا يعتبر الجزء الاساسي في الحرب العالمية على ما اسماه بـ "الارهاب"، والجهات العسكرية تريد أن تكون لها عين لا تطرف على حركة المقاومين على الارض, مما يتطلب نشاطاً هائلاً للمتخصصين في هذا المجال.
وقال جون كاتلر، مؤسس "شركاء الأدمرالية" وهي شركة استثمارية تابعة لسيتي سينتشوري التي تمارس نشاطها في بيع وشراء الشركات الصغيرة المتخصصة في مجال الدفاع. وكذلك تنامى الطلب على المتحسسات مع تزايد استعمال البنتاغون للطائرات بدون طيار في عمليات جمع المعلومات الاستخبارية, اذ بوسع اجهزة الكشف الحديثة التقاط شخص واحد وسط جمع من الناس، وهي قادرة على التقاط اللحظة التي ينطلق بها سلاح ناري، حيث بإمكان هذه المتحسسات التقاط حرارة ماسورة البندقية وتقدير لحظة انطلاق النار منها.
وبفضل وجود عدة كاميرات يصبح باستطاعة المشغل تتبع عدة عربات بدلا من واحدة، كما يقول البريغادير جنرال روبرت اوتو مدير الاستخبارات والاستطلاع والمراقبة في القوة الجوية الاميركية. ويضيف ان هذه الزيادة في عدد طلعات الطائرات بدون طيار مضافاً إليها تقنية التحسس الجديدة سوف توفر للقوة الجوية كماً كبيراً من البيانات، وهو أمر سيستلزم اضافة اعداد كبير من العاملين أمام شاشات كمبيوتر المراقبة .
وتتوقع القوة الجوية أن يصبح لديها في مثل هذا الوقت من العام المقبل حوالي 5 آلاف شخص يغربلون الصور بحثا عن معلومات استخبارية، بعد أن كان عددهم لا يتجاوز 1200 شخص قبل تسع سنوات. وقد اعترف عدد من المسئولين في الولايات المتحدة بعدم قدرتهم على الاستفادة من كم المعلومات المصورة من قبل طائرات الاستطلاع.
وكانت صحيفة «نيويورك تايمز» قد ذكرت في بداية هذا العام نقلاً عن مسؤولين استخباراتيين أن المعلومات الاستخباراتية المصورة في العراق وأفغانستان والتي جمعتها طائرات التجسس الأمريكية من دون طيار خلال العام ،2009 كانت كثيفة جداً إلى درجة يصعب معها الاستفادة منها، حيث أن مشاهدتها المتواصلة تتطلب 24 عاماً .
وقالت الصحيفة في حينه على موقعها الالكتروني إن هذه المعلومات أكثر بثلاث مرات مما كانت عليه عام ،2007 وتوقعوا أن يزداد حجمها خلال 2010 كون الطائرات من دون طيار باتت مزودة بكاميرات عدة - وهذا ما حدث بالفعل-.وأوضحت أنه يتم الاطلاع على الأشرطة المصورة مباشرة من قبل محللين في قاعدة لانغلي الجوية في فرجينيا ومراكز أخرى تابعة للاستخبارات العسكرية، بهدف إرشاد القوات الأمريكية إلى مواقع المسلحين والقنابل على طول الطرق.
وقد اثارت هذه الطائرات الكثير من اللغط حول النسبة بين الاستفادة منها وتكلفتها المادية في حربي العراق وافغانستان خصوصاً حينما كشفت (دفينس نيوز) و ( نَيفي تايمز) الأمريكيتين عن اعتراض بث فديوي مباشر بثته طائرة الاستطلاع الامريكية في العراق من طراز بريديتور التي تعمل بدون طيار من قبل كتائب حزب الله في العراق.
المصدر:وكالات