قال نائب الرئيس الأميركي جو بايدن في اجتماع للبرلمان المحلي لولاية ميريلاند مساء امس 22-1-2011 "إن السنوات الطويلة من النزف والألم في العراق قد يكون ثمنها مرتفعاً، وربما ما كان يجب أن تحدث أصلاً."
وأضاف "يتساءل البعض منكم، ولا تظنوا إنني لا أطرح السؤال على نفسي أيضاً، هل كان الأمر يستحق 4439 قتيلاً في صفوف الجنود الأميركيين؟ وجرح 32 ألف شخص من بينهم 16 ألفاً سيحتاجون الى رعاية دائمة؟". وتابع نائب الرئيس الأميركي: «وحده التاريخ يحمل الجواب، لكن لو قدر لنا العودة الى الوراء، لربما ما كنا نفعل ذلك.
وهنا يتبادر لذهن سؤالاً لـ بايدن "هل ان الامر "احتلال العراق" يستحق العناء اذا لم تكن الخسائر عشرات الآلالف من القتلى والمعوقين فضلاً عن تكلفة الاحتلال الاقتصادية التي هزت عرش الاقتصاد الامريكي, ومنه يمكن القول ان حقيقة خسائر الاحتلال في العراق هي التي اجبرت الولايات المتحدة على الانسحاب وجعلت منها نادمة على قرار الغزو ولولا العمليات الجهادية لكتائب حزب الله والفصائل الاخرى لما فكرت امريكا في الخروج من العراق ولو بعد 100 سنة.
يشار الى ان جيش الاحتلال الامريكي مازال ملتزما بسياسة التعتيم الاعلامي لإخفاء حقيقة اعداد قتلى جنودهم في العراق ويعد منع تصوير نعوش قتلى جنودهم في القاعدة الجوية الامريكية في جنوب غرب المانيا بشكل صارم هو احد اركان التعتيم المهمة لقوات الاحتلال والذي بدء قبل احتلال العراق مباشرة.
وقد اكد الميجر بيل بيجيلو المتحدث باسم القيادة الامريكية الاوروبية في شتوتجارت "سياسة وزارة الدفاع مازالت تحظر التغطية الاعلامية للجنود القتلى العائدين او المغادرين من قاعدة رامشتاين الجوية او قاعدة دوفر الجوية." بحسب رويترز
من جانبه قال السفير المريكي جون نغروبونتي أن الولايات المتحدة ستسحب قواتها من العراق بحلول نهاية العام الجاري ولن تبقي على اي قوة صغيرة وان كانت للحفاظ على الدعم الاستخباري واللوجيستي للقوات العراقية مُعللاً ذلك بـ"عدم وجود رغبة سياسية في ذلك".
غير ان نغروبونتي لم يستطع إخفاء السبب الحقيقي لإصرار امريكا على الخروج من العراق اذ وصف دور ايران بالهدام لسياساتهم في منطقة الشرق الاوسط معترفاً "ان سبب فشلهم في العراق هو استمرار عمليات لما وصفهم بـ "المتطرفين الشيعة" بالاشارة الى فصائل المقاومة الاسلامية .
وهذا ما أكدته وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون بقولها "من الصعب جدا القيام بالاعمال الدبلوماسية بدون أمن كافي فلا يمكننا ان نطلب من دبلوماسينا وخبرائنا القيام بالعمل الذي نطلبه منهم دون ان نوفر الامن لهم ".
يذكر ان كتائب حزب الله تمكنت في 3-1-2011 من قصف اوكار التجسس للمخابرات المركزية الامريكية في بغداد" قاعدة فيكتوري, قاعدة سلير , قاعدة ليبرتي" بصلية صواريخ في عملية نوعية تجاوزت فيها الكتائب ما كان تدبر له قوات الاحتلال من اجراءات امنية لعدة اشهر تنوعت ما بين تكثيف السيطرات حول معسكراتهم وبين الرصد البشري والتكنولوجي المكثف والاستنفار الدائم لجنوده ودورياته والمداهمات العشوائية, وتعد هذه العملية وقبلها بدقائق معدودة عملية قصف قاعدة كالسو في الحلة "تحدياً صريحاً" لقوات الاحتلال بكل جبروتها, اذ عمدت الكتائب في بيانها الصادر في 26-10-2010 الى التأكيد على انها ستقصف سفارة الاحتلال في بغداد ثم أكدت اعلانها في 27-12-2010 , انها ستدخل مرحلة جديدة في مقاومة الاحتلال وستكون اقسى واشد على العدو وعلى رغم تلك التحذيرات لم تستطع قوات الاحتلال حماية جنودها وقواعدها من ضربات كتائب حزب الله.
المصدر: وكالات