قالت وكالة ا ف ب الفرنسية: "يرى عدد من الخبراء الغربيين إن الإسلاميين الجهاديين قد يستفيدون من عدم الإنتظام في صفوف الجيش، والشرطة التي تقع فيها الاحتجاجات الشعبية، للوصول إلى مستودعات الأسلحة التي تخلو من المراقبة".
ويقول دومينيك توماس من المعهد الفرنسي العالي للدراسات الإجتماعية: "أي ضعف في أجهزة الأمن سيستفيد منه الإسلاميون المتشددون بشكل كبير".
واضاف: "ان ما يحدث في مصر وليبيا، وأيضا في اليمن، يتيح للإسلاميين تكوين مخزون من الأسلحة يستخدمونه في هجمات لاحقة".
وتابع توماس: " في مصر خرج آلاف الأشخاص من السجون من بينهم جهاديون لهم تاريخ طويل... وفي ليبيا هناك أشخاص يعودون من المنفى ليقاتلوا الى جنب الثوار، إن الثورات العربية تشكل ساحات جديدة لهم".
من جهتها نشرت مؤسسة ستراتفور الأمريكية للدراسات الإستراتيجية تقريرا يؤكد إن النزاع في ليبيا من شأنه أن يمنح الجهاديين حرية في التحرك لم تتح لهم منذ سنوات".
واضاف التقرير: "إن الاستيلاء على الأسلحة من المستودعات في ليبيا يذكر بما جرى في العراق بعد الإجتياح الأمريكي في العام 2003".
أما في واشنطن بوست كتب مايكل شوير الذي شغل منصب رئيس وحدة في المخابرات الأمريكية بين العامين 1996 و1999: "إن الأنظمة الجديدة ستكون على الأرجح أكثر إنفتاحا، مع هامش أكبر من حرية التعبير، والتجمع، والصحافة".
واضاف: " سيكون من الأسهل على المجموعات الأسلامية العنيفة والسلمية أن تدعو ألى أفكارها، دون الخوف من التوقيف، أو الاعتقال".
وفي نفس السياق يرى توماس هيغامر النرويجي: "إن الجهاديين لا يقتصر نشاطهم على خلافهم مع سياسات الأنظمة العربية فقط، بل العداء للسياسات الغربية، والتضامن مع المسلمين في العالم".
وذكر محللون غربيون ان الساحة العربية والاسلامية محاطة، ومراقبة بكل دقة، من قبل خبراء، وهيئات أكاديمية، ووكالات تجسسية، وأجهزة درسية، وصحف متخصصة، وكلها مهتمة أشد الإهتمام، ومسكونة بهواجس، وممتلئة بالمخاوف، وهاهي بعض من مخاوفهم المستقاة من تصريحاتهم:
• ضعف صفوف الجيش والشرطة وأجهزة الأمن في الدول العربية.
• خروج الإسلاميين من السجون التي وضعوا فيها لمدد طويلة.
• إمكانية حصولهم على الأسلحة.
• إمكانية حصولهم على ساحات للتحرك، والتي لم تتح لهم منذ سنوات طويلة.
• حصولهم على حرية التعبير.
• حصولهم على حرية التجمع.
• حصولهم على حرية الصحافة.
• إمكانية إنفتاح الأنظمة الجديدة على مواطنيها.
• إمكانية توفر فرص للإسلاميين للدعوة الى أفكارهم، دون الخوف من الاعتقال.
• معاداة الأنظمة العربية.
• العداء للسياسات الغربية.
• التضامن مع المسلمين في العالم.
ومن ذلك استنتج محللون," ان ساسة الغرب يخافون من خروج الإسلاميين، من السجون التي وضعوهم فيها، ولمدد طويلة,و يخافون من ضعف الجيوش، وقوات الشرطة، وأجهزة الأمن، التي أوجدت لسجن الشعوب، وأوطانها، ولحماية مصالحهم غير المشروعة من النهب، والتسلط على شعوب العالم ويخافون من حرية التعبير، والتجمع، والصحافة، لأبناء الدول التي حولوها الى سجون عالية الجدران، وأفواه مكممة، وصحافة مكبلة, ويخافون من أن يصبح المواطن لا يخاف التوقيف أو السجن في وطنه".
واستدل محللون مختصون بالشؤون الاسلامية من ذلك على أمرين هما:
1. إنهم لا يريدون للشعوب العربية أن تغير أنظمتها، ولو كان هذا التغيير هو تغييرا شكليا أو سطحيا، بل يريدون إبقاء قوات الجيش والشرطة والأمن كما هي، ولا يريدون للمواطن أن يحصل في دولته على الأمن والسلام، وعدم الخوف من التوقيف والسجن، ولا يريدون للأسلاميين أن يخرجوا من سجونهم.
2. يثيرون المخاوف من الإسلاميين، ومن تسرب الأسلحة، ومن تبدل الموازين، ومعاداة السياسات الغربية، ليبرروا ضرب هذه الحركات، والإحتجاجات، والإعتصامات، وضرب طلبات التبدل والحرية والديمقراطية ضربا مبرحا، لإبقاء الأمور كما هي، وإرجاعها الى ما كانت عليه، من سمن وعسل لهم فقط.
يذكر ان معارضين سياسيين لبعض الإنظمة العربية قالوا : صدرت الأوامر من أوروبا وواشنطن وتل أبيب، لإعادة ضرب المعارضين في كل مكان، في مصر، وفي الخليج، وفي تونس، أما في ليبيا، واليمن، والجزائر فلم يتوقف الضرب للحظة واحدة منذ البداية.
المصد: وكالات انباء