السفارة الأمريكية في بيروت أتلفت وثائق سرية ضمن تدابير أمنية والسفارة في بغداد تعيش حالة من الترقب والحذر

نقلت وكالة "اسوشيتد برس" عن مصدر قوله إن السفارة الأمريكية في بيروت بدأت بإتلاف وثائق سرية ضمن تدابير أمنية بخصوص سلسلة الاحتجاجات والهجمات ضد السفارات والقنصليات الأمريكية في العالم بسبب الفيلم المسيء للاسلام. وذكر المصدر الذي رفض الإفصاح عن اسمه "ان هذا الإجراء يعتبر اعتياديا من قبل موظفي السفارة في حالات الطوارئ".ويشار الى ان السفارة قلصت ساعات العمل اليومي للموظفين من السكان المحليين العاملين في البعثة الدبلوماسية مؤخرا. ويؤكد العاملون في البعثة أن السفارة لم تخضع لأي تهديدات لأنها محمية جيدا. ولم تصدر أنباء بعد عما إذا كانت هذه الإجراءات الاحترازية بدأ العمل بها في سفارات أمريكية أخرى وفي سياق متصل كشف مصدر دبلوماسي مطلع عن ان السفارة الاميركية في بغداد رفعت حالة التأهب الامني على خلفية الاحتجاجات التي اندلعت في عدد من اجزاء العراق رفضا للفيلم المسيء للرسول (ص).
وقال المصدر الذي طلب عدم الاشارة لاسمه لوكالات انباء ان السفارة الاميركية في بغداد رفعت حالة التأهب الامني تحسبا لأي طارئ على خلفية الاحتجاجات التي اندلعت في عدد من اجزاء العراق رفضا للفيلم المسيء للرسول محمد (ص). واضاف ان عدد عناصر الأمن في السفارة الاميركية قد رفع، وكذلك تم تشديد الاجراءات الامنية امام السفارة بشكل كبير. وتابع أن موظفي السفارة الاميركية يعيشون حاليا حالة من الترقب والحذر بعد ما حدث في ليبيا ومصر .
من جهته ما زال الوضع غير مستقر والتجاذبات السياسية هي الطاغية على المشهد بعد حرق السفارة والمدرسة الأمريكيتين في تونس. فالولايات المتحدة سحبت قرابة 128 من موظفيها وأجلتهم عن تونس وحذرت رعاياها من السفر إلى تونس خاصة وأن حالة الاحتقان حول الفيلم المسيء للرسول(ص) لم تهدأ بعد.
السفير الأمريكي الذي قيل إنه نجا من الموت بعد تهريبه متنكراً من مقر السفارة، أعلن غاضبا أن التونسيين هم من سيدفع ثمن إعادة إصلاح ما تم إتلافه وهدد أيضا بعدم جلب الاستثمارات الأجنبية. اما قوات الأمن وفرقة مكافحة الإرهاب في حالة استنفار قصوى للقبض على من اقتحموا السفارة وحرقوا جانباً منها وأتلفوا محتوياتها وأنزلوا العلم الأمريكي. وتم القبض على العشرات ممن ظهروا في صور فيديو يقودون المسيرات التي انطلقت إثر صلاة الجمعة من مختلف جهات العاصمة في مشهد شبيه بما كان يحصل في عهد بن علي من ملاحقات للمعارضين لنظامه.
ويشار إلى ان عدد القتلى وصل إلى خمسة إلى حد الآن بالإضافة إلى عشرات الجرحى من المدنيين ورجال الأمن الغاضبين مما أصاب زملاءهم، ما يجعل المراقبين يخشون من تقصير أمني خلال الأيام القادمة خاصة وأن العلاقة بين السلطة السياسية والنقابات الأمنية سيئة وليست على ما يرام. وقد لوحظ هذا التقصير في التعامل اللين مع التيار السلفي رغم وجود أكثر من عنصر سلفي في حالة تلبس بالاعتداء بالعنف على أشخاص وممتلكات. فأبو عياض زعيم التيار والمطلوب لدى العدالة يرتع في البلاد ويخطب في المساجد ويحرض أنصاره ورغم ذلك يجد البوليس صعوبة في القبض عليه. هذا البوليس نفسه لم يكن ينجو من قبضته المطلوبون لدى العدالة في عهدي بن علي وبورقيبة وكان يقبض عليهم في وقت قياسي وهو ما لاحظه الرأي العام في تونس كثير المقارنة بين عهود الاستبداد و"عصر النهضة" في أدق التفاصيل.
واعتبرت المعارضة أن الاحتجاج يجب أن يكون سلمياً لأن ما قام به التونسيون بحسب رأيهم قد دعم الصورة التي أراد مخرج الفيلم إعطاءها للعالم عن المسلمين. ووجهت سهام نقدها للحكومة واتهمتها بالتقصير الأمني. واعتبر النائب سمير بالطيب عن حزب المسار الديمقراطي أن تونس التي قدست التعليم على الدوام وأنفقت لأجله الغالي والنفيس بعكس جيرانها العرب الذين أنفقوا مالهم على تكديس الأسلحة باتت تحرق فيها المدارس (في إشارة إلى المدرسة الأمريكية التي تم إحراقها مع سفارة واشنطن في تونس) وهي الصورة التي رآها العالم وأطنبت وسائل الإعلام الغربية في إبرازها.
ودعت الكتل النيابية داخل المجلس التأسيسي إلى جلب وزير الداخلية علي العريض ـ الذي دعاه أحد المفكرين ويدعى يوسف الصديق في برنامج تلفزيوني مباشرة على الهواء إلى الاستقالة من منصبه ـ لمساءلته عن التقصير الأمني وهو ما سيحصل خلال اليومين القادمين. فالعريض الذي ذهب البعض إلى حد اتهام وزارته بالتواطؤ مع الجانب الأمريكي في الحوادث التي شهدتها سفارة واشنطن في تونس برر عدم قدرة القوات الأمنية عن صد الهجوم بتبرير أصبح محلاً للتندر والسخرية في مواقع التواصل الاجتماعي، حيث قال إن قوات الأمن انتظرت المتظاهرين من الأمام لكن هؤلاء باغتوا البوليس من الخلف.


المصدر : وكالات

اترك تعلیق

آخر الاخبار