بعد أيام من عودة باراك أوباما رئيسا للولايات المتحدة الامريكية كان هناك مكان دائم لديفيد بترايوس، في موقع لا يستطيع لأحد غيره أن يملأه , فأميركا أمام حربا استخبارتية في أوجها، ولن يكون هناك من هو أكثر قدرة من بترايوس الموصوف بأنه "بطل الحرب على العراق" من أجل هذه المواجهة. بحسب الصحافة الامريكية
ولكن كل الكلام عن بترايوس وإنجازاته وقدراته سرعان ما بدّدته فضيحة خيانته الزوجية لهولي مع كاتبة سيرته الذاتية بولا برودويل، وهي ضابطة سابقة في الجيش وأم لولدين. مما جعل اوباما يقبل استقالة بترايوس ليولى نائبه مايكل موريل يتولى المنصب بالوكالة .
ونشرت الصحافة الامريكية ان سيدة توجهت إلى مكتب التحقيقات الفدرالي وهي مصابة بهلع شديد لتقول إنها تلقت رسائل تهديد من بولا برودويل، حيث تتهمها الأخيرة بعلاقة مع بترايوس مما ادى الى علم مسؤولي البيت الأبيض بالأمر ليحقق في ما إذا كان هناك من اطلع على المعلومات الموجودة على حاسوب بترايوس.
وقال الرئيس أوباما، إن ديفيد بترايوس مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية ديفيد بترايوس السابق، قدم خدمات استثنائية للولايات المتحدة على مدى عقود، وكان بكل المقاييس "أحد الجنرالات المتميزين في جيله، وساعد القوات الأمريكية على التكيف مع التحديات الجديدة، وقاد رجالنا ونسائنا العسكريين خلال فترة حاسمة من الخدمة في العراق وأفغانستان، حيث ساعد أمتنا على وضع تلك الحروب على طريق النهاية المسئولة". بحسب قوله
وأضاف أوباما في بيان صحفي للبيت الأبيض:" كمدير لوكالة الاستخبارات المركزية، فقد واصل الخدمة بفكر متميز وبجدية في التفاني في حب الوطن.. وبكل المقاييس فإن خدمة ديفيد بيتراوس جعلت بلدنا أقوى وأكثر أمنًا".
وقد تبع بترايوس استراتيجية تكثيف وتعزيز قوات بلاده المحتلة في العراق الامر الذي ادى الى ايقاع اكبر الخسائر في جنود الاحتلال والياته وقواعده من قبل فصائل المقاومة الاسلامية في العراق ، غير ان الماكنة الاعلامية الامريكية والتابعين لها تمكنوا من التعتيم الاعلامي على عمليات المقاومة وايهام الشعب الامريكي والعالم بأن الجيش الامريكي تمكن من السيطرة على الهجمات المضادة لقواته ليخرجوا بعد حين بجدولة تواجد القوات الامريكية في العراق وإنهاء وجودها العسكري عام 2011 .
واخذ الرئيس السابق جورج بوش بنصائح بترايوس جزئيا عندما قرر ارسال 30 الف جندي اضافية الى العراق واعتمد في نصائحه على عدم تكرار الاخطاء التي ارتكبها الاميركيون في فيتنام . وفي اواخر يناير 2007 صادق مجلس الشيوخ على تعيينه على رأس ما يسمى بالـ " قيادة التحالف الدولي في العراق" .
وذكر محللون في شؤون المقاومة ان بترايوس لم يعالج في استراتيجيته فارق المعركة في العراق بالمقارنة مع فيتنام حيث اعتمد الثوار في معاركهم على المواجهة المباشرة والكثيفة مع الامريكيين وعدم التكثيف من اساليب حرب العصابات الحديثة التي اعتمدتها المقاومة الاسلامية في العراق القائمة في الاغلب على اساس الاشتباك الغير مباشر من الناحية البشرية واستخدام الاسلحة الفتاكة والمطورة محليا كسلاح العبوات الخارقة للدروع والعبوات الطائرة "سلاح الاشتر" .
المصدر:وكالات انباء