السيد نصر الله: من يقاتل في سورية هو امتداد لتنظيم دولة العراق الاسلامية واسألوا أهل السنة في العراق عن ماذا فعل هذا التنظيم بهم

أطل السيد نصر الله من بلدة مشغرة في البقاع الغربي مدينة الشهيد القائد الحاج عماد مغنية موجها التحية إلى الأهل في البقاع الغربي بمناسبة الذكرى الـ13 لعيد "المقاومة والتحرير"، وقال "اردنا أن يكون احتفالنا في هذا العام عندهم لنتذكر من هذه الارض الطيبة شهداءها الكبار وشعبها الصامد الذي قدم التضحيات ولنعيد ونعلن تقديرنا لأهل هذه المنطقة ودورها المركزي في المقاومة وانتصارها ".
وأضاف سماحته "في هذه اللحظات نستحضر كل التضحيات والشهداء وكل الجرحى والأسرى والذين خرجوا من السجون وكل اهلنا الذين صمدوا في ارضهم وكل المضحين من الجيش والشعب والمقاومة ومن اللبنانيين والفلسطينيين والسوريين وفي مقدمتهم السيد عباس الموسوي والشيخ حرب والقائد عماد مغنية وجميع الشهداء المضحّين".
وتابع سماحته"يوم التحرير هو يوم من أيام الله، تجلت فيه رحمة الله وبركاته وتأييده وكرمه لشعبنا الصامد والمقاوم، وتجلى فيه غضب الله على المحتل والمعتدي".
وأضاف "يجب أن يبقى حياً في ذاكرتنا مثل هذه اليوم وينتقل من جيل الى جيل لانه يختصر تجربة وطنية عميقة وتضحيات كبيرة وهو الطريق المفتوح الى المستقبل العزيز والشريف".
وأردف سماحته بالقول "يجب أن لا ننسى ايضا الأيام الحزينة جداً، يوم النكبة والنكسة ونضعهم بالقرب من بعضهم، في تاريخنا المعاصر هناك نكبة ونكسة وانتصارات، النكبة عام 1948 هي ليست نكبة فلسطين وشعبها بل نكبة كل العرب والمسلمين وكل شعوب المنطقة ، ان منطقتنا لا تزال تتحمل تداعيات ونتائج النكبة والنكسة".
وأشار السيد نصر الله إلى أن "البعض يريدنا أن ننسى كل تلك الأيام لأنه يريدنا بلا ذاكرة وبلا تاريخ، نحتفل هذا العام ونحن نواجه مجموعة من التهديدات والاخطار، يتقدمها خطران كبيران سنتحدث عنهما اليوم، الاول هو الخطر القائم منذ النكبة هو "إسرائيل" واطماعها، الثاني التحولات الحاصلة في سورية أي في جوارنا وعلى حدودنا، وبروز التيارات التكفيرية في الميدان".
وأضاف سماحته"في مواجهة الخطر الأول، أي "إسرائيل"، تواصل تنفيذ مشروعها في فلسطين المحتلة بكل طمأنينة وهي لا تتعرض حتى للإنتقاد من المجتمع الدولي، و"إسرائيل" منذ حرب تموز تتدرب وتتجهز وتضع الخطة وتعيد النظر بها، وتناور على الجبهة الداخلية، وهي تقوم بمناورة في كل سنة على مستوى الجبهة الداخلية، وهي تبدء من رئيس الحكومة الى الشرطة الى الجيش الى الدفاع المدني الى مختلف المستويات، وغدا لديهم مناورة على الجبهة الداخلية، وهم يطلقون عليها اسم جبهة صلبة واحد".
وتابع"هم يعتبرون أن لديهم جبهة داخلية صلبة وجاهزون للحرب على كل المستويات، وهم لديهم وزارة خاصة تدعى وزارة الجبهة الداخلية، وهي تدير الجبهة الداخلية كلها في حال حصل أي شيء، ولكن نحن عند سقوط طائرة في البحر (ضاعت الطاسة عندنا)، "إسرائيل" تهدد لبنان بالحرب في كل يوم وهي تحشد قواتها على الحدود وتعتدي على سورية وتقصف، بالنسبة الى لبنان "اسرائيل" تتجهز من العام 2006 وتعالج الثغارات، ولكن ماذا فعلنا نحن في لبنان؟ الدولة كلها ماذا أعدت لمواجهة اي إحتمال قد يحصل على المستوى الاسرائيلي، وماذا فعل الشعب، وهل هو يطالب دولته بأن تعد وتجهز وتتحمل المسؤولية؟".
وقال سماحته" نحن في لحظة تاريخية حساسة وليس هناك من وقت للمجاملة، وانما الوقت هو لنرفع رؤوسنا ونواجه الاعاصير ونتحمل المسؤوليات".
وأردف السيد قائلا "كلنا ننادي بجيش قوي يدافع عن الوطن ويتحمل المسؤولية، لكن ماذا فعلنا على مستوى التسليح والعديد وفي إيجاد هيبة للجيش في عين العدو، ونحن منذ العام 2005 حتى اليوم لا جواب أو أن هناك اجواب إعتذارية، و"الأميركان واضعين فيتو"، نعم ممنوع أن يتسلح أي جيش عربي اذا كان هذا السلاح ضد "إسرائيل"، فممنوع بيع السلاح لسورية لكن هناك الكثير من السلاح الذي يباع الى العديد من الدول لان هناك ضمانات بعدم إطلاق رصاصة على الكيان الصهيوني، وهناك خشية من تسليح الجيش اللبناني لأنه سيقاتل "إسرائيل".
وتساءل سماحته بالشق المدني ماذا فعلت الدولة منذ العام 1948 حتى اليوم؟، ومن هو المسؤول عن الجبهة الداخلية في لبنان؟ ليس هناك من تجهيزعلى الإطلاق، وفي لبنان ليس هناك من ملاجىء ولا غرف آمنة، وهل المطلوب من المقاومة أن تتولى الشق المدني أيضاً؟ .
وأضاف السيد نصر الله "اسرائيل تسلّح مواطنيها في القرى الحدودية ونحن نعتبر السلاح الموجود بين أهل بلدتنا في القرى الحدودية غير شرعي".
وتابع سماحته" هناك شيء قام به جزء من الشعب اللبناني هو هذا المقاومة، وانا لا اقصد فقط مقاومة حزب الله، فهناك جهد بذل من قبل العديد من الفصائل والأحزاب، اليوم لبنان يملك القوة التي هزمت "إسرائيل" واخرجتها من بيروت والجبل وصيدا وصور وراشيا ولاحقا من الشريط الحدودي وواجهتها في تموز، وهي واصلت عملها بعد ذلك، واللبنانيون ليس لديهم الا هذا، ولكن حتى هذا الذي عندنا هناك الكثير من اللبنانيين يبحثون عن طريقة للتخلص منه".
وأشار السيد إلى أن"كل العناوين التي تطرح لا تحمي وطن ولا تردع عدو، لان لدينا دولة لا تستطيع ان تحمي جنازة في صيدا ولا تستطيع ان تنهي الصراع في طرابلس ولا تستطيع ان تتفق على قانون انتخاب جديد، ونحن دعينا الى بناء دولة قوية وقادرة وعادلة من أجل أن تدافع عن لبنان".
وقال سماحته" نرفض الفراغ ونحن أمام خيارين إما الانتخابات على أساس ال60 أو التمديد".
وتابع "نجدد دعوتنا الى تجنيب الداخل اي صدام وأي صراع، نحن نقاتل في سورية وانتم تقاتلون هناك فلنحيّد لبنان عن القتال ولنقاتل هناك".
وأضاف"ما حصل في صيدا مسيء جدا ونحن حريصون على عدم حصول أي اشكال وما يحصل في طرابلس يجب أن يتوقف بأي ثمن، من يريد نصرة النظام فليذهب الى سورية ومن يريد أن ينصر المعارضة فيلذهب الى سورية ودعوا طرابلس".
وتابع"لا أفق لهذا القتال في سورية سوى المزيد من الألم والاحزان، وأدعو الى أن نجمع على ان الدولة وخصوصا الجيش هو الضمانة لسلمنا الاهلي".
بالنسبة إلى الملف الثاني، ما يجري في سورية مهم جداً ومصيري جداً بالنسبة الى لبنان، ونحن نملك جرأة القول والفعل ولذلك لنتكلم اليوم بالصراحة المطلوبة في اللحظة التاريخية الحرجة.
منذ البداية، قلنا إن هناك مطالب شعبية محقة وإن المطلوب هو الإصلاح عن طريق الحوار وان لا يصوب أحد على أحد بندقية أو رصاصة، ونحن أيضاً لاننا نعرف ماذ تعني سورية بالنسبة الى المقاومة، عملنا مع الرئيس الاسد ومع شخصيات بالمعارضة من أجل الوصول الى حل سياسي والاسد وافق والمعارضة هي التي رفضت منذ البداية".
وأضاف سماحته "القيادة السورية دائما كانت تقبل بالجلوس الى طاولة الحوار وإجراء الاصلاح لكن المعارضة هي التي ترفض منذ البداية على أمل أن النظام سوف يسقط، وتصورت أن من يقف الى جانبه الكثير من الدول سوف ينتصر".
ورأى السيد أن"تطورت الاحداث وبسرعة يظهر ان هناك محور تقوده اميركا يتشكل وهي صاحبة القرار الأول والاخير فيه وجميع الباقيين يعملون عندها، وهذا المحور تدعمه ضمنا "اسرائيل"، وادخلت فيه القاعدة وتنظيمات تكفيرية وقدمت لها التسهيلات من كل دول العالم، وبدأت حرب عالمية على سورية، عشرات الاف المقاتلين لم يزعجوا اصدقاء سورية في عمان لكن أزعجتهم ثلة من المقاتلين في حزب الله".
ولفت سماحته إلى أن"المحور الاخر مصرّ على المضي في المعركة حتى الاخر، ولا كلام عن الحوار، ونعرف على مدى عامين ان هناك اقتراحات وتسويات معقولة قبلت بها القيادة السورية وعرضت على دول اقليمة وتم رفضها لان هذه الدول لا تستطيع ان تتحمل بقاء هذا النظام،هناك معارضة في الخارج لا علاقات لها ولديها منطق ورؤية ومستعدة للقيام بحوار وهذا حق لهم، لكن هناك جزء موظفين عند العديد من المخابرات وقرارهم ليس بيدهم، أما على الأرض التي أصبحت تحت سيطرة المعارضة المسلحة فالجميع يعلم أن التيار الغالب هو التيار التكفيري ولا أحد يمون عليهم".
وأضاف"اليوم لم يعد الموضوع شعب ثائر على نظام ولا موضوع اصلاحات لان النظام جاهز من أجل الاصلاح، ونحن بحسب رؤيتنا نعتبر ان سيطرة هذه الجماعات على سورية او على المحافظات المحازية للبنان هي خطر كبير على لبنان وعلى كل اللبنانيين وهي ليست خطرا على حزب الله او الشيعة فقط،هذه الجماعات اذا تمكنت من السيطرة على المحافظات المحاذية  للحدود ستكون خطرا على المسلمين والمسيحيين والدليل على ذلك هو ما يحصل في سورية حيث من يقاتل هو امتداد لتنظيم دولة العراق الاسلامية واسألوا أهل السنة في العراق عن ماذا فعل هذا التنظيم بهم؟".
وأردف بالقول"هذا العقل التكفيري في العراق فقط وباكستان وافغانستان والصومال قتل من السنة فقط أكثر بكثير من باقي الطوائف الاخرى، وهذا الوباء تعاني منه اليوم تونس وليبيا والدول التي صنعته وصدرته ونحن "موعودون  بأن يشرّف الى لبنان"، هذا هو الخطر بالعقل الغير قابل للحوار وليس لديه شيء اسمه حوار وقواسم مشترك، وأي مستقبل لسورية ولبنان وفلسطين في ظل هذه الجماعات؟".
وأضاف "منذ البداية كانوا يقولون سيسقط النظام في سورية وقادمون اليكم الى لبنان، وكانوا يقدمون اوراق اعتماد الى اميركا، ومن البداية خطفوا الزوار اللبنانيين في أعزاز".
وتابع سماحته"سورية هي ظهر المقاومة وسندها والمقاومة لا تستطيع ان تقف مكتوفة الايدي أو يكشف ظهرها أو يكسر سندها ولا نكون أغبياء والغبي هو من يتفرج على المؤامرة تزحف اليه ولا يتحرك،اذا سقطت سورية في يد الاميركي والتكفيري ستحاصر المقاومة وسوف تدخل "اسرائيل" الى لبنان لتفرض شروطها عليه وسيعاد ادخال لبنان الى العصر الاسرائيلي، واذا سقطت سورية ضاعت القدس وشعوب منطقتنا مقبلة على عصر قاسي وسيء ومظلم ونحن الان امام طرفين في الصراع الاول هو المحور الغربي والاميركي والذي يتوسل في الميدان الجماعات التكفيرية التي تدمر الحاضر والماضي والمستقبل، وفي الطرف الاخر دولة لها موقف من المقاومة وتدعو الى الحوار، وحزب الله لا يمكن ان يكون في جبهة فيها اميركا واسرائيل ".
وأضاف "من اراد ان يقف على الحياد فليقف على الحياد، ومن العام 1982 كان هناك ناس تعتقد ان لا احد قادر على تغيير المعادلة واستطعنا ان نغيير المعادلة، ونحن نعتبر اننا ندافع عن لبنان وفلسطين وسورية وهذا  الموقف سيعرضنا الى حملة اعلامية وسياسية خطيرة، وهي لن تهدأ في أي يوم من الأيام حتى لو لم نتدخل في سورية، والتصنيف على لوائح الارهاب ليس بجديد،لا يستطيع أحد أن يتهمنا بالمذهبية ومحاولات النيل من معنوياتنا ومن معنويات عوائل شهدائنا غير صحيحة ".وتابع سماحته"نحن ليس لدينا شباب تذهب الى الجبهة بالقوة، ونحن اليوم نقوم بتقنين نتيجة الاندفاع الكبير الموجود، نحن لسنا محتاجين لنعلن الجهاد، في كلمتين فقط ستجدون عشرات الالف يذهبون الى تلك الجبهات".
وأضاف"حزب الله قاتل في البوسنة والهرسك في السابق من أجل الدفاع عن المسلمين وهناك لا يوجد شيعة".
وأردف"لدي رسائل من أباء وامهات يطلبون الاذن لذهاب أولادهم الوحيدين الى هذه الجبهات،نحن أمام مرحلة جديدة بالكامل بدأت في الاسابيع الاخيرة بالتحديد، اسمها تحصين المقاومة وحماية ظهرها، وتحصين لبنان وحمايته، وأنا لا أطالب أحد بالمساعدة، وهذه المعركة نحن أهلها وصناع انتصارها ان شاء الله".
وختم بالقول ""يا أهلنا الشرفاء ويا أهل الصبر والفداء سنكمل هذا الطريق وسنكمل كل التضحيات والتبعات المتوقفة على هذا الموقف وهذه المسؤولية، وأقول لكم كما قلت لكم في أوائل أيام حرب تموز، كما كنت أعدكم بالنصر دائما أعدكم بالنصر مجددا".


المصدر: موقع المنار

اترك تعلیق

آخر الاخبار