للمرة الخامسة منذ انتهاء عدوان تموز 2006، يفاجىء الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله جماهير الحزب متخلياً عن الاطلالة عبر الشاشة، ليحيّي الجموع ويخطب امامهم وسط فرحة عارمة لانصاره الذين احتشدوا في مجمع سيد الشهداء في الضاحية الجنوبية لبيروت لاحياء "يوم القدس العالمي" تحت شعار "القدس تجمعنا" بمشاركة سياسية تقدمها ممثل رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة المستقيل نجيب ميقاتي النائب غازي زعيتر،وحشد من الوزراء والنواب الحاليين والسابقين، اضافة الى سفيري ايران غضنفر ركن ابادي وسوريا علي عبد الكريم علي، وممثلين للاحزاب والفصائل.
وكان نصرالله ظهر في "عيد النصرالالهي" في 22 ايلول 2006، وبعد عامين في ذكرى عاشوراء، وفي تموز 2008 خلال الاحتفال لـ"عملية الرضوان" واطلاق الاسرى، ثم خطب في ذكرى العاشر من محرم في ملعب الراية في كانون الأول 2011، وآخر اطلالة كانت عندما شارك في مسيرة "الولاء للرسول" في ايلول الفائت.
وتحدث السيد نصر الله عن اعلان مؤسس الجمهورية الاسلامية الايرانية الراحل الامام الخميني (قدس) يوم القدس العالمي في آب 1979".
وقال: "يجب التأكيد أن فلسطين هي كل فلسطين من البحر إلى النهر، ويجب أن تعود كاملة، وأي ملك أو أمير أو رئيس أو سيد أو دولة لن يتنازل عن حبة رمل واحدة من تراب فلسطين أو مائها أو نفطها أو قطعة من أرضها. إن فلسطين مسؤولية عامة وشاملة، لكل مسلم ومسيحي، لكل انسان في العالم".
وأسف لـ"مواقف بعض الدول العربية وحكوماتها ومن خلفها الولايات المتحدة الأميركية بدفع شعوبها الى اختراع اعداء غير الصهيونية، فكانت مواقفهم ضد الشيوعية، ومنها الحرب في افغانستان التي ذهب اليها من كل انحاء العالم وتركوا فلسطين، ثم استبدلوا العداء للشيوعية بالعداء للثورة الاسلامية في ايران، وشنوا حروبا عليها ووصفوا الايرانيين بالفرس والمجوس، وأنفق بعض الدول العربية مئات مليارت الدولارات على تلك الحرب ضد ايران، ولكن لو انفق ربع المبلغ المذكور لتحررت فلسطين".
وكرر السيد نصرالله دعم "حزب الله" للجيش، وقال:"حزب الله هو المقاومة اليقظة الجاهزة لحماية بلدنا وشعبنا لمواجهة أطماع العدو الى جانب الجيش الوطني اللبناني الذي نوجه له التحية الكبيرة لقيادته وضباطه وجنوده وشهدائه وجرحاه، ويجب ان نذكر امام المقاومة السيد موسى الصدر الذي هدانا في هذا الصراط المستقيم، ونطالب السلطات الليبية بأن تتحمل المسؤولية بما يليق بهذه القضية الخطيرة ".
وتطرق الى "التحريض المذهبي عبر الفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعي، والالفاظ التي لا تليق ان يتلفظ بها انسان حيال الشيعة ويريدون للشيعة ان يخرجوا من المعادلة في الصراع العربي الاسرائيلي يعني ان تخرج ايران من المعادلة وهم يريدوننا ان نصل الى هذه النتيجة. لذا نقول لهؤلاء، لأميركا واسرائيل والإنكليز، وأدواتهم، ولكل عدو ولكل صديق، نحن شيعة علي بن ابي طالب في العالم لن نتخلى عن فلسطين ومقدسات فلسطين قولوا ارهابيين، قولوا مجرمين، قولوا ما شئتم، واقتلونا تحت كل حجر وفي كل جبهة وعلى باب كل حسينية ومسجد، نحن شيعة علي بن ابي طالب لن نترك فلسطين".
وادى الظهور المفاجىء لسماحة السيد حسن نصرالله لخلق حالة ذهول في اوساط العدو الصهيوني الذي صُعق محللوه من هذا المشهد وبدأوا بتحليله فور ظهور السيد على الشاشة.
صحيفة “يديعوت أحرونوت” وفي تحليلها لما جرى، إعتبرت أن “ظهور الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في يوم القدس هو أمر إستثنائي وهام، لما تحمله الذكرى من ابعاد”.
بدورها أبرزت القناة العاشرة الاسرائيلية خطاب السيد نصرالله وبثت اجزاء هامة منه وقالت في تعليقها الأول إن “ظهوره يعتبر نادرا جداً، وحساس في هذه المرحلة”.