في الوقت الذي تحدث قائد الثورة الاسلامية السيد علي الخامنئي عن طرح الامام الخميني بشأن
حاكمية الشعب الدينية والخلاص من الهيمنة الاميركية، عبر سماحته عن اسفه لتعرض بعض
الشعوب الإسلامية في البحرين واليمن وسوريا وليبيا للعديد من المشاكل.
وقال القائد الخامنئي في كلمة له، بمناسبة الذكرى الثامنة والعشرين لرحيل الإمام الخميني (قده)
، ان " الخذلان سيلحق بالسعودية حتى اذا استمرت بعدوانها على الشعب اليمني 10 سنوات او
20 سنة".
وتسآءل سماحته :"هل هناك اوقح من عدو يقف الى جانب قتلة الشعب اليمني، ويتشدق بحقوق
الانسان؟"، واستدرك قائلا:" منذ عامين وهم يقصفون الابرياء والمنازل والمساجد والاسواق في اليمن وليس المراكز العسكرية، وفي المقابل يتشدقون بحقوق الانسان ويفرضون الحظر على الجمهورية الاسلامية، فهل هناك وقاحة اكثر من ذلك؟".
وأكد سماحته أن "تواجد السلطات السعودية في البحرين، غير منطقي، كون قضايا الشعب البحريني تتعلق بالشعب نفسه"، عادا "فرض الارادة على شعب ما عمل خاطئ وغير ذي جدوى
ولن يحقق اي نتيجة حتى لو كانت اميركا مواكبة لهم برشوة تبلغ عدة مئات المليارات من الدولارات".
واعتبر قائد الثورة الاسلامية "تواجد القوات الاجنبية في سوريا دون موافقة الحكومة السورية "امرا خاطئاً ومخالفاً"، مشددا على ضرورة "تسوية الازمة السورية عبر الحوار والحل السياسي"، موضحا ان "العدو اثار حربا بالوكالة في سوريا والبحرين وينبغي الا تتدفق اي اسلحة من خارج هذين البلدين اليهما".
وفي جانب اخر من حديثه اكد سماحته ان "الامام الخميني قد طرح خلال عهد النضال الحد الاعلى للطموح الثوري المتمثل بازالة نظام الحكم الملكي "، مشيرا الى ان" ثورة الدستور كان هدفها التقليل من صلاحيات الملك من قبل المجلس او هدف النهضة الوطنية لتاميم النفط".
وتابع قائد الثورة ان "هذه النهضات باهدافها التي كانت تطمح للحد الادنى لم تنجح فيما نجح الامام بهدفه الطامح للحد الاعلى"، منوها الى ان "الاعداء تآمروا على الثورة الاسلامية منذ اليوم
الاول لانتصارها لكن الشعب الايراني افشل كل مؤامراتهم".
وتابع القائد ان "تحدي القوى الكبرى له ثمنه لكن المساومة لها ثمنها ايضا"، مؤكدا ان "الحكومة السعودية ومن اجل المساومة مع الرئيس الامريكي الجديد اضطرت لانفاق اكثر من نصف احتياطيها المالي لخدمة الاهداف والرغبات الامريكية"، موضحا ان "الثورية تعني ان يكون هدف المسؤولين عدم استرضاء القوى المستكبرة بل ان يكون هدفهم استرضاء الشعب واستخدام القوى الداخلية وتعزيز العناصر الفعالة في داخل البلاد".
واكمل سماحته ان "معنى الثورية هي الا ترضخ البلاد للغطرسة والا تصاب بضعف العزم والانفعال"، محذرا من "نشر الثورية تحت عنوان التطرف".
واوصى الامام الخامنئي "الشعب الايراني سواء الذين فاز مرشحهم او لم يفز بتقبل الامور بالحلم
ورحابة الصبر"، لافتا الى ان " الذين لم يفوزوا في انتخابات هذا العام قد ابدوا الاستيعاب ورحابة الصدر ولم يتصرفوا كما تصرف البعض في (الانتخابات الرئاسية في العام 2009) وخلقوا مشاكل للبلاد".