في ظل الانتصارات المتتالية لمحور المقاومة الاسلامية في العراق وسوريا وقرب انتهاء تحرير البلدين من العصابات التكفيرية، لا تزال فرنسا وامريكا تعربان عن عزمهما البقاء في المنطقة لاجل غير مسمى.
حيث اعلنت وزيرة الدفاع الفرنسية فلورانس بارلي أن "فرنسا لن تغادر سوريا والعراق بعد القضاء على عصابات داعش الإجرامية"، مدعية أن "هذه المنطقة ستمثل خطراً محتملا في المستقبل المنظور".
وفي وقت سابق، من شهر تموز الماضي، كشف المسؤول الثاني في ما يسمى التحالف الدولي الجنرال روبرت جونز، أن "مهمة التحالف الدولي ضد داعش، لن تنتهي في سوريا بتحرير مدينة الرقة"، مستدركا بالقول: "بوصفنا تحالفا دوليا، نعلم بأن عملا أكبر ينتظرنا هنا في سوريا".
يأتي التوجه الفرنسي والامريكي بما لا يقبل الشك امتلاكهما خطط جديدة من شأنها توفير الذرائع لديمومة وجود ما يسمى بالتحالف الدولي في العراق وسوريا ، للحصول على مكاسب واطماع باتت مكشوفة للعالم اجمع، كونها مشابة للسيناريوهات الامريكية التي نفذتها ابان احتلالها للعراق عام 2003.
فعند دخول القوات الامريكية الاراضي العراق قامت بتهديم البنى التحتية وتدمير الدولة برمتها، فضلا عن زرع وتاجيج الفتنة الطائفية والصراعات القومية وتشكيل جماعات اجرامية تشيع القتل والدمار في البلاد، لتعلن بعدها ان العراق غير قادر على ادارة شؤونه وان الوصاية عليه باتت امرا ضروريا لحين استقراره وضمان امن اسرائيل، وهو ما يحتاج بحسب تقديراتهم الرسمية الى 100 عام، هدفها استمرار الاحتلال واستنزاف ثروات البلاد والهيمنة على مقدراته حتى انقضاء تلك المدة.
المخطط الامريكي في العراق اصطدم بصخرة المقاومة الاسلامية، كون الاخيرة استطاعت فك شفرات المؤامرة وتحليل النوايا الخبيثة وتشخيصها في وقت مبكر جدا ولم تنطلي عليها جميع محاولات الخداع، ونجحت في نزع القناع الامريكي وابراز الوجه المزيف لواشنطن وعرضه على الراي العام المحلي والعالمي.
وفي تلك اللحظة انطلقت العمليات الجهادية للمقاومة الاسلامية واستمر ضغط المجاهدين على قوات الاحتلال الامريكي وقواعده المحصنة، حتى خسرت الكثير جنودها والياتها وقدراتها العسكرية والمالية ، ولم تستطع تحقيق كل ما كانت تخطط له.
عمليات المقاومة دفعت الامريكان للتفكير جديا بالهروب من العراق، عبر ايجاد ما يسمى الاتفاقية الامنية مع السلطات العراقية ، كما ساعدت ضربات المجاهدين من تقليل فرض الكثير من الشروط الامريكية على الحكومة العراقية انذاك.
وبعد مرور سنوات على هزيمة الامريكان عسكريا والغاء فكرة البقاء العسكري بالعراق، عمدوا الى تنفيذ مؤامرة جديدة تستدعي العودة الى العراق وبعض دول غرب اسيا، من خلال ما يسمى الفوضى الخلاقة والتي مثلت العصابات التكفيرية وكيان داعش الاجرامي الذي يعد العمود الفقري فيها.
واستغلت واشنطن تلك الورقة لدخول سوريا والتمدد نحو العراق، بهدف ضرب محور المقاومة والممانعة وتنفيذ مخطط تقسيم المنطقة مجددا، الا ان المقاومة كانت لهم في المرصاد، ونجحت فصائلها والجيش السوري والعراقي واللبناني وبدعم ايران الاسلام الكبير من ابعاد الخطر التكفيري الوهابي السعودي عن بلدانهم وتحقيق الانتصار التأريخي على امريكا واكثر دول الخليج وادواتها من الجماعات التكفيرية .
وشددت كتائب حزب الله على لسان المتحدث العسكري جعفر الحسيني في تصريح سابق على ” عدم السماح باي وجود عسكري امريكي في العراق تحت أي مسمى”، مبينا ان” المقاومة انتصرت على امريكا اليوم كما انتصرت عليها إبان احتلالها للبلاد".انتهى