على مدى 10 أعوام كانت ناحية جرف الصخر عصية على القوات الأمنية المتصدية للملف الامني في مناطق شمال محافظة بابل وكان بعض الاهالي من الداعمين لداعش ومن الراغبين بان تكون منطقتهم خارج سلطة الدولة للقيام باعمال اجرامية ضد المدنيين والقوات الامنية ، كان اخطرها سيطرة عناصر داعش الاجرامية على 14 آلية عسكرية تسببت في إحداث حالة من الإرباك الأمني في عموم محافظة بابل خوفا من استخدام هذه العجلات في تنفيذ هجمات إرهابية بمدينتي الحلة وكربلاء المقدسة ، وفي تلك الاثناء اصدرت المقاومة الاسلامية كتائب حزب الله قرارا ، وقبل فتوى المرجعية في النجف الاشرف، بان الوقت قد حان لتحرير الناحية من رجس داعش لما تشكله من خطر على المراقد المقدسة في كربلاء والنجف وماتسببه من تهديد للمدنيين في بغداد و بابل والمناطق المحيطة بهما .
وقال مسؤول في مجلس محافظة بابل بأن " النزعة الاجرامية السائدة في الناحية دفعت بأغلب أهلها لإرتكاب جرائم بحق الإنسانية على مدى سنوات طوال، متخذين من جغرافيا المنطقة الغطاء الرئيسي لتنفيذ عملياتهم الإرهابية والتي كان من أبرزها اختطاف شاحنة تقل 42 شخصاً من زائري الإمام الحسين (ع) ودفنهم في حفرة كبيرة وهم على قيد الحياة بمنطقة الفارسية".
واضاف، ان " جماعة داعش كانت تسيطر على جميع المفاصل الحكومية في الناحية بشكل غير مباشر"، مؤكدا ان "ان قيادات كبيرة لداعش الاجرامية كانوا قد زاروا الجرف وتم خلل لقائهم ببعض قيادات الناحية وضع خطة عسكرية للانطلاق باتجاه كربلاء المقدسة عبر منطقة الرزازة تنفيذا لأوامر المجرم أبو محمد العدناني".
وأضاف إن " كتائب حزب الله تُعد أول فصيل جهادي دخل الناحية بشكل سري قبل فتوى المرجعية الدينية للجهاد الكفائي بأربعة أشهر وأستقر في إحدى المقرات العسكرية وعمل على دراسة المنطقة وتضاريسها ورصد التحركات التي كانت تجرى في مناطق الحجير والسعيدات والفاضلية والفارسية وصنديج بالتزامن مع قيام الأهالي برفع إعلام داعش فوق أسطح المنازل والمباني الحكومية وأبراج الاتصالات".
وتابع ان " المقاومة الاسلامية كتائب حزب الله بدأت بتنفيذ خطتها بقضم الأرض وإنشاء سواتر وخنادق ترابية حول الناحية او عزل اجزاء منها، وقد نجحت هذه الخطة على الرغم من صعوبتها وذلك لوجود عمليات قنص مستمرة خلال هذه العملية التي تمت بكل هدوء" مؤكدا ان "عصائب أهل الحق دخلت محيط الجرف قبل فتوى المرجعية بفرقها الاستطلاعية ايضا في وقت تمكنت فيه كتائب حزب الله من السيطرة على بعض المواقع في الناحية بشكل سري وذلك لأستمكان الأهداف التي تتحرك في الداخل وترفد الجماعة الإرهابية بالمعلومات والأسلحة والدعم اللوجستي."
ولفت الى إن " قيادة عمليات بابل وبالتنسيق مع فصائل المقاومة الاسلامية والحشد الشعبي اتخذت القرار الحاسم بتحرير الناحية في يوم 24/10/2014 خلال عملية عسكرية استمرت ليومين وأطلق عليها اسم "عاشوراء" وذلك بواسطة قطعات من الحشد الشعبي وفصائل المقاومة الاسلامية من بينها كتائب حزب الله وعصائب أهل الحق ، وبمشاركة من الشرطة الاتحادية والجيش العراقي والأمن الوطني ليتم بعد ذلك إعلان المنطقة محررة بالكامل لتصبح "جرف النصر" بقرار من مجلس محافظة بابل".