"بنا فتح الله وبنا يختم".. شعار كتائب حزب الله لمحرم الحرام واختتام معاركها ضد داعش غرب الانبار   

 تواصل المقاومة الاسلامية  كتائب حزب الله جهادها دون انقطاع ما دام على ارض العراق والاسلام رجس احتلال او صنائعه من القوى التكفيرية، وقد توالت مواجهات رجالها منذ حكم النظام البعثي وصولا للاحتلال الامريكي ومنه صنيعتهم عناصر داعش الاجرامية الذين استباحوا الارض والعرض، وحينها وجه رجالها فوهات بنادقهم لقتال العصابات الوهابية في مناطق غرب بغداد.
 في اذار 2014، اي قبل ثلاثة اشهر من اطلاق الفتوى التاريخية للمرجعية الدينية في النجف الاشرف للجهاد الكفائي، ولم تُخمد نيران اسلحتهم يوما، اذ كانت تطارد الاجراميين من ارض لاخرى ومن عام لاخر حتى حان عامنا الهجري هذا، فكان شعارها  "بنا فتح الله وبنا يختم".

استخبارات كتائب حزب الله وكشف المؤامرة الداعشية


 عند احتلال عصابات داعش التكفيرية لسوريا قبل عام 2014، زودت كتائب حزب الله مسؤولين كبار في الحكومة العراقية بمعلومات دقيقة عن عزم الارهابيين التمدد نحو العراق، واحتلال الموصل والانبار واسقاط الحكومة في بغداد، معتمدة بذلك على منظومتها الاستخبارية، والقرائن والمتابعات والتحليلات السياسية، فضلا عن اختراقاتها لصفوف العدو.
وعلى اثر تلك المعلومات انتشر رجال الكتائب بكثافة في العديد من مناطق التماس الساخنة، مثل: (دويليبة، آمرلي، طوزخورماتو ومناطق غرب بغداد وتلعفر وغيرها).
 انتشار الكتائب في مناطق حزام بغداد وخاصة من الجهة الجنوبية لقضاء الفلوجة، وانشاء ساتر ترابي بحدود 4كيلومتر، كان هدفه منع الارهابيين من التسلل للمناطق الجنوبية للعراق، واستهداف المراقد المقدسة في بلد، سامراء وكربلاء المقدسات، ناهيك عن حماية حدود العاصمة بغداد.

الكتائب.. لهم شرف اطلاق الرصاصات الاولى ضد الامريكان وداعش


  عقب احتلال عصابات داعش الاجرامية للموصل ثاني اكبر مدينة في العراق عام 2014، بمؤامرة داخلية واقليمية وبتخطيط صهيو امريكي، وتحقق ما حذرت منه الكتائب، اندفعت "داعش" بعدها نحو صلاح الدين وكركوك والأنبار، مقتربةً من أسوار العاصمة بغداد، لتصطدم هناك بقوة لم تعتدها من قبل.
 رجال تمكنوا من صد تلك الهجمة، ومنعوا سقوط العاصمة. إنهم ابطال "كتائب حزب الله"، الذين كان لهم شرف اطلاق الرصاصات الاولى على جنود الاحتلال الأميركي بعد غزو العراق في نيسان 2003، وشرف اخراجه منهزما منكسرا ذليلا من البلاد.

جرف الصخر تتحول نصرا بدماء الكتائب


 اخترق مجاهدو كتائب حزب الله، جرف الصخر جنوب غرب بغداد، الذي يشكل عمقا استراتيجا لمدينة كربلاء المقدسة، متنقلين بين منزل وآخر، لرصد تحركات الدواعش من بين الأدغال وتنفيذ عمليات قنص بحقهم، ودفعهم نحو هاوية الجحيم، وصولاً إلى عامرية الفلوجة غربي العاصمة، مرددين شعار "هيهات منا الذلة"، الذي رفع بصداح صوتهم من معنويات الجيش والقوات المسلحة العراقية وباقي فصائل الحشد الشعبي، وكسر معنويات الاعداء وارعبهم، وردهم على اعاقبهم مندحرين منهزمين مكسورين، واستمرت رصاصات الكتائب وصوتها يلاحق التكفيريين حتى طردهم من الفاضلية اخر منطقة في الجرف، ليعلنوا الناحية جرفا للنصر.

الكتائب تؤسس سرايا الدفاع الشعبي وتدعم الحشد


 بعد فتوى المرجعية المباركة بوجوب الجهاد الكفائي، لدفع الضرر عن الأرض، وصيانة العرض، وحماية الأماكن المقدسة من خطر التنظيمات الإرهابية، شكلت كتائب حزب الله "سرايا الدفاع الشعبي" لاستيعاب المجاهدين الشباب الجدد.
وباعتبار الكتائب فصيلا عرف بصدقه وشجاعته وانضباطه العالي في المجال الأخلاقي والديني والعقائدي،  لذلك بدأت اعداد المتطوعين تتزايد حتى ضم المركز الواحد آلاف المتطوعين.
 كما اخذت كتائب حزب الله على عاتقها مساندة بقية فصائل الحشد الشعبي ممن تعد حديثة عهد بساحات الميدان وحرب الشوارع، وعمدت الى دعمهم بالسلاح والمؤن وحتى الخطط والتكتيكات العسكرية، الامر الذي جعل البعض منها ينقاد خلف توجيهاتها العسكرية في ساحات المعارك، لما تمتلكه من خبرات ميدانية.

الهياكل .. مفتاح تحرير الفلوجة


من بين ملاحم المقاومة الاسلامية التي سجلها التاريخ بحروف من ذهب ضد داعش في العراق، تبرز معركة الهياكل التي عدها خبراء عسكريين من اعقد واصعب المناطق لانها مفتاح تحرير مدينة الفلوجة وخط الصد لتمدد وتحرك عناصر داعش من والى اطراف بغداد من ناحيتها الغربية.
 كانت القيادة الميدانية للكتائب تستوعب بقوة استراتيجية المنطقة وكثفت البحث والدراسة لإقتحام الهياكل، فقررت ارسال نخبة من رجالها الاشاوس ممن يحملون روح البسالة والتضحية في سبيل الله، بعملية خاصة ونوعية الى المنطقة بغية استعادتها من الدواعش.
واستطاع غيارى العراق من رجال الكتائب بعد معارك شرسة من فرض سيطرتهم على الهياكل، فاصبحت للقوات الامنية والحشد موطئ قدم بعد ذلك في جنوب الفلوجة عموما، وتوزعت النقاط الدفاعية العسكرية في عموم المنطقة، واستبسل مجاهدو الكتائب بالحفاظ على الهياكل الاستراتيجية وقدموا الغالي والنفيس لمدة عامين، على الرغم من مختلف العمليات الانتحارية والتعرضات التي نفذتها العصابات الاجرامية لاستعادة ذلك القاطع الاستراتيجي.

امرلي.. عملية جهادية استثنائية لكتائب حزب الله


بعد تأمين حزام بغداد (دويليبة، ابو غريب, اللطيفية, اليوسفية, البوعيثة، المحمودية والمدائن)، ودفع داعش عن جرف الصخر، اتجه رجال الكتائب مع متطوعي سرايا الدفاع الشعبي وفصائل للحشد والقوات الامنية العراقية باتجاه صلاح الدين.
وحرر المجاهدون بلد، سامراء، الدجيل، واخيرا امرلي (مدينة صغيرة ذات غالبية شيعية تركمانية)، حاصرها الدواعش على مدى أكثر من 100 يوم، لكن فصائل المقاومة الإسلامية وعلى رأسها كتائب حزب الله، الفصيل الوحيد الذي كان موجوداً داخل المدينة تلك الأيام، تمكنت من التصدي لهم، وتحرير المدينة وفك رقاب اهلها، فتحولت الناحية الى حافز معنوي ونفسي ايجابي للمقاتلين، ساعد ابطال المقاومة على تسجيل انتصارات ميدانية متعاقبة في المحافظة شملت (الصينية، بيجي، المزرعة، جبال مكحول، جبال حمرين، تكريت، الدور، العلم).
 ولم تمض ايام طويلة على تحقيق الانجاز العسكري في صلاح الدين، حتى دشنت فصائل المقاومة والحشد وقوات امنية عراقية عمليات عسكرية في محافظة ديالى تضمنت (العظيم، المنصورية، شمال المقدادية، السعدية وجلولاء) وقتلت مئات الدواعش هناك.

الكتائب مهدت لتحرير الفلوجة


 عقب انطلاق ساعة الحسم لتحرير الفلوجة، اثمرت جهود الكتائب في المحافظة على الهياكل لمدة عاملين من تسريع العمليات العسكرية، خاصة بعد نجاحها من استنزاف العدو ورصده عن قرب وتشخيص نقاط ضعفه وقوته ومعالجتها، وتدمير مقراته وخطوطه الدفاعية. 
وانطلقت القوات الامنية والحشد لتحرير الفلوجة من الهياكل ومنها نحو الحراريات ثم السجر وبعدها الصقلاوية وقطعوا جميع طرق الامداد عن عصابات داعش، واستقر مقاتلو جهاز مكافحة الارهاب والشرطة الاتحادية في تخومها وكان الاسناد الصاروخي الثقيل والخفيف للكتائب حاضرا معهم ليلقن الدواعش دروسا بليغة مما ساهم بتسهيل مهمة تحرير المدينة.

الكتائب .. راس الرمح بقطع الوصل بين داعش الموصل والرقة


 بعد انطلاق عمليات قادمون يانينوى في (17 تشرين الأول 2016)، كلفت الحكومة، فصائل المقاومة والحشد الشعبي بتحرير وتأمين المحور الجنوبي الغربي لمدينة الموصل، وهو اصعب المحاور بحسب التقديرات العسكرية.
ونجحت المقاومة وفي مقدمتها كتائب حزب الله بتحرير (الحضر، البعاج، محلبية، المطار العسكري لتلعفر وعشرات القرى والكهوف والوديان بامتداد لأكثر من 1400 كم.
 تلك العملية العسكرية النوعية لمجاهدي المقاومة الاسلامية، عزلت الموصل عن سوريا بنسبة كبيرة، وقطعت اغلب خطوط الامداد عن المجرمين بين الموصل والرقة، الامر الذي ساعد القوات العراقية في تحرير مركز الموصل، واستعادة تلعفر لاحقا.


اقتربت ساعة الانجاز التاريخي، ولحظة تحرير اخر معاقل عصابات داعش في الاراضي العراقية غربي الانبار.

 وقد اكمل رجال المقاومة الاسلامية والحشد والقوات الامنية استعداداتهم العسكرية واللوجستية لتحرير راوة والقائم ومناطق في غرب الانبار ، ورشحت القيادات العسكرية مهمة تحرير القائم (الحدودية مع سوريا) لمجاهدي المقاومة الاسلامية  لتطهير آخر الارضي العراقية من الرجس الداعشي ويكون شرف الرصاصة الاخير من نصيبهم، ليكون  شعار "بنا فتح الله وبنا يختم" ليس قولا فحسب، بل تم تفعيله عمليا بتوفيق من الله ومنّـة.

اترك تعلیق

آخر الاخبار