"لا نستطيع تقدير الرقم".. هكذا رد المتحدث باسم وزارة الدفاع الامريكية "البنتاغون" إريك باهون على سؤال بشأن عدد المدنيين الذين قتلوا منذ الغزو الامريكي للعراق عام 2003.
واكدت صحيفة الاندبندنت البريطانية في تقرير نشرته اليوم ، "لا أحد يعرف عدد المدنيين الذين قتلوا في العراق، منذ أن شن جورج بوش عملية غزو العراق، وعلى الرغم من أن القوات العسكرية الأمريكية والبريطانية حافظت على سجلات جنودها الذين لقوا مصرعهم في أفغانستان والعراق، لكنهم لم يجمعوا حصيلة ولو تقريبية للضحايا المدنيين العراقيين".
وأجرت جامعة "جونز هوبكنز" الأمريكية، بحثين في هذا الصدد، قدّر البحث الأول الذي نشر في العام 2004، أن "ما لا يقل عن 100 ألف عراقي قتلوا نتيجة للحرب، والثاني، الذي نشر في العام 2006، قدر العدد بنحو 650 ألف قتيل مدني، وانتقدت الحكومتان البريطانية والأمريكية النتائج، لكن أصحاب البحثين دافعوا عن المنهجية، وفي العام 2015، خرج تقرير أعده أطباء، يقدر المجموع بما يتجاوز مليون قتيل، حسب "إندبندنت".
وعلقت الصحيفة البريطانية على التقرير الاخير: "قد يكون عدد ضحايا العراق مليون، أو مليونين، وحين نضيف الخسائر المدنية في أفغانستان وغيرها من الأماكن التي حاربت فيها أمريكا (اليمن وباكستان ومالي والنيجر والصومال والفلبين)، يصبح تقدير أعداد المدنيين الضحايا صعب".
وفي 6 شباط 2017، اكد موقع "ملتري تايمز" الأمريكي، أن البنتاغون لم يسجل آلاف الضربات الجوية القاتلة التي ارتكبها الجيش الأمريكي في العراق وسوريا وأفغانستان منذ عام 2001، الامر الذي عده مراقبون محاولة للتستر على جرائم الحرب والمجازر الدموية بحق شعوب تلك البلدان.
واشار مراقبون الى ان "الامريكان غزوا العراق واحتلوه، وحلوا جيشه ودمروا مؤسساته، وفككوا هياكل دولته، وقتلوا مليون عراقي، ووضعوا النفط تحت هيمنة شركاتهم، وبذروا بذور الطائفية، وبعد هزيمتهم من قبل المقاومة الاسلامية واخراجهم منهزمين منكسرين عام 2011، عادوا مجددا اليه بحجة محاربة عصابات داعش الاجرامية لكنهم في حقيقة الامر كانوا يرومون الانتقام من المقاومة ومواصلة تدمير العراق واخضاعه لهيمنتهم".
وختم المراقبون ان " تلك النوايا الخبيثة الامريكية لم تنجح بفضل جهود محور المقاومة الاسلامية الذي كان في المرصاد لجميع التحركات والمؤامرات المشؤومة، خاصة بعد علانه مؤخرا عن تحرير العراق وسوريا عسكريا من دنس العصابات التكفيرية، ليمرغ بذلك انف الاحتلال وينسف تبريراته ومزاعمه وحججه للبقاء مدة اطول في المنطقة".