لم تحتفل فصائل المقاومة الاسلامية والحشد الشعبي في الساحات الرسمية ولم تنثر الورود الا على من كان سببا في غرسها، ومثلما كانت ترابط في جبهات القتال وتحملت قسوة القتال وقدمت الاحبة شهداء فداء لله لحفظ المقدسات والوطن، غيرت بوصلتها لتحتفي بالنصر مع صانعيه ومالكيه الحقيقيين، الراقدين بشموخ في مقبرة وادي السلام بالنجف الاشرف.
وقال القيادي البارز في كتائب حزب الله السيد الدكتور جاسم الجزائري في كلمة لسماحته بمناسبة الانتصار على داعش, ان "من هُزم في العراق هي أمريكا وإسرائيل وأذنابها السعودية وحلفها المجرم"، مؤكدا ان "داعش والنصرة والقاعدة وطالبان ومسميات أخرى ما هي إلا أدوات لمشروع قذر في المنطقة".
واضاف السيد الجزائري، "لم نقاتل مجاميع إرهابية فحسب, إنما كنا نقاتل مشروعاً كبيراً وخطيراً تقوده الصهيونية العالمية وكلبها الدنيء أمريكا"، مبينا ان "الانتصارات على داعش كانت بدماء الشهداء الذين تركوا الغالي والنفيس، وكشفت دماؤهم عن وعيهم وبصيرتهم وقوة إيمانهم"، موضحا ان "مسميات الارهاب ما هي إلا أدوات لمشروع قذر في المنطقة ساهمت فيه أنظمة عربية حرّفت البوصلة ووقعت في شراك الشيطان الأكبر".
واكدت كتائب حزب الله موقفها الثابت الرامي الى تحرير الاراضي العراقية من المسبب الحقيقي لوجود داعش وهي الولايات المتحدة الامريكية، اذ قال المتحدث العسكري باسم الكتائب جعفر الحسيني ان "العراق الآن خالِ من داعش عسكرياً بالكامل", مؤكداً "تجاوز بعض العوامل الضاغطة التي أرادت وقف التحرك وقطع الطريق بين العراق وسوريا، وإفشال هذا المشروع"، في اشارة الى الدعم الامريكي لجماعة داعش الاجرامية واستهداف فصائل المقاومة والحشد الشعبي بذريعة الخطأ.
وأشار إلى أن "المقاتلين وصلوا إلى الحدود السورية والصحراء وفنّدوا المعادلة التي تحدث بها الامريكان بان قتال داعش يمتد من خمس سنوات إلى عشرة سنوات"، لافتا الى أن "المعركة في العراق وسوريا كانت تدار من غرفة عمليات واحدة والقوة التي تصدت لمجاميع داعش الإجرامية هي ذاتها في العراق وسوريا".
وعن الدور الأمريكي, أكد الحسيني أن "الأدوار الخبيثة للأمريكان كانت واحدة أيضاً في داخل الأراضي السورية والعراقية للتأثير على تحرك المقاتلين ضد داعش"، مبينا ان "ترامب سيبحث في قادم الأيام عن جهد ومن يساعده لانتشار جنوده في العراق".
وكشف بالقول، "نحن نعد العدّة منذ اكثر من عامين لمواجهة الأمريكان ولدينا من السلاح ما يكفي لطرد المحتل الأمريكي والذهاب باتجاه أن لا يكون لهم موطئ قدم في البلاد".
من جهته قال الأمين العام لحركة عصائب أهل الحق سماحة الشيخ قيس الخزعلي، :"في يوم النصر النهائي قررنا ان نحتفل في وادي السلام، مع احبتنا، مع اخواننا، مع شهدائنا، الذين بدمائهم الغالية حفظنا الوطن والمقدسات والشرف".
وقدم الخزعلي "رسالة الوفاء والاخلاص والشكر للشهداء والمرجعية، قائلا: "نرسل لهم رسالة الوفاء والاخلاص ونقول لهم شكرا لكم وشكرا لمرجعيتنا الدينية".
كتائب حزب الله التي شاركت في احتفالية النجف الاشرف، اكدت ان "الانتصار لم يكن ليتحقق لولا دماء الشهداء التي سقت شجرة النصر الكبير في جرف النصر وتكريت وديالى وامرلي والانبار وجنوب الفلوجة وانتهاء بتحرير الموصل وتامين الحدود العرقية السورية، ومنع المحتل الامريكي من تقطيع شريان محور المقاومة".
لم يتنصر العراق فقط ضد داعش، انما قام بتمزيق مخطط كبير ارادت له امريكا والكيان الصهيوني وبدعم من حليفهم السعودي والخليجي والعربي ان تكون جماعة داعش الاجرامية المفتاح لتدمير المنطقة اولا، واعادة رسمها بما يخدم مصالح الاستكبار العالمي، لذلك فان المهمة القادمة هي طرد كل من يشكل خطرا على العراق وشعبه، وهي مهمة تبدو سهلة بمقاييس الجاهزية العسكرية لفصائل المقاومة الاسلامية.