بيان الوقفة الاحتجاجية ضد المجرم بن سلمان الذي ولغت يداه بدماء الابرياء في العراق وسوريا واليمن والبحرين

نظمت جماهير المقاومة الاسلامية كتائب حزب الله وقفة احتجاجية ضد الزيارة المتوقعة للمجرم ابن سلمان للعراق، الجمعة،   اعلنت فيها ضرورة تحمل السعودية التبعات القانونية للجرائم الارهابية، التي شارك بها السعوديون، طيلة السنوات الماضية، مشددة على اعادة اعمار البنى التحتية، للمدن التي دمرتها عصابات داعش، والتي تتحمل السعودية مسؤولية دعمها وتمويلها بالمال والسلاح،  وفتح ملف ، وبيان موقف الحكومة السعودية من فتاوى التكفير الوهابية ضد الشيعة واعلان ذلك رسميا.

وقال القيادي في الكتائب السيد جاسم الجزائري اثناء القائه البيان الختامي للوقفة الاحتجاجية الرافضة لجرائم السعودية في العراق، على السعودية ايقاف تدخلاتها وحروبها بالمنطقة، لكي يقتنع شعبنا، بان السعودية ماضية في تصفير مشاكلها مع جميع شعوب المنطقة، مطالبا سماحته الحكومة العراقية بالقول : عندما تقرر الحكومة الانفتاح على السعودية او اية دولة فعليها اعتماد مبدأ التعامل الدبلوماسي بالمثل، مع مراعاة حجم العراق ومكانته ووزنه في المنطقة، وان تفتح قنصلية عراقية في المنطقة الشرقية للسعودية، ذات الاغلبية الشيعية، وان لا يكون السفير العراقي في الرياض، من الطائفة السنية الكريمة حصرا، كما تفرض علينا الحكومة السعودية ذلك.

وهذه نص البيان الختامي

...............

بسم الله الرحمن الرحيم

وافضل الصلاة واتم التسليم على المبعوث رحمة للعالمين محمد المصطفى الامين وعلى اله الطيبين الطاهرين

قال الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز

بسم الله الرحمن الرحيم

فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِكْرِ اللَّهِ، أُولَٰئِكَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ

صدق الله العلي العظيم

 السادة والسيدات الاجلاء ..علماء الدين الافاضل .. شيوخ العشائر الكرام..النخب الاكاديمية والمثقفين والاعلاميين المحترمون

شبابنا الغيور... الاخوة الحضور جميعا ... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 

لقد تعرض وطننا العراقي العزيز خلال السنوات الماضية الى محنة شديدة كادت تطيح بوجوده، وتفكك اواصر شعبه، وتقسم ارضه، وتجعل ثرواته وخيراته نهبا للطامعين والحاقدين والمتربصين بنا الدوائر، وتضع مستقبل اجياله على كف عفريت، بعد ان هجمت عليه غربان الشر، من شذاذ الافاق، الذين تربوا وترعرعوا في دهاليز القوى الشيطانية التي خططت ومازالت للنيل من وجودنا ووحدتنا وكرامتنا.

وكان لوقفة ابناء العراق الغيارى من فصائل المقاومة والحشد الشعبي الذين لبوا نداء المرجعية الحكيمة، الدور الحاسم في التصدي لهذه الهجمة الشرسة جنبا الى جنب مع قواتنا الامنية البطلة، وبعد تضحيات جسام وبعد ان روت دماء الشهداء كل بقعة من ارض وطننا الغالي، تحقق الانجاز التاريخي بالانتصار على عصابات داعش الوهابية وتم سحقها والحاق الهزيمة المنكرة بها وبالقوى التي رعتها ودعمتها وسلطتها لتحتل ارضنا وتقتل شعبنا وتدمر مدننا، وعلى راس هذه القوى تقف السعودية وامريكا والكيان الاسرائيلي اضافة الى بعض القوى الاقليمية والمحلية.

ايها الحشد الجماهيري المبارك

ان دماء شهدائنا لم تجف بعد، وجراح مجاهدينا لم تزل طرية، وانين الثكالى والارامل لم يخفت، ودموع اليتامى مازالت تحرق وجناتهم الشاحبة، ومع كل هذه الماسي التي حفرت في نفوس شعبنا اثارا لا تمحى، نسمع اليوم دعوات للانفتاح وبناء العلاقات مع اطراف وقوى لعبت دورا تدميريا وتامريا في هذه الهجمة الارهابية، وكانت تقف داعمة وممولة لعصابات داعش والقاعدة والبعثيين، الذين عاثوا في العراق فسادا، وها هي اليوم وسائل الاعلام، تتداول خبر زيارة ولي العهد السعودي للعراق، وكأن شيئا لم يكن، هذا المجرم الذي ولغت يداه بدماء الابرياء في العراق وسوريا واليمن والبحرين، قاتل الاطفال والنساء، قاتل العلماء والشرفاء، هذا الدعي يريد ان يقفز على جراحاتنا والامنا بابتسامته الصفراء متوهما ان شعبنا يعاني من فقدان الذاكرة.

كلا والف كلا ... فمثلي لا يبايع مثله

 وان دماء الشهداء ليست للبيع

وعلى الرغم من ان زيارات مسؤولي الدول، واقامة العلاقات وتبادل المصالح، فيما بينها امرا طبيعيا، في العلاقات الدولية المتعارف عليها، خصوصا اذا كانت مبنية على اسس متوازنة، تحفظ لكل بلد سيادته وكرامته وهيبته، دون ان تنتقص من حقوق شعبه، وسواء تحققت هذه الزيارة ام لم تتحقق، فان الخطوات التي سبقتها تدل على توجهات سعودية غير مسبوقة، للانفتاح بعلاقاتها نحو العراق، ومن الطبيعي ان تكون علاقاتنا طيبة، مع محيطنا الاسلامي والعربي، ونحن لسنا ضد اي انفتاح، اوعلاقة مع السعودية، ولم نكن في موقف عداء، لشعبنا العربي الاصيل في الجزيرة العربية، ولكن طبيعة المواقف السعودية تجاه العراق، طيلة السنوات الطويلة الماضية، تجعلنا نتوقف عند اغراض هذا الانفتاح واهدافه، ونشكك في سياستها الناعمة ودوافعها، التي نعتقد انها تبلورت بعد ضغوط امريكية، دفعتها وبعض دول الخليج لتغيير اسلوب تعاملها مع العراق، تنفيذا لمخططات امريكية، وضعت لمرحلة مابعد داعش لم تعد خافية على احد. 

 لقد امتازت العلاقة بين العراق والسعودية، بتأزمها طيلة العقود الماضية، وخاصة بعد سقوط النظام المقبور، اذ تبنت السعودية موقفا عدائيا طائفيا، ضد اغلبية الشعب العراقي، وضد النظام السياسي، الذي تشكل بعد سقوط النظام المقبور، وكانت فتاوى التكفير والتحريض على القتل ضد الشيعة، واستباحة اموالهم واعراضهم، الاساس الذي اعتمدته المجاميع التكفيرية، في استهداف شعبنا بالسيارات المفخخة والاحزمة الناسفة، حتى وصلت الجرأة بها، حد تفجير مرقدي الامامين العسكريين المقدسين في سامراء، ذلك الحدث الجلل، الذي كاد ان يوصل العراق الى منزلق الحرب الطائفية، لولا حكمة مرجعيتنا الرشيدة، وبصيرة الشرفاء الذين فوتوا الفرصة، على من خطط لهذا الحادث الاجرامي.

ولم تغير السعودية من سياستها الطائفية المعادية بجميع اوجهها، وكانت وسائل اعلامها ومنابرها الدينية، تحرض وتسيء لمقدساتنا ورموزنا، حتى تورطت حكومتها ومؤسساتها الدينية الوهابية ومخابراتها، بجرائم حرب وابادة جماعية، عندما دفعوا الاف الشباب السعودي، للقتال في العراق مع المجاميع الارهابية، المدعومة من قبلهم، كالقاعدة وداعش، بفتاوى الجهاد كما يدعون، وراح ضحية هذه الجرائم، مئات الالاف من شبابنا، مع ما رافق احتلال داعش، لمدننا من خراب ودمار وتهجير، وكانت مجزرة سبايكر الغادرة، وجريمة تفجيرالكرادة البشعة، شاهدا على عمق الاجرام والحقد الوهابي، الذي سلطته السعودية واعوانها على شعبنا، وهناك من الادلة والبراهين الواضحة والموثقة، ما يثبت تورطها في هذه الجرائم.

ومع هذه الحقائق الاليمة، ولكي تثبت السعودية صدق نواياها، بفتح صفحة جديدة لعلاقتها مع العراق، وتصحيح سياستها الشاذة والعدوانية، وحتى نحفظ حقوق شعبنا وكرامته، وسيادة بلدنا ومكانته، ينبغي تحقيق المطالب التالية :

اولا : فتح ملفات الجرائم الارهابية، التي شارك بها السعوديون، طيلة السنوات الماضية، على ان تتحمل السعودية تبعاتها القانونية والشرعية، وتعويض الضحايا من ذوي الشهداء والجرحى، بعد تقديم الاعتذار للشعب العراقي .

ثانيا: اعادة اعمار البنى التحتية، للمدن التي دمرتها عصابات داعش، والتي تتحمل السعودية مسؤولية دعمها وتمويلها بالمال والسلاح، وهذا ما اثبتته الادلة الموثقة، وعززته اعترافات المجرمين، كما ان كبار المسؤولين من حلفائهم الامريكان وغيرهم، قد اتهموا السعودية علانية، وبتصريحات موثقة، بدعمها لهذه المجاميع الارهابية.

ثالثا: فتح ملف فتاوى التكفير الوهابية ضد الشيعة، وبيان موقف الحكومة السعودية منها براءة او قبولا، واعلان ذلك رسميا، وتقديم المروجين لها للعدالة، كمجرمي حرب وابادة جماعية، فبسبب هذه الفتاوى، قتل مئات الالاف من الشيعة وما زالوا ، كما ينبغي مطالبة السعودية، بالاعلان عن الاعتراف بالمذهب الشيعي، كمذهب يصح التعبد به اسوة بباقي المذاهب الاخرى  .

رابعا: ان أمن منطقتنا مترابط لا ينفصل، ويؤثر بشكل كبير على اجواء العلاقة بين شعوب المنطقة، ولا يمكن تجاهل الازمات الكبيرة التي خلفتها السياسة السعودية، وخصوصا الحرب الظالمة ضد الشعب اليمني، والتدخل السافر ضد شعبنا البحريني، ودورها المباشر في دعم المجاميع الارهابية ضد الشعب العربي السوري، اضافة الى دورها السلبي تجاه قضية الشعب الفلسطيني، واصرارها على الانفتاح على الكيان الاسرائيلي، ومعاداة الجمهورية الاسلامية ، مما يتطلب اعادة النظر بهذه السياسة وايقاف تدخلاتها وحروبها، لكي يقتنع شعبنا، بان السعودية ماضية في تصفير مشاكلها، مع جميع شعوب المنطقة.

واخيرا نطالب الحكومة العراقية، عندما تقرر الانفتاح على السعودية او اية دولة باعتماد مبدأ التعامل الدبلوماسي بالمثل، مع مراعاة حجم العراق ومكانته ووزنه في المنطقة، وان تفتح قنصلية عراقية في المنطقة الشرقية للسعودية، ذات الاغلبية الشيعية، وان لا يكون السفير العراقي في الرياض، من الطائفة السنية الكريمة حصرا، كما تفرض علينا الحكومة السعودية ذلك، وهذه المطالب ليست تعجيزية، فشعوب العالم الحية لا تنسى مآسيها، ولا تتنازل عن حقوقها مهما طال الزمن، وسيلعنكم التاريخ اذا ما جعلتم دماء الشهداء والجرحى، والام ضحايا جرائم الابادة الجماعية التي ارتكبتها العصابات الوهابية، ثمنا بخسا لعلاقة مريبة مع حكومة ظالمة متسلطة تخفي وراء وجهها الكالح مآرب واهداف لا تقل خطورة عما ارتكبته صنيعتها داعش الوهابية.

وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ.

صدق الله العلي العظيم

واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد واله الطاهرين

اترك تعلیق

آخر الاخبار