بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
( إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ ۚ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ )
صدق الله العلي العظيم
لن تتوقف آلة العدوان الامريكية, عن نشر الموت والدمار والخراب, في منطقتنا العربية والاسلامية، ولن تنثني ادارتها الحمقاء, حتى تُدخل العالم في أتون حرب عالمية, لا تبقي ولا تذر، فقد أطلق المجرم ترامب, العنان لعدوانه الهمجي على سوريا، تشاركه بريطانيا وفرنسا, والكيانان الاسرائيلي والسعودي، انتقاما لهزيمة عصاباته التكفيرية والارهابية, في الغوطة الشرقية، وتطهير هذا الجيب الإرهابي, الذي زرعته أميركا ودعمته, ليكون خنجرا في خاصرة مدينة دمشق، يهدد أمنها, ويستهدف سكانها الابرياء يوميا, بالقذائف والهاونات، ويتحين الفرص للانقضاض عليها، فقد كانت هذه المنطقة الاستراتيجية الرهان الاخير في تهديد أمن العاصمة دمشق، إلا أن اميركا ادركت, أن مشروع اسقاط النظام السياسي, وتقسيم وتفكيك سوريا, قد هُزم شر هزيمة، بخروج عصابات ما يسمى بجيش الإسلام, ذليلة من بلدة دوما، وعندها بدأت المواقف الهستيرية, للإدارة الامريكية تتصاعد, في محاولة لإجهاض هذا الانجاز الاستراتيجي، ولم تجد اميركا وذيولها, ذريعة لشن عدوانها الغاشم، غير تلفيق وفبركة مسرحية اتهام الجيش السوري, باستخدام السلاح الكيمياوي، واعادة نفس السيناريوهات المفضوحة, التي اعتمدتها في حربها الظالمة, لاحتلال العراق عام 2003، والتي تبين لاحقا, وباعتراف اميركا نفسها, بطلانها وعدم واقعيتها.
إن دولة الشر والارهاب الأولى، تُقاد اليوم من قبل رئيس مجرم أحمق, يهدد الامن والسلم العالميين, من خلال تغريدات صبيانية، أصبحت مثارا للسخرية والتهكم, لتناقضاتها وابتعادها عن اللياقة, التي ينبغي أن يتحلى بها رئيس دولة بحجم اميركا، ومن الواضح أن هذا الشيطان القبيح, قد تحول الى أداة تنفذ إرادة مجاميع الضغط الصهيونية, ومصالح شركات تصنيع السلاح, وأموال خزائن السعودية الحاقدة ، وهذا ما دفعه ليشن عدوانا همجيا غير مسؤول، على سوريا وشعبها العزيز، بذرائع وادعاءات واهية ظالمة، حتى قبل ان تبدأ لجان تقصي الحقائق عملها، لإثبات أو نفي هذه الادعاءات، مما يضع منطقتنا, أمام خطر فوضى أمنية عارمة تخلط فيها الاوراق، وتتخذ ستارا لتصفية الحسابات, والانتقام من شعوبنا, التي هزمت المخططات الامريكية والصهيونية في العراق وسوريا، ولتبقى هذه الحرب مفتوحة, لمنع الجيش السوري من إنهاء تحرير ما تبقى من أراضيه المحتلة، وخصوصا منطقة شمال شرق سوريا التي تحتلها اميركا.
إننا وفي الوقت الذي نرفض فيه هذا العدوان الغاشم للمجرم المرتزق ترامب ومن آزره ممن يبحث في فتات موائد آل سعود ، نؤكد وقوفنا الى جانب شعبنا العربي السوري, الذي يتعرض الى حرب إبادة شاملة، واستعدادنا للدفاع عن أوطاننا وشعوبنا ومقدساتنا، ومواجهة المؤامرة الامريكية الصهيونية, التي بلغت ذروتها بعد هزيمة واندحار المجاميع الارهابية، فنحن لا نستبعد ان تعيد امريكا مرة أخرى, دفع ما تبقى من فلول عصابات داعش, من سوريا نحو العراق, لتهدد شعبنا وتقتل ابناءنا وتنشر الفوضى في بلدنا.
ولذلك نكرر مطالبة الحكومة العراقية, باحترام قرار مجلس النواب, الذي ألزمها بإخراج القوات الامريكية، من قواعدنا وارضنا، ومنعها من اتخاذها منطلقا للعدوان على الشعب العربي السوري، وانتهاك القوانين والشرعية الدولية وعدم السماح لطائراتهم باستخدام اجوائنا, لضرب الأراضي السورية، فأمن العراق وسوريا مترابط ولا يمكن النأي بالنفس بعيدا عما يجري، فهذا العدوان الامريكي سيؤثر سلبا على امننا واستقرارنا.
المكتب السياسي لكتائب حزب الله