بذكرى استشهاد الامام الصدر، الكتائب تخاطب امريكا: ان حملتم جنودكم في المواجهة السابقة بنعوش، لن نُبقي لكم منهم ما تحملونه هذه المرة

القى حجة الاسلام والمسلمين سماحة الشيخ قاسم السوداني كلمة المقاومة الاسلامية كتائب حزب الله بذكرى استشهاد السيد الشهيد محمد باقر الصدر(قدس) في مهرجانها السنوي، الذي أُقيم تحت شعار  " الشهادة مقاومة فانتصار" في جامع بقية الله 7-4-2018 ببغداد.

نص الكلمة :

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على جميع الانبياء والمرسلين لا سيما خاتمهم وافضلهم وسيدهم سيدنا ونبينا وحبيب قلوبنا ابي القاسم المصطفى محمد وآل بيته الاطيبين الاطهرين المعصومين. اللهمّ صلّ وسلّم وزد وبارك على ولي أمرك الحجّة بن الحسن وعجّل له الفرج.

الحضور الكريم من السادة العلماء وفضلاء الحوزة العلمية ومشايخها والأساتذة الكرام، والاخوة والاخوات جميعا السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. والسلام على جميع الشهداء من لدن ادم الى قيام الساعة.

تمر علينا هذه الأيام الذكرى الأليمة لاستشهاد المفكر الإسلامي العظيم والمرجع الكبير السيد محمد باقر الصدر واخته العلوية الطاهرة بنت الهدى الذين كانا من مفاخر الحوزة العلمية والمفجرين للثورة الإسلامية في العراق بوجه طغاة البعث المجرمين.

لقد كان هذا الشهيد اعجوبة من اعاجيب الدهر في فكره وعلمه وسجاياه وكان قامة شامخة في ميادين العلم والعمل والجهاد. بل كان بحق نابغة عصر الغيبة بما أبدعه في مجالات المنطق ونظرية المعرفة والفلسفة واصول الفقه والعقائد وفي التفسير والاقتصاد وغيرها من فنون المعرفة الإسلامية والإنسانية.

كما كانت مرجعيته امتدادا لدور الائمة الهداة (عليهم السلام) في تحمل أعباء الرسالة وهداية الامة لخيرها وصلاحها مع ما يستتبعه ذلك من ضريبة كبيرة كانت شهادته المباركة تتويجا لها.

فلم تكن مرجعية الصدر الشهيد استجابة لحاجات الامة في البعد النظري فقط، على أهميته، وانما كانت تعيش هموم الامة وآلامها وتعبّر عن تطلعاتها وآمالها. وكانت هذه المرجعية على معرفة تامة بواقع الامة، وما تعانيه في مختلف الصعد الفكرية والاجتماعية والسياسية والحركية، فعملت على تحصين الامة وصيانتها والنهوض بواقعها من خلال التصدّي لتيارات الالحاد وموجات الانحراف الفكري التي تلبست بلبوس الفكر والعلم والتقدمية.

كما أسست مرجعية الصدر للجانب الحركي في العمل الإسلامي من خلال ريادته للتجربة الإسلامية وتأسيسه للعمل التنظيمي الحزبي والنهوض بالجانب التبليغي ودور الحوزات العلمية في المجتمع وإعادة ترتيب العلاقة بين المرجعيات الدينية وأبناء المجتمع وفق نمطية جديدة لم تألفها المرجعيات من قبل.

كما تصدّى بشكل قلّ نظيره في حوزة النجف الاشرف للشأن السياسي فوقف مكافحا ومنافحا ضد الأنظمة الطاغوتية والمستبدة التي توالت على حكم العراق ابان حياته المباركة. وعاش قمّة الجرأة والشجاعة في تحدي نظام البعث العفلقي وطاغية صدام حينما حرم الانتماء لحزب البعث وهو في أوج قوته وغطرسته. كما كان موقفه في تأييد حركة الامام الخميني العظيم وثورته الإسلامية المباركة، وفي تلك الظروف الحرجة والقاسية والحساسة، يمثل قمة الموقف الإسلامي الشجاع المنطلق من مسؤولية المرجعية الصالحة الرشيدة في هداية حركة الامة وتحديد اتجاه بوصلة العاملين الرساليين حينما يواجهون الضياع او التردد وحينما يعيشون المحنة وصعوبة تحديد الموقف والمسار. فلم يتركهم الشهيد الصدر للضياع والانحراف وقال قولته المشهورة: ذوبوا في الامام الخميني كما ذاب هو في الإسلام. وما ذلك الا لأنّ السيّد الإمام الخمينيّ العظيم، وكما يقول هو قدس سره: قد حقّق آمال الأنبياء والأوصياء والأئمّة (عليهم السلام) وتوّج جهود هؤلاء العظماء بإقامة أنظف وأطهر دولة في التاريخ (بعد الغيبة).

ويقول قدس سره: لم يكن الإمام الخمينيّ في طرحه لشعار الجمهوريّة الإسلاميّة إلّا استمراراً لدعوة الأنبياء وامتداداً لدور محمّد وعليّ عليهما السلام في إقامة حكم الله على الأرض وتعبيراً صادقاً من أعماق ضمير هذه الأمّة الّتي لم تعرف لها مجداً إلّا بالإسلام ولم تعش الذلّ والهوان والبؤس والحرمان والتبعيّة للكافر المستعمر إلّا حين تركت الإسلام وتخلّت عن رسالتها العظيمة في الحياة.

لقد صدر هذا الموقف منه وبوضوح تام مع معرفته بضريبة هذا الموقف ونتائجه ومعرفته بوحشية وقساوة النظام الذي يجابهه ويتحداه ... ولكن مرجعية الصدر الشجاعة والمخلصة والمندكة في هدفها العظيم والفانية لذاتها ووجودها في سبيل تحقيق الغاية التي من اجلها وجدت المرجعية وهي اعلاء كلمة الله لم يكن ينتظر منها غير هذا الموقف المعبر عن الرسالية في حدودها العليا وعن الإخلاص للهدف ببعده التام.

بل وأكثر من ذلك نراه يقول في مكان اخر: لو أنّ السيّد الخمينيّ أمرني أن أسكن في قرية من قرى إيران أخدم فيها الإسلام، لما تردّدت في ذلك. إنّ السيّد الخمينيّ حقّق ما كنت أسعى إلى تحقيقه....

ويقول في رسالته التي ابرقها للأمام الخميني: ونحن في الوقت الذي نتربّص فيه - بأمل كبير من الله تعالى - مراحل النصر اللاحقة لهذه النهضة الإسلامية العظيمة، نضع جميع وجودنا وإمكاناتنا في خدمة وجودكم العظيم والنهضة الإسلامية المقدّسة.

بل وعبر بوضوح في رسالته الى طلبته واتباعه في إيران فقال: إن الواجب على كلّ واحد منكم وعلى كلّ فرد قدّر له حظّه السعيد أن يعيش في كنف هذه التجربة الإسلامية الرائدة أن يبذل كل طاقاته وكلّ ما لديه من إمكانات وخدمات ويضع ذلك كله في خدمة التجربة فلا توقف في البذل والبناء يشاد لأجل الإسلام، ولا حدّ للبذل، والقضية ترتفع رايتها بقوّة الإسلام، وعمليّة البناء الجديد بحاجة إلى طاقات كلّ فرد مهما كانت ضئيلة. ويجب أن يكون واضحاً -أيضاً- أنّ مرجعيّة السيّد الخميني دام ظله التي جسدت آمال الإسلام في إيران، اليوم لا بدّ من الالتفاف حولها والإخلاص لها وحماية مصالحها والذوبان في وجودها العظيم بقدر ذوبانها في هدفها العظيم وليست المرجعيّة الصالحة شخصاً وإنما هي هدف وطريق وكل مرجعيّة حققت ذلك الهدف والطريق فهي المرجعية الصالحة التي يجب العمل لها بكل إخلاص.
 

ان المرجعية عند الصدر التي عبر عنها بانها الحصن الواقي من كثير من ألوان الضياع والانحراف لا تعمل لذاتها ولا تجعل المصلحة الإسلامية في حفظ وجودها واعلاء راية الإسلام من خلال وجودها. بل كان يرى المرجعية الصالحة هدفا وطريقا وكل مرجعية حققت ذلك الهدف يجب توجيه البوصلة نحوها والعمل لها بكل اخلاص. ان الكثيرين يحرجهم هذا الخطاب الواضح والصريح وهذا الوجه الناصع للصدر الشهيد ولا ينسجم اظهاره مع مصالحهم ومسالكهم ولذلك يجب ان يبقى الصدر مغيبا ومجهولا ومظلوما.

فلو كان الشهيد الصدر حاضرا اليوم لقالها بلا تردد ولا محاباة لأحد ولا وجل ولا خوف من أحد وبلا حسابات السياسة المصلحية ومنطق الربح والخسارة فيها بل لقالها بمنطق مصلحة الإسلام العليا وتحقيق الهدف وبمنطق المبادئ والقيم والموقف الشرعي والرسالي: ذوبوا في الامام الخامنئي كما ذاب هو في الإسلام وكما حمل راية الإسلام في مواجهة الكفار والمنافقين والتكفيريين والحكام المستبدين الفاسدين خونة الامة والإسلام.

ان المرجعية التي أرادها الصدر وسعى من اجلها تجلّت في مرجعية الامام الخميني واليوم في مرجعية الامام الخامنئي وفي مرجعية فتوى الجهاد الكفائي التي حفظت العراق وشعبه ومقدساته.

لقد شاء الله في كرامة لهذا المولى المظلوم ان يكون سقوط الطاغية الذي أعدمه في نفس تاريخ شهادته ليظهر الله تعالى الانتقام لدمه الزكي الطاهر ولو بعد حين. ولتطوى الى الابد بفضل دمائه الزكية والدماء الطاهرة للشهداء الذين ساروا على نهجه الصفحة السوداء والقاتمة لحكم جناة البعث الاثمين وليبقوا لعنة دائمة على لسان الأجيال جيلا بعد جيل.

وكان لزوال حكم الطاغية صدام وزمرة البعث المجرمة ان يكون يوما للفرح الوطني العارم لولا ان كان من سيئات هذا النظام الأخيرة ان جرّ مع زواله شعبنا وبلدنا الى محنة جديدة تمثلت بالاحتلال الأمريكي والبريطاني ومن تحالف معهم من الدول ومن سهل لهم ودعمهم من دول الخليج وغيرها.

ان الاحتلال الذي تذرع لغزوه بلدنا بذرائع واهية كامتلاك أسلحة الدمار الشامل – هذا السيناريو الأكذوبة الذي يحاولون اليوم تكراره بسيناريو استخدام الكيمياوي في سوريا – هذا الاحتلال كان يحاول إخفاء المبرر الحقيقي لتواجده في المنطقة وهو ضرب قوى المقاومة والممانعة التي تقف حائلا امام تحقيق مشاريعه في التسلط على شعوب المنطقة ونهب خيراتها وثرواتها وإقامة ما كانوا يسمونه بالشرق الأوسط الجديد. هذا الهدف الذي بدأ الريس الجديد لأمريكا الحديث عنه بكل وضوح وشفافية وسماجة.

لقد جر الاحتلال الويلات على شعبنا وبلدنا بعدما قوض اركان الدولة العراقية وحل الكثير من مؤسساتها ونشر فوضاه الخلاقة حسب تعبيره وعين حاكما عسكريا ثم مدنيا تحكم في القرار السيادي للعراق وإصدر العديد من القرارات الهدامة وحول العراق الى عش للدبابير وموطن للإرهابيين ودمر بناه التحتية ونهب خيراته وثرواته وسرق تراثه واثاره وعمل على اثارة النعرات الطائفية والقومية بين أبناء الشعب العراقي الواحد. مضافا على صور القتل الفجيع والاستهتار بأرواح العراقيين وحرماتهم وكرامتهم. وستبقى فضيحة سجن ابي غريب وصمة عار في جبين الوجه الحقيقي القبيح لشعارات حقوق الانسان والديمقراطية الامريكية.

ولولا موقف القيادة الإسلامية متمثلا بالإمام الخامنئي وموقف المرجعية الدينية وموقف العراقيين الرافض للاحتلال والداعم لمقاومته بما مكنها من الانبثاق والتصدي للاحتلال لبقى الاحتلال جاثما على صدر العراقيين قرونا متمادية من الزمن بل ولتمدد على بقية دول المنطقة وقواها الممانعة. نعم، لقد كان للضربات الموجعة لمقاومة الشعب العراقي الإسلامية الدور الأكبر والاساس في انهاء وجود الاحتلال الأمريكي البريطاني للعراق واجباره على الانسحاب خائبا ذليلا وافشال مشروعه في شرق أوسط الصهاينة وقوى الرجعية المتخاذلة والذليلة والمهادنة.

ولم يكن شعبنا يعاني من الاحتلال وضياع الدولة فقط بل كانت الهجمة العنيفة والشرسة للإرهاب التكفيري تمثل وجها اخر من وجوه المؤامرة على هذا الشعب المظلوم. فقد عمل الحلف المتكون من أمريكا والصهاينة وال سعود وبعض أنظمة الدول الأخرى على جمع شذاذ الآفاق من الوهابيين التكفيريين الذين أعلنوا حرب إبادة على الشعب العراقي حتى صارت مشاهد التفجير والتدمير والقتل والتهجير هي المشهد اليومي في العراق في جرائم لا تقل وحشية عن جرائم الاحتلال. حتى راح ضحية هذا الإرهاب مئات الالاف من أبناء شعبنا المظلوم في الأسواق والمساجد والحسينيات والشوارع والمدارس ولم يستثن احدا في ارهابه, سنيا ولا شيعيا, مسيحيا ولا ايزيديا ولا غيرهم. وها نحن في هذه الأيام نطوي اخر حلقات هذا الإرهاب الاعمى المتمثلة بداعش ولعلها ليست الأخيرة. ولذلك طالبنا ونطالب بقانون جاستا عراقي على غرار قانون جاستا الأمريكي، أي العدالة ضد رعاة الإرهاب.

اننا لا يمكن ان نثق ونطمأن الى اليد الممدودة والضحكات الصفراء لحكام ال سعود ونحن نرى استمرارهم في حربهم الظالمة التي يشنونها بمباركة ودعم من أمريكا والصهاينة على الشعب اليمني المظلوم ... والمجازر الوحشية التي ترتكب كل يوم بحق هذا الشعب من قبل حكام ال سعود المجرمين وسط صمت القبور وغياب الضمير الذي تعيشه المنظمات الإنسانية والحقوقية العالمية.

كيف لنا ان نثق بهذه اليد الممدودة ودعوى تصحيح المسار والسياسة الجديدة للمملكة ونحن نرى استمرار هؤلاء الحكام في سياسة دعم النظام الخليفي في البحرين ومشاركته في جريمة الإبادة الجماعية التي يرتكبها ضد شعبه الأعزل المسالم والإجراءات التعسفية لهذا النظام المهزوم الذي لن يكون مصيره الا كمصير من سبقه من الطواغيت الذين حكموا شعوبهم بالحديد والنار، وما مصير صدام الطاغية عنه ببعيد.

كيف لنا ان نضع أيدينا بأيدي ابن سلمان وهو يطلع علينا اليوم بتصريحاته التي يعترف فيها بحق الكيان اللقيط للصهاينة الغاصبين في ارض فلسطين العروبة والإسلام؟! فهل هذه هي السياسة الجديدة للمملكة؟! هل سياستهم الجديدة بعد ان حل تاريخ نفاذ الوهابية وصدر قرار رميها في مزبلة التاريخ ان تمنح فلسطين للصهاينة وان تمنح خيرات المسلمين والعرب بمئات المليارات للسيد الأمريكي كأجور لحماية حكم آل سعود من السقوط واستمرار تسلطهم على رقاب وخيرات المسلمين؟!

كيف لنا ان نضع أيدينا بأيدي هؤلاء الخونة لامتهم وبلدانهم؟! كلا وألف كلا، فالعراقيون الغيارى لن يسمحوا لاحد من الساسة ان يتسبب في ان يكتب في تاريخ العراق هذا العار والخيانة للامة ومبادئها وشهدائها. ومادام هؤلاء الحكام على هذا النهج من الخيانة للامة وقضاياها وما داموا اشداءا على المؤمنين رحماءا مع الكفار سيبقى الشعار (الموت لآل سعود).

وفي ذكرى الاحتلال وذكرى انطلاق المقاومة الإسلامية نقول للرئيس الأمريكي (الكاوبوي) الجديد ونحن نستمع الى هذا المعتوه المتعجرف وهو يتحدث بكل صلافة واستهتار عن العودة الى العراق واخذ النفط العراقي وبدأ وبذريعة محاربة صنيعتهم داعش بزيادة عديد قواته في العراق ... نقول لهذا الاحمق: هل كنت مخمورا عندما عادوا الجنود الامريكان مهزومين من العراق، فلم تر كيف عادوا؟!

أ لم يخبرك قادة هذا الجيش عما لاقوه على ايدي رجال الله في المقاومة الإسلامية؟ وكيف كانوا يختبئون كالجرذان او يبكون كالنسوان، حتى أدمنوا العلاجات النفسية؟!

أ لم يطلعك مستشاروك على عديد قتلاهم ومعاقيهم والفارين منهم وعلى آلتك العسكرية الضخمة ودبابات الابرامز فخر الصناعة الامريكية كيف تحولت الى علب من الصفيح المشتعل في شوارع بغداد؟!

إن لم يخبرك هؤلاء فنحن نخبرك عن بأسنا ونقول لك أنك إن فكرت ان ترتكب حماقة العودة فوالله لتجدن في العراق اسودا ترقص على طبول الحرب مع أمريكا ولتجدن رجالا يعشقون ميادين القتال أكثر مما تعشق انت وجنودك الحياة وزينتها.

أيها الاخرق الاحمق ان رسالة المقاومة الإسلامية لك ولجيشك : ان عدتم عدنا ووجدتم منا باسا اشد من ذي قبل ومواجهة اقسى من السابق، سنذيقكم فيها مر الهزيمة وهوان الانسحاب. وان كنتم في المواجهة السابقة قد حملتم جنودكم في الاف النعوش فأننا في هذه المرة لن نبقي لكم منهم ما تحملونه في النعوش. ونحن اليوم اشد باسا واقوى عزيمة واكثر عددا وعدة وخبرة والله معنا ودماء الشهداء تمدنا وشعبنا يدعمنا وامامنا علمنا في مراحل المواجهة المصيرية ان نرفع النداء : الا وان الدعي بن الدعي قد ركز بين اثنتين : بين السلة والذلة , وهيهات منا الذلة .

 

اترك تعلیق

آخر الاخبار