في الوقت الذي اكدت فيه الامم المتحدة، انها غير معنية بالقرارات الامريكية بشأن ادراج كتائب حزب الله على لائحة الارهاب الامريكي، عبرت الاخيرة عن رفضها لتواجد قوات اجنبية على الاراضي العراقية سواء كانت امريكية او تابعة لحلف الناتو.
جاء ذلك خلال استقبال أعضاء المكتب السياسي لكتائب حزب الله " محمد محي، ومصطفى الدراجي"، والمتحدث العسكري "جعفر الحسيني"، لوفد من الامم المتحدة ممثلا بمدير مكتب الشؤون السياسية لبعثة "يونامي"، والمستشارة السياسية "رتشيل اوهانين" للتعزية باستشهاد ثلة من المجاهدين جراء القصف الصهيو امريكي على الحدود العراقية السورية ومناقشة الوضع السياسي والعسكري والأمني في العراق.
وقال عضو المكتب السياسي للكتائب محمد محي للوفد الاممي ان " أمريكا تتبنى سياسة الفوضى الخلاقة في المنطقة لتشكيلها وفق رؤيتها"، متهم امريكا" بالسعي لزعزعة استقرار العراق والمنطقة لادامة زخم تدخلها لحماية الكيان الصهيوني الذي يرفضه العراقيون وفق عقيدتهم وفكرهم وباختلاف توجهاتهم".
واضاف ان "امريكا تقف بوجه كل من يهدد الكيان الصهيوني لذلك اخذت اليوم تشن الحرب على الجميع بما فيهم حلفاءها من اوربا وروسيا والصين"، مبينا ان " أمريكا خاضت قرابة 200 حرب وهي مستمرة فيها حتى تتفكك وتنتهي".
وتابع ان "بقاء القوات الامريكية في العراق ليس بيد السيد العبادي وانما بيد البرلمان العراقي الذي اصدر قراره الصريح والواضح قبل فترة والذي الزم رئيس الوزراء بجدولة الانسحاب الامريكي والغربي من العراق".
واكد : نحن لسنا بحاجة الى جنود او تدريب، وكما نرفض تواجد امريكا في البلاد نرفض قوات حلف الناتو"، مشيرا الى ان "تواجد المدربين الاجانب يجب ان يحظى بموافقة البرلمان لانه يمثل إرادة الشعب، ومعادلة التدريب ترتبط دائماً بالتسليح"، متسائلا: أين الجدية بدعم العراق عندما يتم إيقاف عقود التسليح المدفوعة منذ سنوات بالوقت الذي تغلف الأطراف المختلفة تواجدها وفق حجة التدريب ؟".
وعن الحرب مع داعش، اوضح ان "هناك جيوب لداعش في مناطق مختلفة، بالاضافة الى خلايا داعشية عادت بعد تحرير المدن تحت مظلة النازحين"، معلنا عن " جهود امنية بالاشتراك مع فصائل الحشد الشعبي لمنع تفريخ فئة جديدة من داعش برعاية أمريكية"، كاشفا عن " تحرك لداعش باتجاه الأرض العراقية بعد تقدم الجيش السوري".
واستدرك محي :"الكتائب وبقية الفصائل تعمل على قطع الطريق على داعش لمنعهم من العودة للعراق عبر الحدود مع سوريا".
وعن الاوضاع في سوريا، اشار الى ان "الوضع في ادلب السورية مختلف جداً وفيها اعداد مختلفة من الفصائل المسلحة، الامر الذي يجعل هناك حاجة لمزيد من الوقت، لاسيما ان قوات سوريا الديمقراطية موجودة على الحدود العراقية وهي جزء من المشكلة"، مؤكدا " عدم وجود تنسيق مع اكراد سوريا وعدم السماح لهم بالمرور"، منوها الى" التواجد في سوريا وحجمه تحدده القيادة السورية".
وزاد محي ان " إسرائيل بعد ان رأت ان الجيش السوري قادر على التمدد اكثر، عمدت الى محاولة العودة لحدود فض الاشتباك عام 1974"، موضحا ان" الصراع في المنطقة معقد جدا وفي حالة تصاعد، خاصة بعد نزول امريكا واسرائيل الى الساحة بشكل مباشر عقب هزيمة وكلائهم".
وفيما يخص الجانب السياسي والانتخابات، لفتت الكتائب الى ان " العراق فيه اكثر من جنبه تؤثر على أوضاعه السياسية، يرافقه خوفا امريكيا ومن يدور في فلكها من القوى الصاعدة والمحسوبة على الحشد الشعبي كونهم يرون فيه خطرا من شأنه ان يضع حدا للتدخل الأمريكي في العراق".
وعبر محي عن " اسفه لاعتماد العملية السياسية في البلاد على الاطار المحاصصاتي في تشكيل الحكومة نظرا لعدم امكانية تجاوز أي من الاطياف العراقي على اختلاف مشاربها".
واشار الى "حدوث تغير في الواقع السياسي بعد دخول القوى المسلحة التي دافعت عن العراق وتركت السلاح بعد انتفاء الحاجة وشاركت في العمل السياسي لتحقيق انجاز سياسي يوازي الانجاز العسكري الذي حققته".
واستدرك بالقول: نحن لم نشترك بالانتخابات بشكل مباشر ولكن دعمنا القوى التي نتلمس فيها خيرا للعراق، والمشهد السياسي يمتاز بالتعقيد، وما يؤكد ذلك الصعوبة التي تواجهها القوى السياسية في تحديد شخصية مناسبة لتولية مسؤولية رئاسة الوزراء للحكومة المقبلة، ياتي ذلك نتيجة التحالفات السياسية الصغيرة التي انتجتها الانتخابات النيابية"، معلنا" دعم الكتائب لكل شخص قادر وطني ومهني قادر على حماية العراق ولا ينصاع للإرادة الامريكية".
ونوه محي الى ان " الثيمة الأساسية للانتخابات هي صعود القوى المقاومة للوجود الأمريكي ومنها الفتح وسائرون (تحديداً انصار السيد مقتدى الصدر)، الامر الذي تراه الإدارة الامريكية مصدر قلق على وجودها في العراق"، مؤكدا ان "فصائل المقاومة تسعى دائما لحفظ الدولة وسيادتها".
وتابع ان " الحكومة المقبلة لا تختلف كثيراً عن الحكومات السابقة بسبب المحاصصة"، مرجح"بقاء الأمور على ما هي عليه مع تغيير بسيط حتى يتمكن الشعب من إيجاد حكومة قادرة على تنفيذ برنامج اصلاح حقيقي"، لافتا الى"وجود متغير واحد جيد يتلخص في بروز تكتل وطني مقاوم من الممكن ان يشكل جدار صد ضد العواصف التي يمكن ان تعصف بالبلاد".
واضح محي في معرض كلامه عن الوحدة الوطنية ان " ايران تعمل منذ عام 2003 على دعم جميع الاطياف وحفظ وحدة البلاد، وما يؤكد ذلك اعتراف مسعود البارزاني بدفاع الجمهورية الاسلامية عن الاكراد ضد عصابات داعش الاجرامية، فضلا عن دفاعها عن السنة والشيعة"، مبينة ان "امريكا تُفسر الصراع بينها وبين القوى الشعبية المقاومة في العراق على انه صراع امريكي – إيراني".
بدوره، قدم مدير مكتب الشؤون السياسية لبعثة (يونامي) مانوج ماثيو "التعازي لكتائب حزب الله باستشهاد ثلة من مجاهديها على الحدود العراقية مع سوريا"، مؤكدا ان "الامم المتحدة غير معنية بالاتهامات الامريكية ضد الكتائب ولا تنظر لها كمنظمة إرهابية"، قائلا: "لو كانت الكتائب منظمة ارهابية ما كنا جلسنا معكم كونه مخالفا لمبدأ الأمم المتحدة".
وختم وفد الامم المتحدة زيارته لمكتب كتائب حزب الله في بغداد بـ"الاعراب عن حبه لسوريا، وتمنياته بالاستقرار لها".