بسم الله الرحمن الرحيم
"ومِن النَاسِ مَنْ يَشرِي نَفسَه ابتِغَاءَ مَرضَات اللّه، واللّه رَؤوفٌ بالعِبَاد"
صدق الله العلي العظيم
تلقّينَا ببَالغ الأسَى والأسَف نبَأ رَحِيل العَالِم، والعَابد المُجاهِد، آية الله العُظمَى السّيد محمُود الهَاشمي الشَاهرودي.
ونحنُ إذ نَرفع لإمَام العصْر، ونَائبه وليّ الأمر، والمُحبينَ السّائرينَ عَلى دَرب الجِهاد والتّقوى، دَربِ ذاتِ الشّوكة، ونصْرة المُستضعفين، أسْمى آياتِ العَزاء، نُعزّي أنفُسَنا بهذا البلاء.
لقد كانَ الفَقيد (قُدّس سِره الشريف) رَجلاً فذاً، وعَالِماً نَحريراً، ومنظّراً من الطّراز الأول، ومُجاهداً شجاعاً، كان ساعداً ايمناً لأسْتاذهِ الشّهيد محمد باقر الصدر (رض) ومُمثِلا عنْه لدى الإمام الخميني (رض)، ومُخلصا لقيادة السيد الخامنئي (دام ظله الوارف) سخّر كيانه لثورَة الإمام، وخدمة دولة الإسلام، وقد كان دؤوبا في إسْهامات الدّرس والتّدرِيس والنَظر والإفتَاء.
قلّ نَظيرُه بين الرجالات، ولهذا المُصاب تنحني القامات، وتُنكسُ الرايات، فقد كانَ عَضد الوِلاية، وموته صار مِصداقاً للرّواية: إذا مَات العَالِم ثُلمَ في الإسْلام ثَلمَة لا يَسدّها شَيء.
كانَ أبًا ومَرجعًا ورَاعيًا لحرَكات المَقاومَة والتَحرر، وامتَاز بحمْله للمسؤوليّة في خَط الوَعيّ والمُمانَعة، ومُواجهَة الاسْتِكبَار، وأمواج المُراهقة الفكرية والضلال، حريصاً على الوحدة، صلباً في الذّب عن مَذهبِ أهل البيت (عليهم السلام).
ونحن إذ نُعزي أمّة الإسْلام برحيل هذا العلم الهُمام، نعَاهِده إنّا على مَسيرة الجِهاد باقُون، وفي طَريق الوِلاية سَائرون، ولنَهج الوَعي والبَصيرة ناصِرون، وإنّا لله وإنا إليهِ راجعُون.