بسم الله الرحمن الرحيم
"وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ "
صدق الله العلي العظيم
إن ما قاساه شعبنا العراقي من فقدان للخدمات وصعوبة تأمين المعيشة، ما هو إلا نتيجة للفساد الذي استشرى بعد الاحتلال الأمريكي للبلاد، وتعثر الحكومات في إيجاد الحلول الناجعة لإنصاف المواطن؛ وهذا إنما كان جَراء الأنظمة والقوانين الفاسدة التي تعمد إيجادها العدو الإمريكي والتي سُخرت لتقييد الاقتصاد العراقي وتضييع الثروات ونهبها وحرمان الشعب من مقومات الحياة الحرة الكريمة.
إننا في الوقت الذي نقف فيه بقوة مع المطالب الشعبية، ندعو أبناءنا إلى ضرورة عدم الانجرار إلى بعض المطالب التي ترفعها الأطراف المشبوهة المرتبطة بسفارة الشر الإمريكية والكيان الصهيوني وحكام السعودية، والتي تهدف إلى إشاعة الفوضى وتؤدي إلى إضاعة المطالب الحقة، كما يجب أن تفرز الشعارات التي ترفعها هذه الأطراف والتي تحاول خلط الأوراق وحرف مسار التظاهرات نحو أهداف مشبوهة لا تصب في مصلحة العراق.
كما ينبغي على أبناء شعبنا العزيز ممارسة الدور الحاسم في محاسبة المنظومة السياسية ووضعها أمام مسؤوليتها في تلبية مطالبهم المشروعة، وأن يلتفتوا إلى أن تراكم الفساد في مفاصل الدولة تتحمل مسؤوليته جميع القوى السياسية، سيما الذين عملوا مع الإمريكان في ما يسمى بمجلس الإعمار، والذي وضع أساس الفساد في مرحلة ما بعد الاحتلال، كما يشمل بالخصوص القوى المسيطرة على إقليم كردستان والتي أرهقت واستنزفت ثروات العراق بسيطرتها على النفط وتصديره لصالحها وحرمان الشعب العراقي منه.
إن شعبنا العراقي العزيز يتعرض إلى أزمات متواصلة تحيكها إمريكا وعملاؤها، وقد كانت مؤامرة داعش هي الأخطر، وعادت اليوم تمارس دورا خبيثا في استغلال حق العراقيين بالتظاهر لجرهم نحو التناحر، في الوقت الذي يحتاج فيه شعبنا لمن يلتفت لمطالبه ويلبيها.
إننا نعتقد أن السيد عادل عبد المهدي قد وضع آليات جيدة لتحقيق المطالب، وهو بحاجة إلى تمكين وإسناد من القوى السياسية والفعاليات الشعبية لإنجاحها؛ ونحن في المقاومة الإسلامية كتائب حزب الله كنا وما زلنا على استعداد لنكون طرفا ضامنا بين أبناء شعبنا الأبي والحكومة حتى الوصول إلى ما يرضيهم ويحفظ أمن البلد واستقراره.
ولابد لنا ونحن نعيش هذه الممارسة الشعبية الكبيرة أن نوجه تحذيرنا وإنذارنا لثلاثي الشر الإمريكي الصهيوني السعودي وأدواتهم الرخيصة؛ إننا نعي طبيعة ما تخططون، ولتعلموا أن الفتنة التي تعملون على تأجيجها وإضرام نارها ستحرقكم وتمزق جمعكم، ونقول لكم إن قواعدكم ومصالحكم في العراق والمنطقة ستُدمر وستُحول إلى أثر بعد عين، والله المستعان.