بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
قد لا يكون مفاجئا لشعوب المنطقة ما أقدمت عليه دويلة الإمارات من عقد اتفاقات لإقامة علاقات مباشرة مع الكيان الصهيوني الغاصب لبلاد المسجد الاقصى؛ وهو ما قد يثَـبت لدينا أن دماء العراقيين التي أريقت على يد الإمارتيين جراء دعمهم للعصابات الإجرامية كان من ورائها أيادي صهيونية، وكذلك تدخلها التخريبي المباشر في سوريا واليمن وليبيا إنما كان واجهة لدور صهيوني خبيث في المنطقة.
لقد حذرنا مرارا من تآمر عربان الخليج على القضايا الكبرى، ومنها القضية الفلسطينية، وكان واضحا أن دويلات التآمر كانت تهدف وبدفع أمريكي إلى فرض التطبيع مع الصهاينة، وصولا الى إنهاء قضية فلسطين.
إن التضحيات الجسام التي قدمها الشعب الفلسطيني، والشعوب الإسلامية والعربية التي وقفت إلى جانبه، لا يمكن أن تكون مشروعا للمساومة، كما أن مسؤولية تحرير فلسطين هي مسؤولية جميع الشعوب الإسلامية، وليس من حق دويلات لا تشكل أكثر من محميات، أن تتصرف بما لا يحق لها التصرف به.
ومما لا شك فيه أن أبناء فلسطين، والأمة الإسلامية، وأبناء المقاومة، بصمودهم وثباتهم على الدفاع عن قضيتهم المقدسة، سيُفشلون هذه المشاريع الجبانة، وهو ما يتطلب موقفا حازما من الحكومة العراقية، لا يقل عن قطع العلاقات مع دويلة الإمارات، لخيانتها أهم قضايا الأمة العربية والإسلامية.
إننا في الوقت الذي نؤكد فيه أن تعاملنا مع الإمارات سيكون كتعاملنا مع الكيان الصهيوني؛ نقول: مهما تكالبت قوى الشر والعدوان والخيانة على إنهاء جذوة المقاومة، وإرادتها الثابتة، وعزمها على تحرير فلسطين، فإنها ستصطدم بإرادة لا تلين، وبعزم لا يفتر، وبثبات لا يتزعزع لأبناء أمتنا الإسلامية المؤمنة بوعد الله الصادق؛ بأن القدس لابد أن يُحرر، وأن هذا اليوم قريب، وعندها ستبوء جميع مخططات الأعداء بالخيبة والخسران.