بسم الله الرحمن الرحيم
دأبت الحكومة الحالية على انتهاج سياسات غامضة في علاقاتها مع القوى الخارجية، باتت تثير علامات استفهام كبيرة من قبل أبناء الشعب العراقي وقواه السياسية عن دوافع هذه العلاقات، والأسس التي تُبنى عليها، سيما وأنَّ بعض هذه الأطراف كان لها مواقف سلبية تجاه العراق ونظامه السياسي، وبعضها كان له دور تخريبي، وتآمري مكشوف، وذلك بتدخله المباشر في الشأن العراقي، ودعم المجاميع الإرهابية التي تسببت باستشهاد مئات الآلاف من أبناء شعبنا بالسيارات المفخخة، والمجازر الجماعية، ودعم عصابات داعش التي احتلت مساحات من العراق، في مؤامرة دولية وإقليمية، كادت أنْ تدمر الدولة العراقية وتقسمها.
وقد كان ينبغي على الحكومة العراقية، وجميع القوى السياسية، أنْ تضع معايير مبدئية للتعامل مع الدول والأطراف الخارجية، على أساس مواقفها من هذه المؤامرة، وعدم الانفتاح على أي دولة كان لها دور سلبي في هذه الصفحة التامرية، التي دفع فيها شعبنا العزيز ثمنا غاليا من دماء أبنائه.
فليس من المنطقي إقامة علاقات طبيعية مع مملكة الشر السعودية، والانفتاح عليها، واستقبال مسؤوليها، دون محاسبتها على ما اقترفته بحق شعبنا وبلدنا من جرائم إبادة جماعية، وإرسال آلاف الانتحاريين لتفجير أجسادهم النتنة في مدننا وأسواقنا، ودعم عصابات القاعدة وداعش، وحملات التحريض الطائفي التي كانت تصدر عن مؤسستها الدينية الوهابية الرسمية، ورموزها المعروفة بعدائها لأغلبية الشعب العراقي، والتي تسببت بإحداث شرخ واسع بين المسلمين.
ونحن إذ نستنكر زيارة من تلطخت أيديهم بدماء شعبنا؛ فإننا نتهم الكاظمي وبعض القوى السياسية بالرضوخ للإملاءات الأمريكية، والتفريط بحقوق الشعب العراقي، والاستهانة بدماء الشهداء، وآلام المصابين والمتضررين من جرائم السعودية وعصاباتها، ونرفض رفضا قاطعا أي انفتاح على هذه الدولة، لا يأخذ بنظر الاعتبار تقديمها الاعتذار عن جرائمها التي ارتكبتها بحق العراق، والتبرؤ من فتاوى التحريض الطائفي التي صدرت عن مؤسستها الدينية، وتعويض العراق وعوائل الشهداء والجرحى عما تسببت به المجاميع الإرهابية التي دعمتها ومولتها.
كما أن على القوى السياسية، وكل من تصدر مواقع المسؤولية أن يضع كرامة العراق وشعبه فوق كل اعتبار، وأن لا يضع المصالح الفئوية والشخصية فوق مصلحة وطنه، وإلا فإننا لا نفهم هذا الاندفاع نحو هذه العلاقات إلا خضوعا مذلا ومشبوها للإملاءات الأمريكية، التي تريد وضع العراق في منظومة الدول التي تقيم علاقات مع الكيان الإسرائيلي، لجره إلى هذا المستنقع ووضعه في إطار مرفوض من قبل الشعب وقواه الوطنية الشريفة، ومكافأة المجرمين بفتح أسواقنا لبضائعهم، واستثماراتنا لشركاتهم المشبوهة، بدل محاسبتهم ومعاقبتهم.
إنَّ شعبنا العراقي العزيز الذي ضحى بخيرة شبابه من أبناء القوات الأمنية، والحشد الشعبي، وفصائل المقاومة الإسلامية، ليحرر أرضه، ويعيد السيادة لوطنه، ويحفظ للدولة العراقية كيانها، لا يمكن أن يسمح بتسليم العراق لقمة سائغة للمتآمرين عليه، والحاقدين على شعبه، والذين يخططون ليل نهار لتهديد أمنه، ووحدته الوطنية، وحرمانه من الاستقرار، وسيحاسب كل من يتواطأ مع المحتلين والمتآمرين على حساب الوطن.
المكتب السياسي لكتائب حزب الله
27-08-2020