بسم الله الرحمن الرحيم
السَّلام عَلَى الحُسَيْن، وَعَلَى عَليِّ بْنِ الحُسَيْنِ، وَعَلَى أوْلادِ الحُسَيْنِ، وَعَلَى أصْحابِ الحُسَين.
نعزي إمامنا الحجة بن الحسن (عجل الله فرجه الشريف)، ومراجعنا العظام، والأمة الإسلامية، وشعبنا الحسينيّ الأبي، بهذا المصاب الذي أقرح جفوننا، وأسبل دموعنا، فعلى مثل الحسين فليبك الباكون.
ما زالت كربلاء الحسين (عليه السلام) تمثل الزخم الثوري لكل الشعوب المضطهدة، وينبوع الحرية الذي يفور بالدم، ليسقي المواقف عزة وثباتا، ولو سقطت الأكف والرؤوس في درب الكرامة، ولذا تصدح حناجر الأحرار: (اَشْهَدُ اَنَّكَ لَمْ تَهِنْ وَلَمْ تَنْكُلْ).
لقد عرفنا الحسين ثائراً، وتبعناه منهجها رافضا، وسمعناه صوتا هادرا بالتحدي: أن عبّدوا طريق الرب. فما أجمله من تجلي لمعنى الشهادة ظهر في كربلاء، كربلاء المحراب والخطاب، كربلاء القرآن والقربان، كربلاء العطش الصامد بوجه البطش، كربلاء الجلال والجمال.
لقد خط الحسين بدمه الطاهر على أظلة العرش معاني كرامة الإنسان، وحريته، وحقوقه، وغيرت كربلاء معالم وعي الأمة، لتزرع فيها قيم التضحية، والفداء، ومواجهة الطواغيت؛ لذا تخطت حدود الزمان والمكان، فصارت حاضرة لتفعل فعلها بكل أرض، وكل زمن، مهما اختلفت الألسن، والألوان، والأعراق، وما الثبات الذي يتجلى في غزة واليمن والبحرين ولبنان ونيجيريا إلا رشحات من الطف، وقبسات من حرارة قتل الحسين التي لا تبرد أبدا في قلوب المؤمنين به، والكافرين بالطاغوت -أمريكا- وشمرها -الكيان الصهيوني- ومعسكرهم من دول التطبيع، وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ.