بسم الله الرحمن الرحيم
(قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَن يُصِيبَكُمُ اللَّهُ بِعَذَابٍ مِّنْ عِندِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا فَتَرَبَّصُوا إِنَّا مَعَكُم مُّتَرَبِّصُونَ)
صدق الله العلي العظيم
الحمد لله وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين
الإخوة الحضور، مع حفظ الألقاب والمسميات..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
إن مسيرة المجاهدين في سبيل الله تمر بمحطات تكاملية، تتناثر فيها دماؤهم الطاهرة على أرض المقدسات، لتصنع صرحا من التضحية أبدياً تحت عنوان أحدى الحُسنيين.. فالشهادة عنوان فخر لا يناله إلا من صدق النية لله سبحانه وتعالى..
و(أشرف القتل قتل الشهدآء).
إن المجاهدين هم أولياء الله الذين فتح لهم سبحانه بابا من أبواب الجنة، وأنالهم مرتبة عُليا، لا ينالها إلا ذو حظ عظيم (أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ).
نستذكر في مثل هذا اليوم الأليم على قلب كل حر، كيف تلألأت كواكب في سماء الشهادة، وأرواح كتب لها أن تعرج إلى عليين مع الشهداء والصالحين، إثر الاعتداء الغادر، الذي نفذته أيادي الشر والإجرام الأمريكية على قلاع الجهاد والتضحية، قرابين السيادة في منطقة القائم على الحدود العراقية السورية.
إن الجريمة النكراء بحق مجاهدينا وهم يقفون موقف الحامي والمدافع عن تراب العراق وأمنه، وما أعقبها من اغتيال جبان لقادة النصر، الحاج العظيم قاسم سليماني والحاج الكبير أبو مهدي المهندس ورفاقهما (رضوان الله عليهم)، تثبت بما لا يقبل الشك للعالم وللتاريخ، أن دولة تدعي بديمقراطيتها المزيفة، أنها المدافعة عن حقوق الإنسان، والساعية لتحرر الشعوب، لهي شيطان أكبر يسعى لاضطهاد الشعوب بقتل أبنائها ظلما وعدوانا، وهي الأفعى التي تبث سمومها على شعوب العالم، بما تقترفه يوميا من جرائم بحق الإنسانية.
إن استذكارنا لهذه الجريمة يزيدنا إصرارا على مواصلة الطريق، وبكافة الوسائل، في سبيل الخلاص وتحرير البلاد من كل معتدٍ شرير، ولا سيما الاحتلال الأمريكي بشتى صوره، وهو خيار شرعي، وقانوني، وشعبي، لكل الأحرار في البلاد.
ونُذكر الشعب العراقي، والقيادات السياسية، بضرورة تفعيل قرار مجلس النواب العراقي، القاضي بإخراج القوات الأجنبية من الأراضي العراقية، وفاءً لدماء شهدائنا الأبرار، وجرحانا الأخيار، وعوائلهم الصابرة المضحية.
كما نؤكد على ضرورة تحمل الجهات المختصة مسؤوليتها القانونية والشرعية والاخلاقية في ملاحقة المسؤولين والمنفذين لهذه الجريمة قضائيا لينالوا جزاءهم العادل.
ان مؤامرات اميركا على الشعب العراقي لن تتوقف ومحاولاتها الهيمنة على مقدراته والسيطرة على قراره السياسي لن تنته وهي تعمل على ابتزاز العراق وتكبيله سياسيا وخنقه اقتصاديا واستنزافه امنيا، وابقائه في دوامة الازمات من اجل فرض ارادتها، ولن يقطع دابر هذه المؤامرات الا بالتصدي والمواجهة واعتماد خيار مقاومة الشعب بجميع اشكالها.
عهدا منا لكل قطرة سقطت من دمائكم ... يامن قدمتم أرواحكم قرابين لحماية حدود العراق ومقدساته، أننا نحمل ثأركم على بيارقنا، وصوركم في أحداقنا، وسلاحنا بأكفنا، حتى يتحقق ما ضحيتم من أجله.
الرحمة والخلود لشهداء الإسلام والعراق، والصبر والسلوان لعوائلهم وذويهم، والنصر لرجال المقاومة الإسلامية، والحشد الشعبي المقدس، وقواتنا الأمنية البطلة، والخزي والخسران لمحور الشر الأمريكي وأدواته في المنطقة.
(لِلَّـهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ*بِنَصْرِ اللَّـهِ يَنصُرُ مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ)
المقاومة الإسلامية
كتائب حزب الله
29-12-2022