بمناسبة الذكرى السنوية لانتصارِ الثورة في إيران.. مجلس التعبئة الثقافية: النصر على الاحتلال وداعش جاء بتأييد وإمداد من ايران ليجتاز العراق محنةً كادت تقضي عليه

بسم الله الرحمن الرحيم

(ولَقَدْ أرْسَلْنا مُوسى بِآياتِنا أنْ أخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُماتِ إلى النُّورِ وذَكِّرْهم بِأيّامِ اللَّهِ إنَّ في ذَلِكَ لَآياتٍ لِكُلِّ صَبّارٍ شَكُورٍ)

تمر علينا اليومَ الذكرى الرابعةُ والأربعون لانتصارِ الثورةِ الإسلاميةِ في إيران بقيادةِ الإمامِ العظيم روح الله الموسوي الخميني (قدس سره)، التي نتجت عنها ولادةُ أولِ جمهوريةٍ إسلاميةٍ تحكم على أساسِ نظريةِ ولايةِ الفقيه، وتنطلق من هَدي القرآنِ الكريم وتراثِ أئمةِ أهلِ البيتِ (عليهم السلام)، لتصبحَ بعد ذلك مأوىً لكلِ المستضعفين في العالمِ، ومنارةً للتحرّرِ من هيمنةِ الاستكبارِ العالمي، وأنظمةِ الحكمِ الديكتاتوري التي سيطرت على الحكمِ في البلدانِ الإسلامية.

لقد أعاد الإمامُ الخميني الإسلامَ إلى الواجهةِ ليأخذَ دورَهُ في حياةِ المسلمين، وسعى لتوحّدِ كلمتِهِم، ورصِّ صفوفِهِم، وزرعِ الثقةِ بينهم، وتعزيزِ الإيمانِ بقدراتِهِم، ولذلك قام بدعمِ حركاتِ التحررِ في البلدانِ الإسلاميةِ وغيرِها، وكانت أمَّ القضايا عندهُ القضيةُ الفلسطينيةُ، والقضاءُ على الغدةِ السرطانيةِ في جسدِ الأمةِ متمثلةً بالكيانِ الصهيوني، وتحديدِ العدوِ الأولِ للمسلمين وهو أميركا التي عبّر عنها بالشيطانِ الاكبر.

لقد تكاتفت كلُ الجهودِ الشريرةِ لخنقِ هذا الوليدِ المباركِ في مهدِهِ، بشنِّ حربٍ عليه دامت ثمانيةَ أعوامٍ عجاف، إلا أن الجمهوريةَ الإسلاميةَ خرجت من هذه الحربِ أقوى وأصلب.

ثم بدأت مرحلةٌ جديدةٌ عندما ترجّل فارسُ الميدانِ ورحلَ إلى لقاءِ ربهِ، إذ تصدّر المشهدَ فيها (السيدُ القائدُ علي الخامنئي) ليُكملَ المسيرةَ بحنكةٍ وحكمةٍ وصمودٍ، حيث تحوّلت الجمهوريةُ الإسلاميةُ في عهدِهِ -وعلى الرغمِ من الحصارِ وآثارِ الحربِ- إلى قيادةِ محورِ المقاومةِ العالميةِ ضد قوى الشرِ والهيمنةِ الصهيو- أميركيةِ وأدواتِهِم في المنطقة.

لقد كان نصرُ اللهِ كبيراً على أيدي رجالِ المقاومةِ الإسلاميةِ في العراق، حين أذلّوا ودحروا جيشَ الاحتلالِ الأميركي بما يمتلك من آلةٍ عسكريةٍ جبّارة، والمُصنفِ كأقوى وأكبرِ جيوشِ العالم، وأخرجوه ذليلاً من البلادِ -فضلاً عن انتصاراتِ قوى المحورِ على الأعداءِ في  لبنان وسورية واليمن-  ثم جاء النصرُ المؤزرُ على داعش في معركةِ الدفاعِ عن القيمِ والوطن، بتأييدٍ وإمدادٍ من الجمهوريةِ الإسلاميةِ وقائدِها، ليجتاز العراقُ محنةً كبيرةً كادت تقضي عليه.

ونحن هنا إذ نستذكر هذا اليومَ بعنوانِهِ يوماً من أيامِ الله، ونعمةً كبيرةً من نعمِهِ، نسأله سبحانَهُ أن يديمَها حتى قيامِ حكومةِ العدلِ الإلهي على يدِ مُنقذِ البشريةِ خاتمِ الأوصياءِ المهدي من آلِ محمد (عليهم السلام ).

 

                                                                                                      كتائب حزب الله

                                                                                                    مجلس التعبئة الثقافية

                                                                                                          11-2-2023

 

 

 

 

اترك تعلیق

آخر الاخبار