بسم الله الرحمن الرحيم
(وَٱلَّذِينَ ءَاوَواْ وَّنَصَرُواْ أُوْلَٰئِكَ هُمُ ٱلْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَّهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ)
نتقدم إلى ساحة قدس الرسول الأعظم وآله الكرام (صلوات الله عليهم)، وعموم المؤمنين، بخالص العزاء والمواساة، في ذكرى رحيل ناصرَيّ النبوة الخاتمة، والدين الحق، أبي طالب وأم المؤمنين خديجة الكبرى (عليهما السلام).
لقد كانت وفاتهما في عام واحد مدعاة لتفجع وحزن كبيرين ظهر أثره على نفس النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) فأراد أن يشاركه جميع المسلمين بهذه المصيبة الكبيرة؛ لذا سمى عام رحيلهما عامَ الأحزان.
إن فقد أبي طالب (عليه السلام) مثّل فقدا للقوة المدافعة عن الإسلام الفتي بوجه طغيان الكفر، حتى أمر الله تعالى نبيه أن يخرج بدينه مهاجرا من مكة، فقد مات الناصر، أبو طالب شيخ البطحاء، مؤمن قريش وسيدها. وقد رحل السند، مثال الدعم، والإيمان، والإيثار، والتضحية، أم المؤمنين خديجة (سلام الله عليها) التي آمنت إذ كذّب الناس، ونصرت إذ خذل الآخرون.
ينبغي على شعوب الأمة الإسلامية وهي تستذكر تضحيات هاتين الشخصيتين العظيمتين أن تستلهم دروس الصمود والعطاء منهما لخوض معركة الإسلام المصيرية مع محور القوى الاستكبارية المعاصرة، بقيادة أمريكا والصهيونية ومن يدور في فلكهما من الحكام الخونة لمبادئ الدين الحنيف وقضايا الأمة الإسلامية، وأن لا تمل هذه الشعوب من تقديم كل ما تملك من وسائل مادية ومعنوية لخدمة الإسلام في كل الميادين، خصوصا وأن ساحات المواجهة متعددة؛ منها العسكري، ومنها الثقافي والفكري، والسياسي، والاقتصادي، حتى يحكم الله وهو خير الحاكمين.
كتائب حزب الله
مجلس التعبئة الثقافية
10 رمضان 1444 هـ
1 نيسان 2023 مـ