بسم الله الرحمن الرحيم
نتقدم بأسمى آيات العزاء إلى المقام المقدس لخاتم الأوصياء، المهدي من ال محمد، (عليهم أفضل الصلاة والسلام) وللأمة الإسلامية، وأتباع مدرسة أهل البيت، بحلول ذكرى شهادة الإمام محمد بن علي، جواد الأئمة (عليهم السلام).
لقد شكلت إمامة الإمام محمد بن علي الجواد (عليه السلام) انعطافة في حركة الإمامة الإلهية، حيث تولى الإمامة في سن مبكرة على خلاف ما تعارف عليه أتباع مدرسة الإمامة، وإن كان ذلك نهجا قرآنيا موجودا في حياة الرسل، (يَا يَحْيَىٰ خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ ۖ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا) إلا أن الأمة دخلت في حالة من الأخذ والرد والريب، أسدل عليها علم الإمام الجواد الستار بهيمنته على العلماء، وتحوله إلى مرجعية علمية للأمة في مختلف المجالات.
استثمر الإمام الجواد (عليه السلام) المناظرات التي كان يقيمها الحاكم العباسي له مع علماء المسلمين لإظهار أحقية أهل البيت بالإمامة، وقيادة الأمة، وإدارة الحياة، وبث علومهم، وإحياء منهجهم في الأمة، بالرغم من التضييق الأمني الذي كان يعيشه الإمام، والذي وصل إلى حالة التجسس على كل أفعاله من خلال إكراهه على الزواج من بنت الحاكم العباسي.
وكانت حياة الإمام الجواد (عليه السلام) مليئة بالعطاء العلمي والفكري، مفعمة بالسلوك الإنساني، وكثرة التفاعل مع حاجات الناس، ومساعدة المعوزين، حتى لقب بالجواد، لكثرة ما أسداه من الخير للناس.
تحمل الإمام الجواد (عليه السلام) المسؤولية في الجهاد ومقارعة الظالمين، ونشر الفضيلة، والمطالبة بالحقوق، والحياة الكريمة للأمة، والدفاع عن المظلومين، ولم يخضع للحكومة العباسية الظالمة التي كانت تحاول عزله عن قضايا الأمة المصيرية، إلا أنه أصر على مواصلة طريق الجهاد والمقاومة بكل السبل المتاحة له، حتى قضى شهيدا في سبيل تحقيق تلك الأهداف النبيلة، وهذا هو المطلوب من أتباعه في كل البقاع والأزمان، حتى يحكم الله وهو خير الحاكمين.
كتائب حزب الله
مجلس التعبئة الثقافية
29 ذو القعدة 1444 هــ
18 حزيران 2023 مـ