بسم الله الرحمن الرحيم
أشرقت الزهراء الراضية المرضية، عطية الله تعالى لحبيبه، وزوج وصيه ونجيبه، أم الأئمة، والحجة البالغة على الأمة، التي شعت أنوار ولادتها المباركة على هذا العالم بالخير العميم، بوجودها الطاهر من الدنس، فأزهر عالم الوجود باقتران النبوة والإمامة عبر كيانها الأقدس.
نستنشق عبير ذكرى هذه الإطلالة المشرقة في هذا العام، عام الصبر والجهاد والمقاومة، وهل هناك من يمثل هذه القيم في النساء أكمل من الزهراء!
لقد قضت عمرها الشريف مدافعة عن أركان الدين القويم، وتعبيد درب شريعة الرب الكريم، بدفاعها عن منهج النبوة وحق الإمامة، حتى مضت صديقة شهيدة في سبيل مبادئها، فكانت الرمز والأسوة الحسنة للسائرين على خطها، المتبعين لنهجها.
إن معنى الاتّباع يتجلى اليوم بأبهى صوره، ونحن نعيش تفاصيل معركة الوجود مع قوى الاستكبار العالمي، التي تحاول طمس معالم الإسلام الأصيل، والقضاء على خط الرفض والمقاومة، وما جريمتهم الغادرة في استهداف صناع النصر وقادة المقاومة والفخر -ونحن نعيش ذكرى شهادتهما-إلا دليل واضح على ذلك.
إن كل أساليب التصفية الجسدية التي مارسها ويمارسها الاستكبار العالمي لم تمنع اتساع رقعة المقاومة، فها هي تمتد وتتنامى من فلسطين إلى اليمن، مرورا بلبنان وسوريا والعراق وإيران الإسلام، ولم تزد المقاومين إلا عزة وثباتا.
(إِنَّآ أَعطَينَٰكَ ٱلكَوثَرَ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَٱنحَر إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ ٱلأَبتَرُ).
كتائب حزب الله
مجلس التعبئة الثقافية
١٩ جمادي الآخرة ١٤٤٥ هـ
2 كانون الثاني 2024 مـ