بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
في مِثْلِ هذا اليومِ، المُوافِقِ للثامنِ من شهرِ شوّالٍ، في عامِ ١٣٤٤ للهجرةِ، أقدمتْ زُمْرَةُ بني سعود الوهابيّةُ المُصَنَّعَةُ في مختبراتِ بريطانيا على هَدْمِ قُبُورِ أئمّةِ أهل البيت في البقيعِ، لِتُضافَ هذه الجريمةُ إلى تاريخِهم الحافلِ بِجرائم قَتْلِ المسلمينَ، واستباحةِ دمائِهم، وخيانةِ ثوابِتِهم، والتآمُرِ عليهم، وُصولًا إلى مَنْعِ أيِّ مَظْهَرٍ يُراعي حُرْمَةَ آلِ محمّدٍ (صلواتُ اللهِ عليهم)، أو يُخَلِّدَ تُراثَ النُّبُوّةِ في المدينةِ المُنَوَّرَةِ.
وبهذه المُناسبةِ الأليمةِ، نتوجَّهُ بآياتِ العزاءِ والمُواساةِ إلى البقيّةِ من آلِ محمّدٍ (صلواتُ اللهِ عليهم)، وإلى الإمام الخامنئي ومراجعنا العظام، وكُلِّ عُشّاقِ أهلِ البيتِ (عليهم السلام).
لقد رافَقَتْ تلك الهجمةَ عمليّاتُ إبادةٍ نَفَّذَها آلُ سعودٍ والوهابيّونَ ضدَّ كُلِّ مَن عارَضَهُم من المسلمينَ، في مَشْهَدٍ قاتمٍ حَوَّلَ مياهَ المدينةِ إلى دِماءٍ من كَثْرَةِ القتلِ، كما يَذْكُرُ ذلك بعضُ المؤرِّخينَ في مَقاطِعَ مُشابِهَةٍ في الكثيرِ من تفاصيلِها للجَرائِمِ الّتي ارتكبتْها وريثتُهُم في سَفْكِ الدماءِ والاعتداءِ على المُقَدَّساتِ والأعراضِ، عِصاباتُ داعشَ الإجراميّةُ.
إنّنا إذ نُذَكِّرُ بهذا السِّجِلِّ المُخْزِي لتأريخِ هذه الجماعةِ، وما جرَّتْه وتَجُرُّه على الأُمّةِ الإسلاميّةِ من انكِفاءٍ وخُنوعٍ وتطبيعٍ مع كُلِّ عدوٍّ للإسلامِ، وبُغضٍ وهَدْمٍ ومحاربةٍ لِكُلِّ ما يَتَّصِلُ بسيِّدِ المُرْسَلينَ وأهلِ بيتِه الطّاهرينَ (صلواتُ اللهِ عليهم أجمعين)، نَأْمُلُ أن يُجلّى زيف شِعاراتِ المُوادَعةِ والتَّمَدُّنِ الّتي يَرفَعُ رايتَها صَبِيُّهُم ذو المِنْشارِ، وأبْرَزُ مثال على كَذِبِ دَعْواهُم بَقاءُ القُبُورِ على حالِها بعدَ الهَدْمِ إلى الآنَ، ومَنْعُ تَشييدِها، وحَظْرُ زِيارَتِها، واعتقالُ مَن يَسعى إلى تَعظيمِها، (وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ).
كتائب حزب الله
مجلس التعبئة الثقافية
8 شوال 1446 هـ