بسمه تعالى
(قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُم مِّثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ وَاللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَن يَشَاء إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِّأُولِي الأَبْصَارِ)
قال أمير المؤمنين (ع) : فلما رأى الله صِدقَنا , أَنزل علينا النصر و بعدوِّنا الكبت .
ياشعبنا العراقي المجاهد المنتصر يا أُباة الضيم يامن صنعتم التأريخ الذي يفتخر به جميع العرب و المسلمين حيث هزمتم جيوش الشيطان الأكبر وأذنابهم البريطانيين من قِوى الشر التي سبقتهم بالهزيمة في ملحمة بطولية سنفتخر بها وسيدرسها أبناؤنا ليستلهموا منها معاني التضحية من أجل الكرامة والعزة والاستقلال , لقد إرتكب العدو أكبر حماقة حين أقدم على إحتلال العراق حيث يرقد أَسدُ الله الغالب وشبلهِ أبو الأحرار والأئمة الأطهار (ع) حيث عاصمة بقية الله في أرضه معز الأولياء ومذل الأعداء . أين ما وجد أتباع أهل البيت (ع) لايمكن لأعداء الإسلام العزيز أن يكون لهم موطئ قدم أو يقر لهم قرار , وصوت الإمام الحسين (ع) مازال يهتف بنا , (والله لاأُعطيكم اعطاء الذليل ولاأقِر إقرار العبيد , وشعارنا : هيهات منا الذلة ) , لكن أعداء الإسلام الحمقى جاؤوا إلى معقل الإسلام وحصن أمير المؤمنين وأرادوا إستعبادهم وإذلالهم وليسلبوا عقيدتهم ويستولوا على خيراتهم , فما كان أمام رجال المقاومة الإسلامية كتائب حزب الله وباقي الفصائل الإسلامية المجاهدة الظافرة إلا التصدي لهم بقلوب مؤمنة بنصر الله, قد عضّوا على نواجذهم وأعاروا لله جماجمهم ليصنعوا إسطورة التأريخ الحديث ويُنزلوا بعَدوِهم ألوان الذل والهوان والهزيمة حتى ضاقت عليهم الأرض بما رحبت ولم تسعفهم إستعانتهم بالتكفيريين وبقايا البعث الذين حاولوا أن يحرفوا فوهات بنادق المقاومين من الإحتلال الى صدور إخوانهم العراقيين , لكن بصيرة المقاومة الإسلامية الثاقبة كانت مدركة لمخططات الأعداء . فقد بقيت سواعد المجاهدين تُنزل الضربات الموجعه بفلول العدو بالليل والنهار حتى أذاقته الهزيمة , وجعلته يحسب ألف حساب قبل أن يفكر في تكرار مثل هذه الحماقة . إن إنتصار المقاومة الإسلامية في العراق على الاحتلال كان أكبر وأعظم من الإنتصار الخالد الذي سطره أجدادنا في ثورة العشرين على الاحتلال البريطاني .
وبهذه المناسبة نؤكد على النقاط التالية :
1- إن هذا الإنتصار قد تحقق بفضل قوافل الشهداء والجرحى والأسرى وفصائل المجاهدين الذين صدقوا ماعاهدوا الله عليه وعوائلهم الكريمة التي تحملت وعورة الطريق وخطورة التحدي فسطروا أروع دروس التضحية والكبرياء ليعبدوا لنا طريق النصر والكرامة .
2- لأن الإحتلال لم يقر إقراراً صريحا بالهزيمة وإنما تذرع بالإتفاقية الأمنية للخروج بما تبقى له من ماء وجه , لذا ندعوا أبناء شعبنا كافة إلى توخي الحيطة والحذر في مواجهة مؤامرات المحتلين وعملائهم للمحافظة على الوحدة الوطنية ونبذ الخلافات الطائفية والقومية التي يريد العدو النفوذ من خلالها, وليكن شعارنا جميعا ( الناس صنفان إما أخ لك في الدين أونظير لك في الخلق) .
3- كما تصدى أبناء شعبنا المقاوم الأبي لجيوش الإحتلال البغيضة وأذاقوه الهزائم المرة فإذا ماحاول تكرار تلك الحماقة لأي سبب كان فسيهبّ جميع أبناء الشعب العراقي الغيور لمقارعته ولن يعطى فرصة للإنسحاب .
4- إن من يعمل من أجل أداء تكليفه الشرعي وواجبه الوطني لاينتظر أجراً أو كلمة شكر على ذلك , لذا سوف لن نسعى لنيل أية مكاسب أو مناصب بل سنعمل في خدمة أبناء شعبنا ووطننا بصمتٍ كما عودناهم وسنهتم بالجانب الثقافي والتربوي والإجتماعي والخدمي من خلال دعم المؤسسات والشخصيات المخلصة والنزيهة لمعالجة آثار الإحتلال ومخططاته الرهيبة .
5- بمناسبة هزيمة الإحتلال وشكراً لله على نعمة النصر وإكراماً لشعبنا العظيم وعشائره الأصيلة نعلن العفو عن جميع من أساء للمجاهدين بالقول والفعل - بقدر تعلق الأمر بنا – وندعوا باقي فصائل المقاومة الإسلامية أن تتعالى على الجراح و الظلامات التي لحقت بها إتباعاً لسنة النبي الأكرم (ص) وأهل بيته الأطهار (ع) وحفظاً للوحدة الوطنية.
(فأٌولّئِك عَسَى الله أن يَعْفُوَ عنهم وَكَانَ الله عَفُواً غَفُوراً)