بسم الله الرحمن الرحيم
(وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإثْمِ وَالْعُدْوَان)
صدق الله العلي العظيم
لقد وقفنا مع الشعب السوريّ في مِحَنِه السابقة وسنبقى إلى جانبه حتى يتجاوز مِحنَتَه في هذا الابتلاء الذي ألمّ به، وما زاد من المعاناة إصرار أميركا والغرب على تعاملهم الوحشيّ مع هذا الشعب، وهو يعيش هذه الكارثة الإنسانيّة، فعليكم أن ترفعوا الحصار الظالم عن الشعب السوريّ فضلاً عن رفع أيديكم عن آبار نفطه وغازه ليستثمرها في تجاوز الفاجعة.
ندعو المؤمنين وكل من يستطيع تقديم يد العون والمساعدة إلى الشعب السوريّ المنكوب لتخفيف الأزمة عنه.
أما المتكبر (أردوغان) فنقول له: إن هذه الكارثة التي حلّت بتركيا لم تكن بحساباتك؛ حينما كنتَ تعمل منذ أمد طويل على إبدال الماء بالنفط العراقي، وإنّ الكميات الهائلة المخزونة من الماء –تعادل مئات المليارات من الأطنان اذا ما أضيفت لها خرسانات السدود- التي احتكرتها على الشعب العراقيّ والسوريّ أصبحت وبالاً عليك حين عبثتَ بطبيعة صنع الله بتخزين المياه المُفرِط في غير موضعه -حتى قيل إنه من أسباب الزلازل- بل وتهدّدت (معامل الأمان) لبعض سدودك، وقد يأتي الدور على ما تبقى منها إذا ما بقت مخزونات سدودك المائية؛ فإن أصررتَ على ذلك فسيعاقبك الله والشعب التركيّ وشعوب المنطقة.
وننصحك يا (أردوغان) بالاهتمام بشؤون بلادك؛ وسحب قواتك من شمال العراق وسورية، فالواضح أن آثار هذه الكارثة ستطول، وأن تركيا اليوم أحوج إلى أبنائها في الداخل، وتَذَكّر أنك مهما عَلَوتَ وتجبّرتَ فستبقى محتاجاً إلى الله وجيرانك؛ فاترك في ذاكرتهم أعمالاً حسنةً. الرحمة لضحايا الزلزال والصبر والسلوان لعوائلهم والشفاء العاجل للجرحى.
الأمين العام لكتائب حزب الله
أبو حسين الحميداوي
8-2-2023