بسم الله الرحمن الرحيم
(وَلَئِنْ قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ مُتُّمْ لَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ)
صدق الله العليّ العظيم
بأصدق آيات الفخر والاعتزاز والتسليم بقضاء الله وقدره تزفُّ المقاومة الإسلامية كتائب حزب الله الشهيد القائد قاسم محمد عودة الكعبي (أبو علي)؛ والذي بفقده فقدنا مجاهداً مخلصاً شجاعاً خَبِرَته سوح الوغى، وفعل بالأعداء ما يُدخل السرور في قلوب المؤمنين.
وقد جاءت شهادته -إثر حادث أثناء تأدية الواجب- بعد حياة جهاديّة مشرّفة، وزاخرة بالعمليات النوعيّة التي أذاق بها شهيدنا العزيز جنود الاحتلال الأمريكيّ الويلات منذ الانطلاقة الأولى للمقاومة الإسلاميّة في العراق، وكان يعمل لضرب العدو بصمت ولا يفصح عن غضبه إلا بزمجرة عبواته ورصاصات نيران بندقيته وهي تُذيق المحتلين مرارة الذلّ والخسران، ولم يزل كذلك حتى شهد خروجهم مهزومين مدحورين من عراقنا الأبي عام 2011.
ولم يستكن شهيدنا حين أرادت العصابات التكفيرية تدنيس مقدساتنا؛ إذ ساهم ورفاقه بطردها بعد الاستبسال في الدفاع عنها بمنازلة العقيدة والكرامة، ولم يألُ شهيدنا جهداً في الدفاع عن العراق وأهله حينما استباحت عناصر داعش الإجراميّة أرض الوطن؛ إذ كان من أوائل المجاهدين الذين تصدّوا لهم وحرّروا البلاد من رجسهم.
كان شهيدنا العزيز غصناً مباركاً من عائلة جهادية مَنَّ الله عليها بشرف مقارعة الظالمين؛ حتى أكرمه الله بنيل الشهادة ليلتحق بركب الشهداء رضوان الله عليهم.
فها هي النفس المطمئنة التي لم تركن يوماً إلى الدنيا، ولم تَحِدْ عن درب الجهاد الذي اختاره الله لخاصّة أوليائه منهجاً، ترجعُ إلى ربها رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً.. سائلين المولى عز وجل أن يتغمده بوافر رحمته، ويحشره مع محمد وأهل بيته الطيبين الطاهرين، وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان إنه سميع الدعاء، و(إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ).
.