بسم الله الرحمن الرحيم
إن دوائر الشر الصهيو-أمريكية وأدواتها الخبيثة في المنطقة أمثال السعودية والإمارات هي من أدخلت عصابات داعش الإجرامية عام ٢٠١٤ إلى العراق، وكان غرضها إسقاط نظامه السياسي وتقسيمه إلى كيانات متناحرة، بهدف إعادة احتلاله ونهب ثرواته وإسكات صوت محور المقاومة حفظا لأمن إسرائيل.
وفي الوقت الذي كانت فيه فصائل المقاومة الإسلامية ترص صفوف مجاهديها وتقاتل داعش في أكثر من جبهة لاسيما دفع خطره الذي أصبح قريبا من أسوار بغداد ، صدحت المآذن و نادت المنابر نداء الجهاد الكفائي، هذا النداء الذي قلب فيه اية الله العظمى السيد علي السيستاني (دام ظله) كل المعادلات؛ فأخذت الفصائل تخطط استباقيا لمباغتة محاور مفصلية لأوكاره من جانب، ومن جانب آخر صارت تحتضن طلائع المتطوعين، وتنظم صفوفهم، وتدربهم، لتصل إلى خطوة امتلاك المبادرة، والتي توجت لاحقا بتحرير العراق من رجس الدواعش.
وقد جاءت الصفعة الكبرى لمحور الشر الأمريكي حين بدأت أفواج الشيوخ قبل الشباب تترى بالملايين للتطوع، معلنة استعدادها للتضحية والقتال دفاعا عن الوطن، وصونا للمقدسات، إيذانا بتشكيل نواة الحشد الشعبي. فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا.
إن فتوى الجهاد الكفائي وتشكيل الحشد الشعبي شكلا صدمة غير متوقعة للأعداء، بعد أن توهموا أنهم قريبون من إسقاط المنظومة السياسية، وإعادة تشكيل خارطة العراق وفق أهوائهم ومصالحهم، وهذا ما يفسر حجم العداء الذي يكنه هذا المحور للحشد الشعبي وفصائل المقاومة.
ونحن إذ نستذكر هذه الأيام لا بد لنا أن نتوقف عند جريمة العصر (مجزرة تكريت) التي ارتكبتها بعض العشائر الغادرة بحق آلاف الشباب العُزل، حيث اجتمعت على قتلهم بدم بارد، ونذّكر بضرورة الالتفات إلى أن الأعداء ما زالوا يخططون للانتقام ممن هزم عصابات داعش الوهابية، وعناصر البعث الإجرامية، ونحن على يقين أن محاولاتهم سوف تصطدم بوعي شعبنا وتمسكه بفصائل المقاومة والحشد الشعبي كونها المضحية من أجل كرامته ومقدساته، ولن يسمح للقوى المعادية أن تمس الحشد الشعبي أو تنتقص من تضحياته.
(وَاذْكُرُوا إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُم بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ).
صدق الله العلي العظيم