قال مسؤولون عراقيون إن حالات الاصابة بالسرطان والتشوهات بين المواليد والمشاكل الصحية الاخرى زادت بحدة جراء التلوث البيئي الواسع الناجم عن استخدام الاسلحة على مدار سنوات من العدوان على العراق.
وقال جواد العلي طبيب الأورام في البصرة ثاني أكبر مدينة عراقية قوله إن أنواعاً جديدة من السرطان لم تسجل في العراق قبل العدوان في 2003 كسرطان الألياف والعظام وتشير تلك الحالات بشكل واضح الى الاشعاع كسبب.
وفي مدينة الفلوجة غرب العراق التي شهدت اثنتين من أعنف المعارك بين القوات الامريكية والمسلحين بعد الاحتلال الامريكي للعراق عام 2003 سبب ارتفاع كبير في حالات المواليد الذين يولدون موتى أو مشوهين أو مصابين بالشلل انزعاجاً شديداً للأطباء.
وقال مسؤولون إن هناك الكثير من الوثائق تثبت استخدام اليورانيوم المستنفد في أسلحة القوات الامريكية ولكن من الصعب اثبات وجود صلة بين المعدن المشع والمشاكل الصحية التي يعانيها العراقيون فالمنشات الطبية العراقية محدودة وكان من المستحيل الاحتفاظ باحصاءات صحية دقيقة خلال سنوات الاحتلال.
واذا كان ليس من المعروف مقدار ما استخدمته القوات الامريكية من اليورانيوم المستنفذ في الفلوجة إلا أن الجيش الامريكي استخدم الفوسفور الأبيض الذي يمكن أن يسبب حروقاً بالغة اذا لمس البشرة وذلك لتحديد أهداف أو لاجبار المسلحين على الخروج من مخابئهم.
وبعد مرور خمس سنوات يسجل الأطباء في الفلوجة عدداً غير طبيعي من الأطفال المصابين بأمراض خلقية في القلب وتشوهات الانبوب العصبي الذي يتسبب في نمو غير طبيعي للحبل الشوكي والمخ مما يمكن أن يسبب الشلل والوفاة.
تزايد حالات السرطان والتشوهات بين المواليد في العراق عقب الاحتلال الأمريكي
وقال عبد الستار كاظم مدير مستشفى الفلوجة الرئيسي إن الارتفاع الملحوظ في العيوب الخلقية للمواليد في هذا المستشفى دفع مجلسه إلى تشكيل لجنة خاصة للتحقيق في تلك الحالات وتسجيلها.
وأكد اخصائي في طب الأعصاب لدى الاطفال انه يرى ثلاث أو أربع حالات أسبوعياً لأطفال حديثي الولادة مصابين بعيوب في الانبوب العصبي في الفلوجة والمناطق المحيطة بها وهي منطقة يصل تعداد سكانها الى 675 ألف نسمة.
ومقارنة مع بريطانيا فإن حالات الاصابة بذلك المرض في بريطانيا هي أقل من واحد لكل 1000 طفل علماً أن معظم عمليات الولادة في الفلوجة وحولها تتم في مستشفاها الرئيسي حيث يتم تسجيل ما يصل إلى 30 حالة يوميا تمثل حالات الاصابة بعيب في الانبوب العصبي منها نحو 14 لكل 1000.
وفي البصرة على وجه التحديد التي ضربتها سنوات من الحرب وغرقت في مستنقع من التلوث الزراعي والصناعي يصعب على الاطباء التوصل لأسباب محددة للاصابة بالسرطان.
فقد عاش سكان البصرة لسنوات بين تلال من المعادن الخردة منها أنقاض خلفتها العدوان حيث حملت الرياح غبار صدئها بني اللون إلى منازل العراقيين وطعامهم ورئاتهم.
وقالت بشرى علي من ادارة الوقاية من الاشعاع التابعة لوزارة البيئة إن المعلومات تفيد أن هناك أكثر من 200 كيلومتر مربع من الأراضي جنوبي البصرة تحتوي على مخلفات الحرب بعضها ملوث بيورانيوم مستنفد و هو معدن ثقيل يستخدم في الاسلحة لاختراق المدرعات الثقيلة مثل الدبابات.
ووجد تقرير لجريدة طبية تصدرها جامعة البصرة في 2007 ان نسبة الأطفال الذين يموتون بمرض السرطان في البصرة قفزت بنسبة 65 بالمئة عام 1997 وبنسبة 60 بالمئة عام 2005 مقارنة مع نسبتها عام 1989.