اعترف الرئيس الامريكي الرئيس الأمريكي باراك أوباما في كلمة له وجهها إلى جنود أمريكيين في قاعدة فورت بلس بمدينة إلـ باسو في ولاية تكساس ، قائلاً ان انتهاء العمليات القتالية في العراق ليس إعلان انتصار وانه ما زال هناك الكثير من العمل لإستكمال مهمتنا في العراق.
وإعتبر أوباما في كلمته " أن أمام العراق فرصة لخلق مستقبل أفضل لنفسه وجعل أمريكا أكثر أماناً، واصفا الحرب على العراق بأنها أطول الحروب التي خاضتها الولايات المتحدة.
من جهته قال الجنرال "ريموند أوديرنو" المنتهية مهمته في العراق "بأن بلاده تصرفت بسذاجة في العراق، وأن ما قامت به هناك ربما جعل أمور العراق أكثر سوءا.
واضاف أوديرنو في مقابلته مع صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، "إن الجيش الأميركي تعلم دروسا بـ"الطريقة الصعبة" من خلال تجربته في العراق، مؤكداً " أن الأميركيين دخلوا العراق وهم يجهلون مشاكله والدمار الاجتماعي الذي كان يعانيه، بالاشارة إلى مخلفات الحرب العراقية التي شنها صدام على الجمهورية الاسلامية في ايران وحرب الكويت والعقوبات المفروضة على الشعب العراقي ما بين 1990 و2003 والتي أدت إلى انتشار الفقر والعوز في المجتمع العراقي.
وقال أوديرنو للصحيفة "هاجمنا العراق على الرغم اننا لم نكن نفهمه، وكان ذلك لإسقاط الحكومة "، وردا على سؤال "هل جعلت الولايات المتحدة الأميركية الانقسامات داخل العراق أسوأ مما كانت عليه؟"
قال أوديرنو "لا أدري"، هناك امور كثيرة لم نكن نفهمها، وكان علينا أن نتعلمها.
من جانبه قال وزير الدفاع روبرت غيتس في المؤتمر الوطني لجمعية الفيلق الأمريكي أن هناك الكثير من العمل في العراق لنفعله, وقال ان هذا انتصار مهم ضد ما أسماه بـ الإرهاب، القاعدة في العراق خسرت قادتها في الخارج.
وأوضح غيتس في لقائه مع الصحافيين أن اوباما لم يغير مع ذلك رأيه ولا يزال يعتبر أن الحرب على العراق عام 2003 كان خطأ جسيماً.
يشار الى انه في الوقت الذي كان فيه اوباما مقتنعاً بضرورة سحب قواته وهو اصلاً كان من معارضي ارسالها عام 2003، فإنه في المقابل يعتبر الوجود العسكري في افغانستان مبررا ومرتبطاً بأمن الولايات المتحدة.
الا ان اوباما كان صريحاً حين قال ان بلاده دفعت "ثمنا باهظا"، حيث قتل اكثر من أربعة آلاف جندي وجرح عشرات الآلف من الجنود، مشيرا الى "ان غزو العراق ادى الى انفاق موارد هائلة في الخارج مما يستوجب عادة بناء اقتصادنا واعادة ملايين الاميركين الذين فقدوا وظائفهم (بسبب الازمة المالية) الى العمل ".
ويبقى الأمر الأخطر من الناحية العسكرية وهى أن مزاعم تدريب الجيش العراقي هو أمر بعيداً تماما عن الواقع فواشنطن تمنع تزويده بأسلحة متطورة كما أنها فعلت كل ما في وسعها لمنع العراق من أن يعود قوة عسكرية كبيرة قد تهدد إسرائيل مستقبلا .