نشرت الولايات المتحدة الامريكية فلاما مسيئا لشخص النبي الاكرم محمد صلى الله عليه واله وسلم سموه بـ"براءة المسلمين " وجاء توقيت عرض هذا الفلم في الذكرى الحادية عشر لمسرحية الحادي عشر من أيلول - سبتمبر وعرض الفلم في هذا الوقت لم يكن صدفة ولا يمكن وصفه بأقل من قنبلة طائفية جديدة هدفها تأجيج الصراعات المذهبية في الشرق الأوسط دعما ليهودية إسرائيل ، ولا تنطلي حيلته الا على من يرى أمريكا داعية للسلام والحرية والديمقراطية، أو المستفدين من التعامل مع هذه القوة العالمية كبعض الدول والشخصيات العربية لا سيما الخليجية.
واراد من نشر هذا الفيلم أحداث فتنة جديدة في البلدان العربية كما يحمل أيضا رسالة إلى المجتمع الأمريكي بعد ردود افعال المسلمين مفادها إذا كنتم قد نسيتم أن الإسلام عدو هاجمنا عام 2001، فانظروا الى ما يفعلوه في كل من مصر وليبيا واليمن وتونس وغيرها وهم يقتحمون سفاراتنا وأعلام القاعدة ترفرف فوق رؤوسهم وهتافات الوعد ووعيد الحرق والقتل والانتقام على لسانهم وتتصدر شعاراتهم.
يشار الى ان مراكز صنع القرار والتحكم الأمريكي كانت على دراية جيدة بتداعيات نشر فيلم كهذا مع إمكانية عدم توقعها أن تصل ردة الفعل إلى هذا المستوى الدبلوماسي الرفيع، لكن في المقابل إذا نظرنا نظرة براغماتية إلى تداعيات ما حدث فسنجد أن جنود المارينز في طريقهم إلى ليبيا لحماية المنشآت الدبلوماسية إلى جانب طائرات الاستطلاع وسيتبع ذلك وحدات وشركات أمنية ستحمي عقود إعادة الإعمار ومنابع النفط وخطوط إمداده كما جرى في العراق تماما.
وعليه عندما ستغوص المنطقة في فتنة دينية مصطنعة جديدة، ستعمل الولايات المتحدة على تكرار مسرحية ما بعد تفجيرات أيلول سبتمبر بإظهار العرب والمسلمين على أنهم ضعفاء لا يستطيعون السيطرة على بلدانهم لذا يجب البقاء على أرضهم من أجل حماية المصالح الجيواستراتيجية وعلى رأسها أمن الطاقة وأمن إسرائيل عبر نشر قواعد عسكرية جديدة في منطقة الشرق الأوسط الجديد المنشود.
وقالت وكالة انباء الشرق الاوسط الرسمية (أ ش أ) ان قوات الامن المصرية حذرت المحتجين على فيلم انتج قي امريكا يسيء الى النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم من استمرار الزحف نحو السفارة الامريكية مستخدمة في ذلك مكبرات الصوت كما القت القبض على عدد ممن حاولوا رشق السفارة بالحجارة واطلقت الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين .
يذكر ان لامريكا في القاهرة بعثة دبلوماسية كبيرة مقابل برنامج للمساعدات الامريكية لمصر أعقبت توقيع مصر معاهدة سلام مع اسرائيل في 1979، وتقدم الولايات المتحدة مساعدة عسكرية لمصر قيمتها 1.3 مليار دولار سنويا ومساعدات اخرى.
وقالت السلطات الباكستانية في بيان لها ان "حكومة باكستان تدين بشدة بث فيلم تشهيري في الولايات لمتحدة يتضمن افتراءات على الشخصية الكريمة للنبي "محمد ص". واضاف البيان ان "مثل هذا العمل الشنيع وخصوصا اثناء احياء ذكرى أحداث الحادي عشر من ايلول ، يثير الحقد والخلاف والعداء بين الشعوب والديانات. وان هذا العمل جرح شعور الشعب الباكستاني والمسلمين في العالم أجمع".
من جهة اخرى، قدم رئيس المؤتمر الوطني العام الليبي محمد المقريف اعتذارا للولايات المتحدة والشعب الاميركي بعد مقتل السفير الاميركي في طرابلس وثلاثة موظفين اميركيين آخرين في هجوم استهدف مساء الثلاثاء القنصلية الاميركية في بنغازي (شرق).
وقال المقريف في مؤتمر صحافي " نعتذر للولايات المتحدة وللشعب الاميركي ولكل العالم عما حدث ونحن والحكومة الاميركية نقف في صف واحد في مواجهة هؤلاء المجرمين القتلة"، واصفا الهجوم على القنصلية بـ"الجبان والقذر".
وكانت معلومات صحافية افادت من ليبيا امس بأن السفير الأميركي لدى طرابلس مات اختناقا في الهجوم الذي شنه مسلحون على قنصلية واشنطن في مدينة بنغازي شرق البلاد.وقالت المعلومات إن السفير الأميركي كريس ستيفنز مات اختناقاً جراء الحريق الذي نشب في مبنى القنصلية، وإن هناك حالة استنفار قصوى في بنغازي. وأضافت أن ثلاثة أميركيين آخرين - من بينهم اثنان من المارينز الأميركيين هرعوا لتأمين مبنى القنصلية - لقوا مصرعهم أيضا في الهجوم الذي شنه ليبيون غاضبون احتجاجا على الفيلم المسيء لرسول الإسلام محمد صلى الله عليه واله وسلم.
وقال فدريكو لومباردي المتحدث باسم الفاتيكان ان " التبعات الخطيرة للاهانات والاستفزازات غير المبررة لمشاعر المؤمنين المسلمين تظهر مرة جديدة بوضوح في هذه الايام". واضاف لومباردي في بيان ان هذه الاستفزازات والاهانات " تترتب عليها نتائج مأسوية تعمق بدورها التوترات والحقد وتطلق العنان لاعمال عنف لا يمكن القبول بها ابداً". وأكد ان " الاحترام العميق لمعتقدات ونصوص وشخصيات ورموز مختلف الديانات شرط جوهري للتعايش السلمي بين الشعوب".
على صعيد متصل اعلنت الرئاسة الافغانية امس انها تدين بشدة الفيلم المسيء للاسلام ، مؤكدة ان هذا الفيلم «غير انساني ومهين». واعتبرت كابول في بيان لها ان "هذا العمل المهين اثار مواجهة بين الاديان والثقافات في العالم، انها ضربة وجهت الى السلام والتعايش السلمي"، مؤكدة ان " اهانة المعتقدات والقيم الدينية ليست جزءا من حرية التعبير".
واستنكر حزب الله في لبنان الفيلم بوصفه بالعمل اللا أخلاقي، داعياً لوقفة اسلامية مسيحية على اعلى المستويات بمواجهة الاعتداءات على المقدسات، من المتوقع أن تتفاعل موجة الغضب على امتداد العالم الإسلامي خلال الأيام المقبلة، في ظل دعوات واسعة للتظاهر يومالجمعة المقبل احتجاجاً على إهانة النبي محمد والاستهانة بمشاعر المسلمين.
يذكر ان الممثلة الامريكية "سيندي لي جارسيا" من بيكرسفيلد بولاية كاليفورنيا، لعبت دورا صغيرا في الفيلم كإمرأة تقدم ابنتها الصغيرة للزواج ممن يقوم بدور النبي، وقالت مساء الثلاثاء، في حوار لموقع "gawker" الأمريكي: إنها لم تكن تعرف أنها تشارك في فيلم يسيء لنبي الإسلام عندما قبلت الدور الصيف الماضي، حيث كان عنوان السيناريو الذي قرأته هو "محاربو الصحراء".
واوضحت أن سيناريو الفيلم لم يكن يستند على شيء ديني، بل كان يتحدث عن الحياة في مصر قبل ألفي عام، ولم يكن هناك أي حديث عن الإسلام أو المسلمين، حتى إن اسم محمد، بحسب قولها، لم يكن كذلك، بل كان إسمه مستر جورج.
وعن مؤلف ومخرج الفيلم "سام باسيلي" الذي استخدم إسما مستعار بحسب جارسيا، ويقال إنه إسرائيلي، قالت جارسيا "باسيلي أفهمني أنه مصري، وكان يتحدث العربية لمجموعة من الناس من ذوي البشرة الداكنة ممن كانوا موجودين في موقع التصوير" ، واكدت جارسيا: انها سترفع دعوى قضائية ضد باسيلي".
المصدر: وكالات انباء