تتزايد الاحتجاجات على الصعيدين العربي والإسلامي، تنديداً بالإساءة إلى نبي الرحمة محمد (صلى الله عليه واله وسلم)، في الفيلم الامريكي - الاسرائيلي الذي تسبب في موجة احتجاجات عارمة طافت العديد من الدول العربية والاسلامية. مما أشعل حالة من التوتر السياسي على الصعيد الدولي.
وقد برأت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون حكومة بلادها من التورط في عرض الفلم او دعمه اذ قالت ان الحكومة الامريكية لا علاقة لها بالفيلم المسيء للنبي محمد. وزعمت كلينتون"بالنسبة لنا.. بالنسبة لي شخصيا.. هذا الفيديو مقزز ويستوجب اللوم. يبدو أن له هدفا معيبا بشدة،تشويه سمعة دين عظيم وإثارة الغضب". وقالت كلينتون "نرفض تماما مضمونه ورسالته." بحسب زعمها
وقال الامام قائد الثورة الإسلامية آية الله السيد علي الخامنئي، الجمعة، أن "الفيلم المسيء يُظهر أعداء الإسلام من خلاله كراهيتهم العميقة للمد الإسلامي العالمي المستمر، ويهدف الى إخماد جذوة المشاعر الدينية لدى جيل الشبان المسلمين الصاعد".
ودعا سماحته - في بيان صدر عبر وسائل إعلام رسمية - الولايات المتحدة الى معاقبة منتجي الفيلم المسيء للنبي محمد صلى الله عليه واله وسلم، واضاف سماحته " إذا كان المسؤولون الأمريكيون صادقين في زعمهم بأنهم ليس لهم صلة بهذا الفيلم، فإنه يجب عليهم معاقبة جميع العناصر التي تقف وراء تلك الجريمة القبيحة للغاية". وتابع سماحة الامام الخامنئي ، " المتهمون الرئيسيون وراء تلك الجريمة البغيضة التي كسرت قلوب المسلمين في مختلف أنحاء العالم هم الحكومة الأمريكية والصهاينة".
وأصدر حزب الله اللبناني بيانا قال فيه ، " إن الفيلم الذي عرض في الولايات المتحدة مؤخراً بتمويل من شخصيات يهودية وأقباط متطرفين مصريين، وجرى التعرض فيه لشخصية الرسول الأكرم محمد (صلى الله عليه وآله)، هو عمل لا أخلاقي يمثل أعلى درجات العدوان على أرفع حق من حقوق الإنسان المتمثلة باحترام معتقداته ومقدساته فضلاً عن احترام مشاعره". كما هو عمل مشبوه يقف وراءه ممولون من غلاة ومتطرفين أقباط ويهود، يستهدف تغذية نار الكراهية، ورفع منسوب التوتر بين المسلمين والأقباط في مصر لاستدراجهم إلى الفتنة الملعونة، ما يؤكد بأن هذه الأعمال هي ترجمة لسياسات مرسومة، وليست تعبيراً عن حالات فردية، تعكس الموقف الحقيقي للحلف الصهيو ـ أميركي من الإسلام والمسلمين. وفي هذا الإطار، فإن بيانات الشجب الرسمية الأميركية لم تعد تنطلي على أحد.
وتساءل البيان ، " هنا لنا أن نتساءل، أين هي الجامعة العربية ؟ وأين هي منظمة التعاون الإسلامي؟ وأين هي الشعوب الإسلامية من هذه الإساءات المتكررة؟ فضلاً عن منظمات حقوق الإنسان، والأمم المتحدة المطالبة مطالبة اليوم بإصدار قوانين تجرم أعمالاً كهذه أسوة بالقوانين التي تجرّم معاداة السامية. ونحن اليوم بحاجة إلى وقفة إسلامية ـ مسيحية على أعلى المستويات تدفع بهذا الاتجاه.
من جهته، ندد نائب الأمين العام لحزب الله «الشيخ نعيم قاسم» بالفيلم الأميركي المسيء للرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) ، لافتاً إلي أن المستكبرين يعتمدون معايير مزدوجة حيال مسألة حرية التعبير، ومحملاً الإدارة الأميركية مسؤولية الإساءات الموجهة لمقدسات المسلمين.
وقال الشيخ قاسم في احتفال تربوي مساء الاربعاء في الضاحية الجنوبية لبيروت: "اليوم يتحرك عدد من المسلمين في أنحاء مختلفة من العالم ضد فيلم يسيء إلى الرسول (صلى الله عليه وآله)، ويقف خلف هذا الفيلم الصهاينة والقس الأميركي «جونز»، وكان في كل مرة تتم المطالبة من المسلمين أن أوقفوا هذا القس الذي يهين مقدسات المسلمين ويحرق القرآن، يقولون: هذه حرية رأي ولا نستطيع أن نتدخل، لماذا إذاً تجرمون في فرنسا وأميركا من يقول بأن الهولوكوست لم تكن موجودة وتدخلونه السجن، وتمنعونه من الحقوق المدنية، وتعتبرونه ضد السامية لقصة تاريخية فيها نقاش، ولا تحترمون مليارا وستمائة مليون مسلم علي امتداد المعمورة يؤمنون بالقرآن ويعتبرونه كتابهم المقدس؟".
وأضاف الشيخ قاسم: إن "الإدارة الأميركية تتحمل مسؤولية هذا الاستهتار، وإذا كانوا يظنون أنهم إذا تركوا مثل هذه الأعمال أو الرسوم الكاريكاتورية أو الكتابات الفاسدة أو الأفلام المزورة يمكنها أن تؤثر علي إيمان وشخصية المسلمين، بالعكس هذا يؤدي إلي المزيد من التعصب، ويُدخل الأمور في مأزقٍ لا يستطيع أحد أن يتخلص منه بعد ذلك".
من جهته نددت مملكة السعودية بالاحتجاجات العنيفة المعادية للولايات المتحدة فى بعض دول الشرق الأوسط والاضرار بمصالحها . وقالت وكالة الأنباء السعودية، نقلا عن مسئول رفيع، إن "المملكة العربية السعودية أعربت عن عزائها ومواساتها للولايات المتحدة الأمريكية فى ضحايا أعمال العنف فى ليبيا التى استهدفت القنصلية الأمريكية فى بنغازى". كما استنكرت السعودية ما وصفتها "بقيام مجموعة غير مسئولة فى الولايات المتحدة الأمريكية بإنتاج فيلم مسىء للرسول محمد ص"، ونددت بردود الفعل العنيفة التى وقعت فى عدد من الدول ضد المصالح الأمريكية.
وأدان الرئيس محمد مرسي الخميس، الفيلم المسيء للرسول الكريم صلى الله عليه واله وسلم، مؤكدًا أن الرسول الكريم خط أحمر، لا يجوز المساس به. جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده مرسي مع رئيس المفوضية الأوروبية خوسيه باروسو، في أول زيارة يقوم بها مرسي لأوروبا منذ أن أصبح رئيسًا لمصر.
وقال مرسي: "إنَّ المقدسات الإسلامية والرسول ص، خط أحمر بالنسبة لنا جميعا نحن المسلمون، وأن المصريين جميعا يرفضون أي نوع من أنواع التعدي أو الإساءة إلى الرسول ص، الذي نفديه كلنا بكل أرواحنا ومُهَج قلوبنا". وطالب مرسي المصريين بمراعاة ذلك، وأن يحترموا القانون، وألا يعتدوا على السفارات أو القنصليات أو البعثات الدبلوماسية، أو الممتلكات المصرية الخاصة والعامة أو غير المصرية.
وأكدت باكستان استنكارها لعرض الفلم المسيء للإسلام الذي أثار ردة فعل عنيفة تسببت في مقتل 4 دبلوماسيين أمريكيين في هجوم على القنصلية الأمريكية بليبيا. وبين بيان صادر عن وزارة الخارجية الباكستانية مساء أمس، أن باكستان تدين بشدة بث فيلم تشهيري في الولايات المتحدة يتضمن افتراءات على شخصية الرسول ص.
وأضاف أن نشر مثل هذا الفلم الشنيع في ذكرى أحداث الـ11 من شهر سبتمبر من شأنه أن يثير الحقد والخلاف والعداء بين الشعوب والثقافات، لافتا إلى أن هذا العمل المتطرف جرح مشاعر الشعب الباكستاني والمسلمين حول العالم.
وطالب إسماعيل هنية رئيس حكومة حماس بغزة الخميس، الإدارة الأمريكية بالاعتذار للأمة الإسلامية عن الفيلم المسىء للإسلام. وقال فى تصريحات له يجب على الإدارة الأمريكية أن تدرك أن هذا الفعل يمكن أن يفجر ثورة فى العالم العربى والإسلامى نصرة للرسول صلى الله عليه وسلم، وتظاهر مئات الفلسطينيين بقطاع غزة الخميس فى ساحة المجلس التشريعى بمدينة غزة احتجاجا على الفيلم الأمريكى المسىء للإسلام، مطالبين بمقاطعة البضائع الأمريكية، ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها: "كلنا فداك يا رسول الله"، و"أين أنتم يا مسلمون ممن أساء لنبيكم".
وأدانت طائفة الأقباط الأدفنتست بمصر الفيلم المسيء إلى الرسول الكريم محمد (صلي)، مشيرةً إلى أنه مؤذي لمشاعر المسلمين والمسيحيين على حد سواء. وقالت الطائفة - فى بيان أصدرته الخميس "إن إنتاج هذا الفيلم من صنع قلة لا تعرف معنى الحب والمسئولية والاحترام، ونحن كطائفة منضمين ومتضامنين ونرفض مع إخواتنا المسلمين الذى يجمعنا الحب والاحترام كل الإساءة للأديان ورموزها المقدسة.. حفظ الله القدير مصر الغالية".
وشهدت بغداد والبصرة والنجف والكوت والناصرية وديالى الخميس مظاهرات تنديدا بفيلم "براءة المسلمين" المسيء للنبي محمد ص، شارك فيها الالاف من انصار السيد مقتدى الصدر رفعوا صورا للصدر وأحرقوا الأعلام الأميركية. وردد المتظاهرون هتافات مناهضة للولايات المتحدة، داعين الحكومة العراقية إلى إغلاق السفارة الأميركية.
ووزع خلال التظاهرة بيان صادر عن مكتب الصدر طالب فيه "الحكومة العراقية باستدعاء السفير الاميركي في بغداد، وعدم استقبال الضيوف او اي زائر اميركي في العراق". وطالب البيان ايضا "مجلس النواب العراقي بسن قانون يمنع التعامل مع دول كهذه تسيء للاسلام وللرسول الاكرم"، ودعا "الحكومة العراقية الى إغلاق السفارة الاميركية وتقديم اعتذار من الحكومة الاميركية الى الامة العربية والاسلامية". داعيا "المؤسسة الدينية المسيحية الى ردع هذه التصرفات ومنعها" ، ورافقت التظاهرة اجراءات امنية مشددة من قبل الشرطة. بحسب ما نقلته وكالات الانباء
وحذر الشيخ عبد المهدي الكربلائي ممثل المرجع اية الله علي السيستاني في خطبة الجمعة من ان "هذه الاساءات المتكررة يمكن ان تهدد التعايش السلمي خاصة لدى الشعوب الخليطة". لكنه رفض اعمال العنف في عدد من الدول العربية الاسلامية قائلا "يتحتم علينا التحلي بالخلق الكريم وحسن التعايش مع الديانات الاخرى ليعرف هؤلاء مدى بشاعة الجناية التي ارتكبوها "
واقتحم مسلحون مبنى السفارة الأمريكية في صنعاء الخميس، خلال المظاهرات التي تشهدها العاصمة اليمنية، احتجاجاً على الفيلم الأمريكي المسيء للرسول صلى الله عليه واله وسلم. وأسفرت الموجهات بين المتظاهرين وقوات الأمن والشرطة عن مقتل شخصاً وإصابة خمسة آخرين، خلال محاولة السلطات تفريق المحتجين.
كما يشهد محيط السفارة الأمريكية بالقاهرة اشتباكات مستمرة بين قوات الشرطة التي تحاول منع متظاهرين من اقتحام المبنى مجدداً كما فعلوا أول أمس ونزعوا العلم الأمريكي ورفعوا علم كُتب عليه "لا إله الله محمد رسول الله"، احتجاجاً على الفيلم ذاته المسيء للإسلام. بحسب ما نقلته وكالات الانباء
ولم تتوقف المظاهرات والإحتجاجات ضد الفيلم المسيء للرسول على دول ما يسمى بالربيع العربي فقط، بل إمتدت هذه المظاهرات حتى وصلت إلى اسرائيل، متزامنة مع المظاهرات التى إجتاحت ليبيا ومصر واليمن والعراق.
ذكرت صحيفة " يديعوت أحرونوت " الإسرائيلية أنه تجمع ظهر الخميس أكثر من 100 عربي أمام السفارة الأمريكية فى تل أبيب ينددون بالفيلم المسيء للرسول.
وأعرب العضو العربي بالكنيست الإسرائيلي " طلب الصانع " رئيس الحزب الديمقراطي العربي ورئيس كتلة القائمة العربية الموحدة للتغيير عن إستنكاره للفيلم المسىء للرسول، محذرا من تداعيات ذلك "
وقال الصانع ليديعوت " الذين يقفون وراء هذا الفيلم يلعبون بالنار، لقد وصل الحد بهم للاساءة للنبى محمد الذى له قيمة عالية عند المسلمين ويمثل كرامتهم وهويتهم "، وإتهم الصانع بعض العناصر الصهيونية بالوقوف وراء الفيلم المسىء للرسول نظرا لكراهيتهم للإسلام.
وأضاف رئيس الحزب العربى الديمقراطى " هذا الفيلم يجرح مشاعر أكثر من مليار مسلم فى العالم "، وقد شارك فى المظاهرات االعديد من السياسيين العرب فى اسرائيل على رأسهم نائب الكنيست أحمد الطيبى، والذى كذلك أعرب عن رفضة للفيلم المسىء للرسول الذى تسبب فى إشعال النيران داخل الدول العربية " هذا الفيلم هدفه إشعال النيران ".
وحسب ما ذكرته الصحيفة الإسرائيلية فإن المتظاهرين قاموا بحمل بعض اللافتات التى تندد بالفيلم، كذلك رفع المتظاهرين بعض الأعلام مكتوب عليها بعض العبارات مثل " نحبك يا رسول الله "، " دماؤنا وأرواحنا فداك يا رسول الله ".
وقامت يديعوت بعقد لقاءات مع عدد من المشاركين فى المظاهرة، حيث عبروا عن رفضهم للفيلم " لن نسكت عن أى ضرر لإسم النبى محمد أو الإسلام وسوف نواصل المسيرات والمظاهرات فى كل أنحاء الوسط العربي، حتى نعطي رسالة توضح إعتراضا على الفيلم الذى أساء للنبي والاسلام"، وقال الشيخ مؤيد العقبي ليديعوت " هذه المظاهرة تأتى للتنديد بالجريمة التي قامت بالإساءة للاسم النقي ".