الثورة الحسينية هي قضية الحق والعدل والحرية ومواجهة الظلم وعدم اغتصاب حقوق الناس وعدم الفساد، وكلها مفاهيم لا تخص المسيحيين ولا الشيعة ولا السنة ولا البوذيين، بل تخص كل الناس دون استثناء اذن هي قضية إنسانية عامة وشاملة ، كيف لا وقد قيل فيها من المفكرين المسيحيين ما لم يقله الاغلب من المسلمين أنفسهم، وفي مقدّمة هؤلاء "أنطوان بارا"، صاحب مقولة "لو كان الحسين منا لنشرنا له في كل أرض راية، ولأقمنا له في كل أرض منبر، ولدعونا الناس إلى المسيحية بإسم الحسين" ، وقال الزعيم الهندي المهاتما غاندي أنه تعلّم منه كيف يكون مظلوما فينتصر، والذي تنطوي مأساته على أسمى معاني الاستشهاد في سبيل العدل الاجتماعي كما يقول الباحث الانجليزي جون أشر، والذي قدّم أبلغ شهادة في تاريخ الإنسانية وارتفع بمأساته إلى مستوى البطولة الفذة كما يقول الآثاري الإنكليزي وليم لوفتس.
هكذا هي عاشوراء سيرة إنسانية بالدرحة الأولى، جسّدتها عبارات الإمام الحسين عليه السلام نفسه حين انطلق ليؤسس معالم الاصلاح في البلاد، ويحقق العدل الاجتماعي بين الناس، اذ قال عليه السلام : "وإني لم أخرج أشِراً ولا بطراً، ولا مُفسِداً ولا ظالماً، وإنما خَرجتُ لطلب الإصلاح في أمة جَدِّي محمد صلى الله عليه وآله".. "إِنِّي لا أرَى المَوتَ إلا سَعادةً، وَالحَياةَ مَع الظالمين إِلاَّ بَرَماً".. "لا وَالله، لا أُعطِيكُم بِيَدي إعطَاءَ الذَّليل، وَلا أفِرُّ فِرارَ العَبيد".. "هيْهَات مِنَّا الذِّلَّة، يَأبى اللهُ لَنا ذَلكَ وَرَسولُهُ والمؤمِنون".
واثباتا لواقع مقالة ان عاشوراء هي قضية انسانية لا تقتصر على المسلمين من اتباع اهل بيت النبوة عليهم السلام فقط فقد إقام ابناء الطائفتين المسيحية والصابئة المندائية في البصرة سرادق عزاء حسينية احياءا لمناسبة عاشوراء الحسين عليه السلام.
وقال مسؤول مجلس شؤون الصابئة المندائيين سعد مجيد ان موكب ابناء الطائفة يقام في شهر محرم للعام الثاني على التوالي تعبيراً عن صرخة الحق التي اطلقها الامام الحسين، واضاف مجيد ان الامام الحسين يجمع كل العراقيين ذلك لان المظلومية التي وقعت عليه وقعت على كل طوائف المجتمع العراقي، مشيرا الى ان ثورة الامام الحسين جاءت لتصحيح ما أعوج في مجالات الحياة .
يشار الى ان بعض المسلمين من ضحايا الاعلام الاموي والناصبي ما زالوا يحتفلون في عاشوراء بالتخضب بالحناء والتوسيع على الأهل والأبناء وتخصيص مأكولات ومشروبات معينة، مع إدخال كافة أنواع الفرح والسرور على العائلة في هذا اليوم وجاءت هذه الاحتفالات كردة فعل سلبية على إقامة محبي اهل البيت العزاء وإظهار الحزن على سبط رسول الله الامام الحسين عليه السلام وما جرى على اهل بيته في كربلاء .
المصدر:وكالات انباء