القى حجة الاسلام والمسلمين السيد جاسم الجزائري كلمة في"مهرجان الوحدة والانتصار الثاني" بارك فيها للجميع الولادة الميمونة لسيد البشرية النبي محمد (ص) وولادة حفيدة الامام جعفر بن محمد الصادق (ع) واسبوع الوحدة الاسلامية ،وقال سماحته: ان هذا الاسبوع الذي ارسى دعائمه الامام الخميني (قدس سره) لينطلق من احدى مفردات الاختلاف بين المسلين وهي تاريخ ولادة النبي (ص ) الى وضع اساس متين لوحدة المسلمين ولم شملهم . واضاف سماحة السيد الجزائري عضو المكتب السياسي للكتائب قائلا : ان الوحدة لا تعني الانصهار في الاخر وإلغاء الخصوصيات وإنما تعني الاجتماع على المشتركات وإضعاف دور الفوارق وجعلها في إطارها الضيق الذي لا يُخرج المسلم عن إسلامه ولا يعكر صفوة المودة والإخوة بين أبناء الأمة الواحدة.
وقال سماحته في المهرجان الذي أقيم في بغداد شارع القناة نادي الصناعة : ان أي ممارسة تؤدي الى إشعال الفتن الطائفية وإثارة النعرات المذهبية وتشديد الاختلاف وخلق التباغض والاحقاد بين ابناء الامة الاسلامية الواحدة فضلا عن اذكاء نار الحرب ودعوات التكفير للاخر هي خدمة مجانية لاعداء الاسلام والمسلمين.
واكد سماحة السيد الجزائري بالقول : اننا في كتاب حزب الله نعتبر هذا النهج الوحدوي اساس حركتنا ونشد على ايدي كل دعاة الوحدة في عالمنا الاسلامي وخصوصا في عراقنا الجريح الذي يعاني من مؤامرة دولية تستهدف كيانه الواحد ووحدة نسيجه الاجتماعي وشدد سماحته على ضرورة رص الصفوف والوقوف بوجه كل العناصر التمزيقية والتفتيتية لوحدة العراق ووحدة نسيجه الاجتماعي .
وأوضح السيد الجزائري في كلمته : في هذا العام كما في العام الذي سبقه طلت علينا ذكرى الولادة الميمونة للنبي الأعظم (ص) وحفيدة الأمام الصادق (ع) ونحن نحتفل في عراقنا الحبيب بالانتصار التاريخي العظيم الذي حققته فصائل المقاومة الإسلامية على جيوش الاحتلال .
واضاف سماحته لقد خاض الاحرار في كتائب حزب الله وبقية فصائل المقاومة الاسلامية غمار حربا ضروسا غير متكافئة من جميع نواحيها ، عددا وعدة فقد نازلوا جيش عرمرما وصل عديد قواته الى ما يزيد عن 200000 مقاتل مضاف اليه عناصر من الشركات الامنية والمتعاقدين مع الجيش الامريكي الذين كانوا يمثلون جيشا كاملا مجهزا باحدث الاسلحة واكثرها فتكا وتدميرا فاختار كنوز العراق هولاء ان يرسموا معالم لوحة الخلود في مواجهة شرسة قل نظيرها عكس فيها هولاء الابطال صورا خالدة ستبقى ابد الدهر من الشجاعة والصمود وحمل الارواح على الاكف وعدم الاهتزاز امام آلة الموت الجبارة والرهيبة للاعداء فعزفت عبوات المجاهدين سيمفونية الخلود الرائعة ونزلت هاوناتهم وصواريخهم من الاشتر والكرار في قواعد الاحتلال المحصنة لتدق طبول الرعب في قلوبهم ورسمت عمليات القنص والعمليات الخاصة والاستهداف المباشر والمتواصل لجنود الاحتلال ملامح الهلع على وجوههم وسلوكهم .
واضاف السيد الجزائري : حينها اعلن الاحتلال على استعداده لتوقيع الاتفاقية الامنية التي تكفل جدولة انسحابه وخروجه من العراق عسى ان يخفف ذلك عنها بأس المجاهدين وضرباتهم ، ان هذا النصر الهي والتاريخي لفئة قليلة من المؤمنين على اكبر وأعتى جيش في العالم على مدار التاريخ ما كان ليتحقق لولا دور القيادة الاسلامية والمرجعية الدينية القائدة وصمود بعض السياسيين ومقاومة شعبنا الابي بعشائره ونخبه والواعيين بين ابناءه الرافضيين للاحتلال ، والدور الاكبر والرئيسي في صنع هذا الانتصار لجهاد اولئك الغيارى من ابناء المقاومة الاسلامية والدماء الزاكية لشهدائهم وجرحاهم التي سقطت في مواجهة جيش الاحتلال .
واوضح سماحته : بعد ان انجزت المقاومة مهمتها وهي اخراج جيش الاحتلال من العراق وإفشال المشروع الامريكي في المنطقة بقي مشروع الاحتلال الثقافي وتركته الثقيلة في جميع الميادين وفي مقدمتها الميدان السياسي والامني مضيفا ان الواجب على فصائل المقاومة وفي مقدمتها كتائب حزب الله ان تقف للتصدي لجميع مشاريع الاحتلال وتركته ... ونحن جادون وفاعلون ان شاء الله في تقديم الخدمات لابناء شعبنا ما امكننا ذلك وخاصة في الميادين الثقافية والاجتماعية والتعليمية والاعلامية ، على ان ذلك لا يمنع كتائب حزب الله من دخول الميدان السياسي متى ما رأت هي وجماهيرها ومحبيها الحاجة الى ذلك وضرورته وبالحدود والكيفية التي تحتمها تلك الضرورة حين اذن .
واكد سماحته : ان المشكلة اليوم في بنية العملية السياسية والتي تم بنائها في دستور كتب في ظروف خاصة ، ربما كانت للاحتلال يدا في كتابته وتضمينه ما ترغب فيه وكذلك في قوانين بريمير التي تم تشريعها في زمن الاحتلال وعليه فنحن نعتقد ان المعالجة السياسية تبدأ اولا في معالجة ذلك الدستور وتلك القرارت .
وعبر سماحته عن موقف كتائب حزب الله من الثورات في الاقليم ، اذ قال : ان اي تحرك للشعوب العربية بإتجاه تلك الانظمة لتغيرها هو تحرك مشروع ويجب مساندته والوقوف الى جانبه ... وان تلك الثورات اول ما استهدفت عملاء امريكا واصدقاءها وان هوية الجهات المحركة لتلك الثورات لم تكن واضحة في بدايتها بل كانت عبارة عن تحركات شعبية ونحن في كتائب حزب الله لم ولن يكون لنا من موقف الا المساندة تلك الشعوب في ثوراتها ... ولكن يجب ان لا يكون ذلك على حساب حاضر الاوطان ومستقبلها وان لا يكون ثمن التحول والتغير هو خراب البلد وتحويله الى دولة فاشلة تعاني الخراب والدمار مما يجعل ذلك البلد مرتعا للمخابرات العالمية والعصابات وللتطرف او يكون مركز تهديد للدول العربية والاسلامية وشعوبها اكثر مما يقف بوجه الاعداء الذين لا يريدون لهذه الامة الا الدمار والتخلف والضعف والارتماء دائما في احضانهم ... وهذا ينطبق على سوريا التي نتمنى لها ولشعبها كل الخير والامان ولكننا نحن المكتوين بهذه النار نرى ان الواقع في دائرة الاستهداف والمستهدف في سوريا ليس النظام وحسب بل الدولة السورية باجمعها وكأن هذه الدولة تُعاقب على مواقفها المساندة للمقاومة الواقفة بوجه الاحتلال الصهيوني وكذلك على علاقتها المميزة مع الجمهورية الاسلامية في ايران راعية محور المقاومة والممانعة وعدم رضوخها للمطالب الامريكية والاوربية .
المصدر: موقع كتائب حزب الله