اعترف جون بريسكوت، الذي شغل منصب نائب رئيس الوزراء البريطاني في حكومة توني بلير، الجمعة، بأن غزو العراق لا يمكن تبريره، وكان قراراً خاطئاً.
وقال بريسكوت، الذي حصل على لقب لورد بعد استقالته من منصبه، في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، إنه أيّد الحرب على العراق عام 2003 لاعتقاده بأن الرئيس الأميركي جورج بوش وقتها لديه خطة لتسوية الصراع الإسرائيلي ـ الفلسطيني.
وأضاف أن بلير كان حريصاً قبل الغزو على دفع الأميركيين إلى نهج الأمم المتحدة في التعامل مع العراق، وأبلغه، بعد أن أوفده إلى الولايات المتحدة لإجراء محادثات مع نائب الرئيس ديك تشيني في ذلك الوقت، بأن الأميركيين سيذهبون للحرب سواء انضم إليهم أم لا، وكانوا يستعدون لها.
وأشار اللورد بريسكوت إلى أنه أبلغ بلير أيضاً أن بوش لديه خطة لإسرائيل والمشكلة المتعلقة بفلسطين برمّتها ووعد بتحقيقها، لكنها انهارت كما هو الحال في الكثير من الأحيان في السياسات الأميركية جرّاء التأثير المحلي القوي.
وقال إن بلير، الذي يشغل حالياً منصب مبعوث اللجنة الرباعية لعملية السلام في الشرق الأوسط، رد عليه بأنه وعد بالمشاركة في غزو العراق وسينفذ وعده في نهاية المطاف وعلى الرغم من هذه العوامل، وهذه هي عواقب اليوم.
وأضاف نائب رئيس الوزراء البريطاني الأسبق أنه لا يستطيع أن ينكر أنه كان أيّد غزو العراق، ويحاول من خلال مراجعة أفكاره تبرير ذلك، لكن الغزو لا يمكن تبريره كشكل من أشكال التدخّل.
وكان بلير قرر إشراك بريطانيا في غزو العراق بقيادة الولايات المتحدة في 20 مارس 2003، والذي أودى بحياة 179 جندياً بريطانياً قبل انسحاب القوات البريطانية من العراق عام 2009.
واعترف بلير هذا الاسبوع بان قضية العراق ما تزال تشكّل مسألة خلافية للغاية، وجعلته يتخلى منذ فترة طويلة عن محاولة إقناع الناس بأن المشاركة في الغزو كانت قراراً صحيحاً.