أكد الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله "أننا جزء أساسي من لبنان وهذه الارض وهذا الوطن، ونحن جزء من مكونات الشعب اللبناني الذي قدم التضحيات الكبيرة، ونحن قدمنا تضحيات من أنفسنا وفلذات أكبادنا ولا نمن على احد وهذا كان لأجل ديننا ولآخرتنا ولوطننا ومقدساتنا ايضا"، مشددا على "أننا لبنانيون من مئات والاف السنين وليس لدينا اي بيوت واي مشاريع واي أموال خارج لبنان واذا كان هناك اي مغتربين فهذه ظروفهم لكن الحزب موجود في لبنان ولكننا ولدنا وكبرنا وعشنا هنا وسندفن هنا ولن يقتلعنا أحد من هنا".
وفي كلمة له في ذكرى "يوم الجريح المقاوم"، قال السيد نصرالله: "أحد أقوى الجيوش في التاريخ تحطم عند أيدي مقاتلينا في بنت جبيل ومارون الراس، ومن هم هؤلاء التافهون الذين يتحدثون عن اقتلاعنا؟"، مشددا على "أننا دفعنا في هذا البلد الاثمان الباهظة من أجل عزته وكرامته وسنبقى حاضرين لندفع لاجله الغالي والثمين".
وفي الملف السوري، أكد السيد نصرالله أن "الموضوع ليس فقط موضوع اخلاقي انما ينطلق من رؤية ونظرة على الدول والكيانات ونحن ان وجدنا في موقع فنحن ندافع عن هذه الدولة وهذه الارض وهذا الكيان اللبناني"، معتبرا "أننا أخذنا قراراً متأخرا بأن ندخل ميدانياً في مواجهة المشروع القائم على الأرض السورية وهذا لم يكن وليد لحظة ونحن منذ البداية بدأ يتشكل لنا رؤية ووضوح عن المشروع القائم وتداعياته على لبنان والمنطقة وفلسطين وسوريا وعلى المسلمين والمسيحيين والسنة والشيعة وكل الناس وفي الاول على السنة"، موضحا أنه " من خلال المتابعة رأينا من يدخل في هذه المعركة، وقصة "شعب ونظام" انتهت منذ زمن وهناك انقسام شعبي مع النظام وضد النظام، وهناك جزء من الشعب السوري مع النظام ونحن مع هذا الجزء، والجزء الاخر نحن معه بالاصلاح وليس بتدمير سوريا"، لافتا إلى أن "هناك حديث عن وجود 100 الف مقاتل جاءوا الى سوريا وهل يمكن احد ان يقنعنا ان بعض الدول الاسلامية والعربية التي ليس لديها اصلا انتخابات هي مع الحقوق والاصلاحات؟"، معتبرا أن "الكلام عن بدء تسليح المعارضة كذب فالتسليح يسير منذ زمن، وهناك من لا يأبه لسقوط الناس والارواح وفقط يريد اسقاط النظام في سوريا، وكأن البديل هو نظام"، مشددا على أن "البديل في سوريا هو الفوضى".
وأكد "أننا آخر المتدخلين في سوريا، وسبقنا "تيار المستقبل" وتيارات وتنظيمات لبنانية لا يريد أن يسميها"، سائلا: "لو تدخلنا في سوريا مع المعارضة، هل سيكون تدخلنا مباركاً وذكيا وكريما وأصبحنا "حزب الله الحقيقي؟"، مشيرا إلى أن "القصة ليست قصة تدخل في سوريا"، لافتا إلى أن "الجيش العربي السوري يقاتل على مختلف الاراضي السورية ونحن نقوم بجزء من المسؤولية في مواجهة هذا المشروع الكوني الذي يريد اسقاط المنطقة وليس فقط سوريا، وهو المشروع الاميركي الاسرائيلي التكفيري"، قائلا: "هيدي المعركة مش حابينا؟ أبدا مش حابينا. نحن حابين هيديك المعركة".
وأوضح أن "هذه ليست مشاركة رد الجميل بل أيضا مشاركتنا كانت مجدية، ونحن لم نختبئ، وأعلنا عنها بكل صراحة، فنحن لا نرسل شبابنا الى سوريا ونقول "نوزع بطانيات وحليب" واذا قتلوا ندفنهم في سوريا ونسكت أهلهم في لبنان"، مؤكدا أن "هذا ليس ما نفعله نحن أبدا"، قائلا: "هذا موقفنا وسرنا فيه ولا زلنا فيه ولم يبق أحد بعد 25 أيار لديه شاشة او وسيلة اعلامية او انترنت الا وشتم، ولا نعرف ان الدول العربية لديها لائحة ارهاب"، مضيفا: "لنا الفخر اننا منذ البداية على لائحة الارهاب الاميركية، والاوروبيون منذ زمن يطرحون ادراجنا على لائحة الارهاب"، مؤكدا في سياق متصل حول موقف مجلس التعاون الخليجي، أنه "لا يوجد اي منتسبين لحزب الله في دول الخليج، واصلا لا يعطى المنتسبون للحزب اقامات في دول الخليج، ونحن ليس لدينا مشاريع في دول الخليج ولكننا مستعدون لتحمل جميع تبعات القرار الذي أخذناه".
وأكد السيد نصرالله أنه "سواء قتل منا مظلومون او سقطت صواريخ على الضاحية او ظلم اشخاص في دول عربية، فما نقوم به أكبر من اي تضحيات يمكن ان تقدم"، قائلا: "يظن ان الاعتداء يجعلنا نغير موقفنا فهو واهم، وهذا يزيدنا قناعة كما الشتائم"، معتبرا أن "أسوأ ما حصل في الاسابيع الماضية هو استعمال الخطاب المذهبي"، مؤكدا أن "الشتم هو سلاح العاجز والضعيف"، مشيرا إلى أنه "يجب ان نتفهم الغضب والسخط من الدول الخليجية لان هناك مشروع هم غامروا فيه ومولوه ودفعوا فيه الكثير والآن يشعرون ان مشروعهم على خط أن يهزم وبدأوا يشعرون ان هناك موازين قوى تتغير، لذا يجب ان نتفهمهم فهذا واقع الحال"، مشددا على أن "الخلاف في سوريا ليس بين مذهبين وليس بين السنة والشيعة واخذه الى المذهبية ينم عن ضعف، وعلينا ان نبذل كل جهد لمنع تحويل الصراع الى صراع مذهبي"، قائلا: "أنا شخصيا سعيد بمواقف الشيعة المعارضين لموقفنا، ولكن دون شتائم، فهذا يساعد على اثبات ان الصراع ليس سنيا شيعيا".
وعن أحداث القصير، لفت السيد نصرالله إلى أن "هناك شباب وضعوا راية مكتوب عليها "يا حسين" على مسجد، وأخذت الصورة فضائيات عربية ومواقع كثيرة على ان هؤلاء شباب من "حزب الله" وهذا الجامع هو جامع عمر بن الخطاب ووضع عليه راية الحسين، وبدأ الجميع يدلو بدلوه"، سائلا: "هل هذا تصرف عاقل؟"، قائلا: "فليتم ادانتنا نحن ان كان هذا الموضوع صحيحا."، مشددا على أن "هذه المعلومة كاذبة وليس فقط خاطئة، وهؤلاء الاغبياء من وسائل الاعلام لا يعلمون ان هناك سكان شيعة في القصير ولديهم مسجد اسمه "الامام الحسن المجتبى" والراية رفعت على هذا المسجد، وجامع الخليفة عمر بن الخطاب يبعد كيلومترات عديدة، وسنوزّع قرصا مدمجا يظهر الحقيقة"، متسائلا: "هل الحسين للشيعة اصلا؟ هو لكل المسلمين".
وشدد على "اننا لن نغير موقفنا بالتضليل والقتل والترهيب وما بعد القصير بالنسبة لنا كما ما قبل القصير، فهل تغيرت المعطيات؟ وهل تغير المشروع؟ بالعكس، هناك عند المشروع الاخر اصرار على المواجهة أكثر وسنكون حيث يجب ان نكون وما بدأنا بتحمل مسؤولياته سنواصل به للنهاية، وهناك من يتواصل معنا ويقدم مبادرات تحتاج نقاشا مع قيادة "حزب الله" ولدينا هامش المناقشة حول كل شيء عن سوريا، ولكن موقفنا اليوم والان هو نفس الموقف".
ورأى السيد نصرالله أن "هناك مشروع "هاجم" في المنطقة، وهو المشروع القائم في سوريا، وأميركا وأوروبا والكثير من الدول العربية ودول الخليج ووسائل الاعلام وتمويلها الهائل والناس الجاهزون لكتابة الكثير من المقالات والشتائم وهناك على الارض مناخ ترهيب، وأي شخص يريد التعبير عن حقيقة موقفه يجب ان يحسب ألف حساب لموقفه وكلامه بسبب هذا الجو خصوصا مع فتاوى النحر اليوم"، لافتا إلى أن "هناك من يعبر عن موقفه السياسي ويقابل بفتاوى النحر والقتل والتكفير والاعتداء الجسدي أيضا، وهناك مناطق تعاقب بسبب توجهها السياسي، وهناك علماء وصحافيون اعتدي عليهم من الطائفة السنية الكريمة بسبب موقفهم السياسي".
وأكد السيد نصرالله أنه "لولا المقاومة لكانت مياهنا تحولت الى المستعمرات وحرم منها السكان الاصليون كما في الضفة الان ولكانت حكومتنا صورة تابعة للحكم الاسرائيلي كما كنا محكومين في صيدا وصور، فمن الذي طردهم؟"، مؤكدا أن "المقاومة حفظت هذا الـ"لبنان" وهذا الماضي القريب المتواصل يجب ان لا ينسى لأن المعركة الحاضرة هي استمرار لهذا الماضي ولمعركة هذا الماضي ولانها استهداف لكل انجازات هذا الماضي القريب"، سائلا: "من قاتل ومن سكت؟ من قاتل المحتل ومن صافحه؟ ومن قتل حتى لا يصافح المحتل، وليبقى الوطني وطنيا وحتى لا يتحول العميل الى وطني يقدم شهادات بالوطنية؟"، مشددا على أن "هذه مسؤولية الجميع في كل الدوائر والنخب والمثقفين والعلماء والجميع، فنحن في مواجهة اعلامية ضخمة جدا تحاول ان تزور هذا التاريخ".
كما توجه السيد نصرالله بالتحية "لجميع الجرحى الحاضرين في اللقاء أو الموجودين في المستشفيات أو في بيوتهم ولم يتمكنوا من المشاركة"، متوجها بالتحية "لعائلاتهم المضحية والزوجات اللواتي يتحملن عبئا كبيرا على هذا الصعيد وكل الطواقم الطبية التي واكبت جرحانا من اللحظة الأولى من الاسعاف الاول حتى العناية المستمرة"، قائلا: "الجراح شهادة حية متواصلة أرادها الله في هذه الأيام أن تكون شهادة حية لكل الأجيال على وقائع تاريخية وحقائق ميدانية وأحداث حصلت في الماضي القريب والتاريخ المعاصر، ونتحدث عن أحداث كثير من الأحياء واكبوها وعاصروها وعانوا فيها ولكن كثيرا من الاجيال التي ولدت بعد هذه الاحداث قد لا تعرف عن هذه الاحداث شيئا"، مشددا على أن "هناك من يريد لهذا التاريخ أن ينسى وان يتم تحريف الوقائع وان يتم قلب كل شيء رأساً على عقب".
وأضاف: "لكل جريح قصة، وهذه الجراح والقصص يجب ان تكتب لان هذه الجراح تذكرنا ببطولات المقاومين في حرب تموز مع اسرائيل وفي ما أسمته اسرائيل عناقيد الغضب في نيسان 1996، وفي تحرير أيار 2000 وفي الملحمة التاريخية في 2006 الى اليوم، وهذه الجراحات تحكي قصة المقاومة في لبنان"، مشيرا إلى أن "هذه المقاومة هي التي ملكت الوعي الكافي والرؤية الواضحة ومن البداية كان هناك وعي وفهم لمخاطر السكوت عن الاحتلال الاسرائيلي وتداعيات السكوت والتعايش مع مشروع الهيمنة الاميركية على المنطقة عام 1982 وهذه البصيرة أدت للقتال رغم خذلان العرب والعالم ما عدا ايران وسوريا وتواطؤ الداخل اللبناني"، مؤكدا أن "هذه المقاومة، وبهذا الكم الهائل من التضحيات، هي التي حررت لبنان من الاحتلال، فإذا هناك تحرير وحرية وكرامة وعزة وخيرات ومياه ومن يستطيع ان يفتش عن الموارد والنفط في المياه اللبنانية ومن يستطيع ان يحمي الموارد فهو بتضحيات المقاومة وبفضل المقاومة".